(الانتخابات القادمة ستكون مختلفة ، وستفرز واقعا مختلفا بالسودان)، ظلت قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان تردد هذه العبارة كثيرا فى الآونة الاخيرة ، وتلحقها باخرى تحذر فيها من حدوث أي تلاعب او تزوير يقود البلاد الى حرب يصعب اخمادها، فمنتصف ابريل من العام القادم سيشهد انطلاق العملية الانتخابية التى تمثل العتبة قبل الاخيرة وتعتبر الخطوة الاهم فى سلم نيفاشا ، فالمؤسسات التى تأتى منتخبة ستجد نفسها مسؤولة من اجراء وتنفيذ قضية الاستفتاء لشعب الجنوب بجانب المشورة الشعبية للمناطق الثلاث جبال النوبة ،النيل الازرق ومنطقة أبيي . من هنا يمكن قراءة تحذيرات الحركة الشعبية من مغبة التلاعب والتزوير وحتى رفضها القاطع لنتائج التعداد السكانى الاخير ، اما حديثهم عن اختلاف الانتخابات القادمة واتيانها بشكل مختلف عن آخر انتخابات فى العام 1956م مرتبط بالتغيرات التى حدثت فى العشرين عاماً الماضية والتقلبات على الارض من حروب وغيرها من احتجاجات بالاضافة الى دخول كيانات ومناطق باكملها الى دائرة الانتخاب لارتباط مستقبلها بنتائجه وهى المناطق الثلاث (النيل الازرق ، جبال النوبة وابيي ) ، الا ان جرس الانذار من الحروب عقب الانتخابات القادمة تم اطلاقه فالقيادى البارز بالحركة الشعبية ادوارلينو حذرالمؤتمر الوطنى صراحة من عدم محاولة تزوير الانتخابات القادمة واضاف ذلك سيقود البلاد الى حروب غير منتهية وعندها سنكون متفرجين لاننا لم نساهم فى اسبابها ، وطالب مواطنى المناطق الثلاث بالاتحاد مع بعضهم البعض من اجل اقتلاع حقوقهم واشار لينو الذى كان يتحدث امس الاول فى ندوة تحديات المشورة الشعبية والاستفتاء التى اقامتها الحركة الشعبية لتحرير السودان بدارها بالمقرن الى عدم انتهاء ازمة ابيي بعد وكشف عن ان لجنة ترسيم الحدود تم منعها بقوة السلاح وزاد من يظن ان ازمة ابيي انتهت فهو واهم ، وافقه على ذلك رئيس قطاع الشمال نائب الامين العام الذى تحدث فى ذات الندوة واتهم المؤتمر الوطنى بالالتفاف على قرار ابيي عبر وضع عراقيل امام لجان الترسيم ، واكد عرمان ان الحركة ستكون قوية ومتحدة حتى نهاية الفترة الانتقالية لتحبط امانى كثيرين ، مطالبا بعدم قبر قضية المشورة بالنقاش داخل الغرف مضيفا لابد ان تكون فعلاً جماهيرياً ، الا ان الامر الخطير هو الذى ساقه رئيس حزب العدالة الاصل مكى على بلايل عندما اتهم المؤتمر الوطنى بالتلاعب فى نتائج التعداد السكانى وتقسيم الدوائر تم حسب رؤية عنصرية وجهوية قام عليها توزيع الدوائر الانتخابية بغرض حرمان النوبة من التمثيل فى البرلمانات القادمة ، واعتبر المجلس المنتخب فى الانتخابات القادمة لن يفعل شيئاً اذا قام بنفس نتائج الاحصاء الحالية فيما طالب المسؤول السياسي للمؤتمر الشعبى الذى تحدث ممثلا لتجمع احزاب المعارضة البرلمان بعدم الالتفاف وعرقلة حقوق الجنوبيين واعطائهم حقهم كاملا واعتبر ماتم داخل البرلمان الذى اختار الاستقلال من قبل بمثابة الخدعة التى تمت للجنوبيين ، فيما تحدث وزير الدولة بالثروة الحيوانية اسماعيل خميس جلاب احد ابناء جبال النوبة قائلا سنقول ما كنا نصمت عليه طويلا واردف نحن عندما حملنا السلاح كنا نطالب بتقرير مصير للنوبة وليس مشورة معتبرا نتائج الاحصاءالاخيراجهاض مبكر للمشورة الشعبية بجبال النوبة وتزوير مبكر للانتخابات وستكون فتنة كبيرة بالبلاد ، فيما حذر القيادى بالحركة ادار لينو المؤتمر الوطنى من محاولة التزوير فى الانتخابات القادمة لافتا الى انها ستقود الى حروب غير منتهية ، ليأتى نائب رئيس الحركة الشعبية ووالى النيل الازرق احد المناطق التى ستتم فيها المشورة ويطالب ابناء جبال النوبة والنيل الازرق بالمحافظة على حق المشورة الذى اعتبره مكسباً فى حال عدم قيام الانتخابات مناديا الشعبين باختيار من يمثلون قضايا الهامش ويدافعوا عنها ، والعمل على كسب الانتخابات القادمة بالبلاد فى حال قيامها ، غاب عن الندوة وزير الخارجية واحد ابناء منطقة ابيي دينق الور الا ان ابناء المناطق الثلاث شكلوا حضوراً فائقاً فى الندوة التى حضرها كبير مساعدى رئيس الجمهورية منى اركو مناوى وعدد من الوزراء و دبلوماسيون تقدمهم سفير جنوب افريقيا . حديث قيادات الحركة بجانب الاحزاب المعارضة وتحذيرهم من التلاعب فى الانتخابات بالاضافة الى عرمان الذى اعتبر ان التباطؤ والتقليل من قوانين المشورة الشعبية للمناطق الثلاث هي محاولة فشلت من قبل الغرض منها ضرب الحركة الشعبية وتفتيتها منذ ايام التفاوض فى نيفاشا ،مؤكدا حسم قوانينها فى البرلمان الحالى يشير الى ان الانتخابات التى ستجرى فى تلك المناطق ستكون من اجل اختيار اكثر من ممثل وتتعداه الى اختيار نظام حكم او وطن فى حال حدوث الانفصال . عباس محمد إبراهيم :الصحافة