دارفور لم تكن فى تاريخها الحديث محل نزاعات بقدر ما كانت محل تآلف وتعاون ونصرة الحق والضعيف ولكن رياح الأقدار حملت لها هذا الشر المستطيرالذى جعلها محل حديث العرب والعجم فى تاريخها المعاصر وأصبح نزاعها مادة دسمة تتاجر بها أجهزة الإعلام الأجنبية وأصبحت أرضها محل تجارب لأسلحة المنظمات والشركات المتعددة الجنسيات. هكذا كان حديث ابناء دارفورفى مناسبتين مختلفتين فى منزل الامام الصادق المهدى رئيس حزب الامة القومى، وأمس فى منبر سونا عندما جلسوا يتلاومون ويتحسرون على ما جرى من تشريد لاهلهم وموت ودمار ولجوء . وعندما كان السيد الصادق المهدى زعيم حزب الامة يتلو على الحضور من ابناء دارفورفى باحة منزله بالملازمين ورقة اعتبرها مخرجاً لحل ازمة دارفور وحلاً داخلياً يشارك فيه ابناؤها هلل الحضور لهذه الورقة واجمعوا عليها لكنهم بدأوا يتلاومون ومن اهم البنود التى جاءت فى الورقة :- رفض الحل الاجنبى، واعتبار ان الدوحة ليست حلاً لازمة دارفور، ورفضت الورقة انتظار توحيد الحركات المسلحة والتى اعتبرت امكانية توحيدهم ( من عجائب الدنيا السبع) وطالبت الورقة الحادبين على امر البلاد ودارفور بتقديم تنازلات سياسية من اجل الوطن ان لم يكن من اجل دارفور .واتفق الجميع على انه لابد من وضع ازمة دارفور فى مسارها الصحيح استباقاً لتقرير لجنة امبيكى والتى ستجعل من حل الازمة حلاً دولياً لا وطنياً كما يقول المهدى. وفى اتجاه صحيح اخر خطا بعض العائدين من ابناء دارفور بالخارج والذين يسمون كيانهم (المجموعة الوطنية لتصحيح مسار دارفور ). واعلنت المجموعة التى تم تشكيلها فى سبتمبر الماضي عن مفاجأة جديدة تثبت تورط اخرين قدموا افادات للمحكمة الجنائية الدولية واعلنوا العودة للعمل فى المجال الانسانى . وكشف سليمان احمد حامد رئيس المجموعة الوطنية لتصحيح مسار أزمة دارفور عن مفاجأة جديدة سيتم اعلانها قريباً تتصل بأزمة دارفور الي محطة الحل. وقال مخاطباً منبر سونا الذي اقيم بقاعة الصداقة بالخرطوم امس ان المجموعة ستعلن من الخرطوم في الايام القليلة القادمة عن مفاجأة بشهود جدد من مختلف دول العالم قاموا بالادلاء بشهادتهم للمحكمة الجنائية الدولية. واضاف ولا يستغرب ان كان بعضهم يعيش في مكان قريب جداً من لاهاى ووصف الاستاذ الكاتب الصحفى عبدالله ادم خاطر فى المنبر المؤشرات التى تشهدها الساحة فى دارفور بانها ايجابية وخطوة فى الطريق الصحيح مشيراً الى ان ابناء دارفور فى الداخل جاهزون لحل مشاكلهم وقادرون عليها. وقالت المجموعة على لسان أمينها العام كمال الدين إبراهيم إن عودتهم للسودان للعمل من الداخل تأتي في إطار ايمانهم العميق بقدرة السودانيين على حل مشاكلهم بأنفسهم لاسيما قضية دارفور. وكشف ابراهيم عن حوار مطول مع الحكومة أفضي إلى توقيع اتفاق، تباشر بموجبه المجموعة نشاطها من الداخل لدعم جهود السلام في دارفور وتحقيق التنمية البشرية والعمرانية داعياً أبناء الاقليم في الداخل والخارج لتحكيم صوت العقل والجلوس لطاولة الحوار للوصول إلى تسوية شاملة للقضية. واعتبر المراقبون خطوة اعضاء تصحيح المسار انتصاراً كبيراً للحكومة فى معاركها مع المجتمع الدولى خاصة بعد ان قال العائدون إن ما أثارته المحكمة الجنائية ضد السودان يعتبر محض افتراء وجاء نتيجة لتلفيقات دعائية وشهادات زور. ووعدت المجموعة الحكومة بان تعمل لأجل العودة بالأزمة من خانة المحكمة الدولية إلى خانة القضاء الوطني العادل دون أن ينقص ذلك من حقوق أهل دارفور وما تدفعه الحكومة لمقابل ذلك هو السماح لهؤلاء بالعمل فى دارفور واحتضانهم كابناء بارين. ومن خلال مجموعة منزل الصادق المهدى ومجموعة تعديل مسار دارفور تقول المؤشرات إن ازمة دارفور تبقى من حلها اجماع الحركات المسلحة فى طاولة مفاوضات الدوحة القادمة والتى هى محل انتظار الجميع ومهما يكن من امر ستظل دارفور تنتظر ابناءها سوى كانوا بالخارج او بالداخل لانه (ما حك جلدك مثل ظفرك).