في أعقاب اجتماع المكتب التنفيذي للكاف، انتهزت ''الخبر'' فرصة الراحة التي أخذها رئيس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، عيسى حياتو، الذي أنعقد مساء أول أمس بفندق ''تالاوتونا'' بوسط العاصمة الأنغولية لواندا، لتقترب منه في محاولة لإجراء حوار معه.. البداية كانت صعبة بسبب تدخل رجال الأمن، لكن تدخل رئيس الكاف شخصيا وطلبه منهم السماح لنا بالحديث معه حول عدة نقاط تطالعونها في هذا الحوار من فضلكم هل من كلمة حول حادثة تعرض حافلة المنتخب الطوغولي لاعتداء قبل دقائق من الآن؟ لا أريد الحديث عن هذا الموضوع لأنني لا أملك المعلومات الكافية (الحوار أجري بعد نصف ساعة من حدوث الاعتداء).. هل تلعب كأس أمم افريقيا رغم ما حدث؟ لو تسألونني عن هذا الموضوع سأنصرف .. قبل ساعات قلائل من انطلاق الدورة ال27 لكأس أمم افريقيا، هل المسؤول الأول على الكرة الإفريقية راض عن المجهودات التي تبذلها الدولة المنظمة لإنجاح هذا العرس الكروي القاري؟ راض مائة بالمائة.. وأعتقد أن أنغولا ستبهر العالم بقدراتها التنظيمية، بدليل أنها جاهزة لهذا الموعد الذي سيبقى بالتأكيد راسخا في أذهان الأفارقة. لكن، هناك العديد من النقائص المسجلة لحد الآن، بدليل ما حدث بمطار لواندا عند وصول المنتخبين الجزائري والمالي.. حسب اعتقادي لم تحدث أشياء سلبية، بل بالعكس القائمون على التنظيم استقبلوا بطريقة جيدة المنتخبين الجزائري والمالي، بشهادة رئيسي الاتحاديتين المذكورتين، وسهلوا لهم مهمة الالتحاق بمقراتهم في ظرف قياسي.. لكن المطار عرف فوضى عارمة لحظة وصول المنتخبين.. لماذا تريدون الوقوف عند السلبيات فقط، فلماذا لا تتحدثون عن المجهودات الكبيرة التي يبذلها الأنغولون لجعل هذه المنافسة عرسا كرويا.. ولماذا لا تتحدثون عن الإنجازات الكبيرة التي بذلتها السلطات الأنغولية لتوفير أحسن الظروف للمنتخبات الإفريقية المشاركة في هذه الدورة؟.. كل هذه الأمور أعتقد أنها إيجابية وتبعث على الارتياح، هذا دون أن ننسى أن الشعب الانغولي سيستفيد حتما من هذه التظاهرة، بدليل أن الدولة الأنغولية أنجزت أربعة ملاعب من الطراز العالي ستعود حتما بالفائدة على الشباب المحلي.. وهذا لا يعني أن الأمور جاهزة مائة مائة، لكن أعتقد أن كل هذه النقائص ستسوى في الساعات القليلة القادمة. هل لنا أن نعرف سبب تغيير موعد مؤتمر الجمعية العامة للكونفيدرالية الإفريقية من بداية جانفي إلى نهايته؟ على غير العادة، فضلنا تأجيل الجمعية العامة إلى غاية نهاية الشهر الجاري حتى يتسنى للمكتب التنفيذي للكاف إعداد التقرير الأدبي والمالي بطريقة جيدة. ففي السنوات الفارطة، كنّا نجد عدة صعوبات لتنظيم هذه الجمعية بسبب تزامنها مع موعد انطلاق المنافسة الرسمية، وعليه ارتأينا تأجيلها لأخذ متسع من الوقت وحتى نستمتع أيضا بالفرجة التي ستقترحها علينا المنتخبات المشاركة في هذا الموعد الإفريقي. تعرضت الكونفيدرالية الإفريقية لانتقادات كبيرة من قبل الاتحاديات التي تأهلت منتخباتها لكأس العالم، بسبب ضيق الوقت بين دورة كأس افريقيا والمونديال، حتى أن العديد من المدربين الوطنين اشتكوا من ضيق الوقت، وكثرة المنافسة على اللاعبين، فهل من تعليق؟ لا أشاطركم الرأي فهناك أكثر من أربعة أشهر (من نهاية جانفي إلى بداية جوان) تفصل دورة كأس أمم افريقيا عن المونديال، وبالتالي المنتخبات الإفريقية المشاركة في المونديال يكون أمامها متسع من الوقت للتحضير. كما أن برمجة دورة كأس أمم افريقيا في نفس السنة التي تقام فيها كأس العالم، سيعود بالفائدة على المنتخبات الإفريقية التي ستلعب على الأقل خمس مباريات تحضيرية (ثلاث مقابلات على الأقل في الدور الأول من كأس افريقيا، بالإضافة إلى مقابلتين وديتين تبرمج في تواريخ الفيفا).. هذا يعني أن المنتخبات الإفريقية ستكون محظوظة؛ لأن لاعبيها سيكونون جاهزين للمنافسة الرسمية، على عكس المنتخبات الأوروبية التي ستكتفي بثلاث مقابلات ودية على أقصى تقدير للتحضير للمونديال.. لكن كثافة المنافسة للاعب الإفريقي في ظرف موسم كامل قد يؤثر سلبا على مردوده في كأس العالم جراء كثافة المباريات التي سيخوضها مع منتخب بلاده والنادي الذي يلعب له ..؟ لا أشاطركم الرأي، فأغلبية اللاعبين الأفارقة ينشطون في البطولات الأوروبية الكبيرة، وعليه فعملية الاسترجاع لا تطرح في هذا المجال.. هذا يعني أنكم لا تفكرون في تغيير موعد كأس أمم افريقيا..؟ لم أقل هذا، فنحن نفكر في الأمر بطريقة ستعزز فلسفة الكونفيدرالية الإفريقية التي تسعى لتطوير الكرة الإفريقية لجعلها تضاهي مستوى الكرة الأوروبية.. كيف ذلك..؟ هل شاهدتم ما أنجزته أنغولا عندما منح لها شرف تنظيم كأس أمم افريقيا؟ أعتقد أنكم تشاطرونني الأمر عندما أقول لكم أن أنغولا استفادت كثيرا حيت تم إنجاز ملاعب، فنادق، توسيع شبكة المواصلات.. كل هذه الأمور سترفع حتما من مستوى الكرة الإفريقية. وهو ما نسعى لتحقيقه في كامل البلدان الإفريقية.. الفرق الأوروبية التي تملك لاعبين أفارقة هي أيضا تضغط من أجل فصل موعد كأس افريقيا والمونديال، باعتبار أنها تشتكي من عدم استفادتها بالشكل اللازم من خدمات لاعبيها الأفارقة..(يقاطعنا) هذا ما كنت أنتظره منكم.. ماذا تقصدون ..؟ الإشكالية المطروحة وكل هذه الانتقادات التي تتحدثون عنها مفتعلة من قبل الأندية الأوروبية التي تسعى وتضغط بكل ما لديها من قوة حتى لا تسرح لاعبيها الأفارقة لأنها بحاجة إلى خدماتهم في أوقات تتزامن والمنافسة الإفريقية، كما أن هذه الأندية كانت كل مرة تصطدم بصرامة الكاف التي تستمد قوتها من قوانين الاتحادية الدولية لكرة القدم التي تجبر تلك الأندية على تسريح لاعبيها الأفارقة لمنتخبات بلادهم.. إذن.. هو صراع بين الكاف والأندية الأوروبية؟ سننتصر لا محالة، لأن الهدف بيننا وبينهم مختلف تماما، فهم يحاولون تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة اللاعب الإفريقي والكرة الإفريقية، أما نحن فمصلحتنا هي الكرة الإفريقية وكيفية تطويرها بالشكل الكافي. وعليه فإننا سنوظف كامل قوانا للدفاع عن حقوقنا لتحقيق أهدافنا .. العديد من الأندية الأوروبية تهدد لاعبيها الأفارقة بتدمير مشوارهم في حالة الاستجابة لدعوة منتخباتهم الإفريقية.. فكف تتعاملون مع هذه القضايا؟ الفيفا المسؤولة الأولى على رياضة كرة القدم في العالم تجبر الأندية الأوروبية على الامتثال لقوانينها وإلا فإنها ستتعرض لعقوبات صارمة في حالة الرفض.. وأعتقد أن هذه الصراعات ولّت في المدة الأخيرة، بسبب وزن اللاعبين الأفارقة في الأندية الأوروبية، حيث أصبح اللاعب الإفريقي يحظى باحترام كبير في الساحة الكروية العالمية لما يملكه من إمكانات جعلته محط اهتمام الجميع .. وهذا تقدم ملحوظ يحسب للكرة الإفريقية.. هل تتوقعون أن تكون جنوب افريقيا في مستوى الحدث الكروي العالمي..؟ هذا ليس مجرد اعتقاد فقط .. وإنما أجزم لكم أن جنوب افريقيا ستبهر العالم في جوان القادم.. وستبرهن للجميع ممن شككوا في قدراتها أنها أحق بتنظيم كأس العالم.. وأعتقد أن ما حدث في مدينة كيب تاون لحظة إجراء عملية القرعة الخاصة بالمونديال دليل على ما أقوله. ومن الجانب التقني، كيف ترون حظوظ المنتخبات الإفريقية في المونديال ؟ أعتقد أن كل المنتخبات الإفريقية المشاركة في مونديال جنوب افريقيا لها حظوظ متساوية مع بقية المنتخبات الأوروبية أو الأمريكية.. فاللاعب الإفريقي تطور كثيرا وأصبح وزنه من ذهب. الجزائر تعود إلى المونديال بعد غياب دام أكثر من 24 سنة، ما تعليقكم ؟ لا أريد التحدث عن منتخب على حساب آخر لأنني أمثل كل القارة الإفريقية ولا أمثل منتخبا واحدا .. نريد فقط كلمة موجزة عن حظوظ المنتخب الجزائري، باعتبار أننا صحفيون جزائريون فقط..؟ أنا سعيد بهذه العودة إلى الساحة الكروية العالمية وأعتقد أن الجزائر تملك كل الحظوظ لقول كلمتها في جنوب افريقيا .. وأقول أن أحسن المنتخبات الإفريقية متواجدة في المونديال القادم.. وعليه فلا خوف على التمثيل الإفريقي في كأس العالم.. لكن تأشيرة التأهل إلى المونديال انتزعها المنتخب الجزائري بعد مواجهة شاقة أمام المنتخب المصري.. أليس كذلك؟ (تنهد) .. أفهم ماذا تريدون الوصول إليه وبالتالي لا تعليق حول هذا الموضوع بتاتا وأعيدها وأكررها أنا وافقت على التحدث معكم دون موعد مسبق لأنكم انتظرتموني كثيرا لا غير ولأنكم أفارقة مثلي.. بالتأكيد عشتم أياما سعيدة ومرة خلال عهدتكم الطويلة على رأس الكونفيدرالية الإفريقية، فهل لنا أن نعرف أهم المحطات؟ أخذتم الكثير من وقتي، لكن أهمها هو كسبنا لورقة تنظيم أكبر حدث كروي عالمي.. وهو افتخار لكل القارة الإفريقية.. هذا يعني أنكم ستترشحون لعهدة أخرى على رأس الكاف؟ (يضحك).. لا أدري سأفكر في الأمر في الوقت المناسب.. معنى هذا أنكم ستترشّحون؟ لا تقوّلوني ما لم أقل..
