أين ذهب الجنوبيون ؟.. ولماذا أحجموا عن تسجيل أسمائهم في كشوفات الاستفتاء توطئة لممارسة حقوقهم الدستورية في تحديد مصير جنوب السودان في يناير القادم ؟هكذا يتساءل المواطنون بعشر من ولايات السودان الشمالية الذين توقعوا أن يصاحب عمليات التسجيل زخم وحراك كبيران أسوة بما حدث في إنتخابات أبريل الماضية، إلا أن توقعاتهم ذهبت أدراج الرياح على أثر ضعف الاقبال وعدم تجاوب أبناء الجنوب المتواجدين بالولايات العشر والتي يشير مشهدها الى أن عمليات التسجيل تمضي بوتيرة لاترقى لمستويى الحدث يشوبها بطء وضعف في الإقبال رغم مضي أسبوع على بداية عمليات التسجيل بمختلف أنحاء البلاد...وحتى مساء أمس الأول لم يتجاوز عدد الذين قاموا بتسجيل أسمائهم حاجز (13113) ألف فقط، وشهدت ولاية النيل الأبيض أعلى معدلات التسجيل في الولايات العشر حيث بلغ العدد (2902) ناخب، فيما جاءت الولاية الشمالية في المرتبة الأخيرة من حيث التسجيل وبلغ عدد الجنوبيين الذين سجلوا أسماءهم (37) ناخباً فقط من جملة (3537) مستهدف ...يذكر أن عدد الذين يحق لهم التسجيل في الولايات مثار تقريرنا يبلغون مائه خمس وعشرين ألف مواطن حسب احصاءات التعداد السكاني الأخير. الولاية الشمالية تشهد أقل نسبة تسجيل سجلت الولاية الشمالية أدنى أرقام التسجيل في الولايات العشر حيث لم يتجاوز عدد الجنوبيين الذين قاموا بتسجيل أسمائهم حاجز السبع وثلاثين فقط، وهذا الرقم يوضح ضعف الإقبال والتجاوب، الذي أرجعه اللواء محمد أبنعوف رئيس لجنة الاستفتاء بالولاية اليى عدد من الأسباب أبرزها كما أشار عدم وجود وسائل الحركة التي تقل المستهدفين من أنحاء ولاية وصفها بالشاسعة اليى مركزي التسجيل بحاضرة الولاية دنقلا ومدينة مروي، وقال إن الجنوبي الذي يقطن حلفا القديمة و يريد التسجيل عليه ان يقطع أكثر من خمسمائة كيلو ليصل الى مدينة دنقلا، وأكد أن في هذا الأمر مشقه وجهد وتكلفة قد تكون فوق طاقة من يريد التسجيل لذلك جاء التجاوب خلال الأسبوع الذي مضى من عمر التسجيل بطيئاً ولايرقى للمستوى المطلوب، وأبان أن المفوضية ليست مسؤولة عن الترحيل وذلك لان التسجيل أمر شخصي، وقال إن عدد الجنوبيين المستهدفين بالتسجيل يبلغ 3538 موزعين على مختلف محليات وقريى وجزر الولاية، وتمنى اللواء أبنعوف أن ترتفع وتيرة التسجيل خلال الفترة المتبقية . كسلا تعزي الضعف للعطلة وتتوقع ارتفاع النسبة المشهد في ولاية كسلا لايختلف كثيرا عن ماهو عليه في الشمالية رغم وجود أربعة مراكز بحلفاالجديدة وخشم القربة وكسلا (مركزين)) وبحسب التعداد السكاني الأخير يبلغ عدد الجنوبيين في ولاية كسلا عشرة ألف وخمسمائة مواطن جنوبي وتستهدف لجنة الاستفتاء تسجيل 5501 ناخب، الا أن الواقع على السجلات حتى مساء أمس الأول يشير الى أن 200 فقط من أبناء الجنوب هم الذين قاموا بتسجيل أسمائهم. ويقول محمد أحمد العكام رئيس لجنة الاستفتاء بالولاية إن الاقبال ضعيف وغير متوقع وعزا الأمر اليى عطلة العيد التي اعتبرها قد جاءت طويلة وخصمت كثيرا من أيام التسجيل حيث فضل الجنوبيون قضاء العطلة على التسجيل حسبما اشار، وقال إن الجانب الإعلامي لم يأتِ بالصورة المطلوبة التي تسهم في رفع التوعية باهمية ممارسة الجنوبيين لحقوقهم الدستورية، ونفى العكام وجود معوقات أخرى تعتري عملية التسجيل بولاية كسلا وتوقع إرتفاع وتيرتها خلال الأيام المقبلة . القضارف تسجل ( 1335) ناخب من جانبه نفى أمين عريبي رئيس لجنة الاستفتاء بولاية القضارف الاتهامات الموجهه للجان التسجيل بمختلف أنحاء السودان عامه والقضارف خاصة حول تعمدها تأخير وتعقيد اجراءات التسجيل، وقال إنهم يطبقون قانوناً واضح المعالم ليس هم من قام بوضعه، وأكد بان لا غرض للجان التسجيل من إفشال العملية، وكشف عن بطء يلازم عملية التسجيل بالولاية دون أن يوضح الأسباب التي قادت الى ذلك وقال إن الذين تم تسجيلهم خلال الأيام السبع الأولي بلغوا 1335 ناخب من جملة 6700 مواطن جنوبي وهو العدد المستهدف وأن التسجيل جرى في خمسة مراكز وهي الفاو، الحواتة، دوكة، الشوك والقضارف، والجدير بالذكر أن عدد الجنوبيين حسب التعداد السكاني الأخير بولاية القضارف يبلغ 13457. النيل الأزرق..اتهامات بتسجيل موازٍ يضعف الإقبال لعب خلاف السلاطين دوراً بارزاً في ضعف الإقبال على مراكز التسجيل التسعة بولاية النيل الأزرق حسبما أشار شوتي دينق نيال رئيس لجنة الاستفتاء بالولاية الذي أوضح أن هناك سلاطين يؤيدون عملية التسجيل فيما يرفضها آخرون وأضاف «هذا الأمر أثر سلبا في إقبال أبناء الجنوب البالغ عددهم 14 ألف على التسجيل خاصه في مدن الدمازين، الروصيرص وقيسان» ويرجع بعض السلاطين رفضهم التسجيل الى أن هناك جهات قامت باجراء عملية التسجيل قبل تكوين المفوضية ويطالبون بمعرفة مصير كشوفات هذا التسجيل الذي لم تجره لجنة الاستفتاء حسبما أشار ..وقال شوتي إن العدد الذي تم تسجيله خلال الفترة الماضية بلغ 1550 ناخب فقط، وأبدى تشاؤماً واضحاً إزاء الأيام القادمة وتساءل :خلال أسبوع تم تسجيل هذا العدد المتواضع فكيف لنا في تسعة أيام فقط ان نسجل العدد المستهدف؟، وكشف عن أسباب أخرى أعاقت عمليات التسجيل منها الترحيل وبعد المراكز عن مناطق تجمعات المواطنين وضرب مثلا بمدينة بوط التي يبعد أقرب مركز تسجيل عنها مسافة تسعين كيلو متر ويحتاج الناخب لستين جنيهاً حتى يتمكن من مواجهة تكلفة الترحيل ذهابا وإيابا، وأعتبر أن ذلك فوق طاقة المواطن البسيط، وقال إنهم أقترحوا على المفوضية القومية إنشاء مراكز تسجيل متحركة الا أنها رفضت هذا المقترح، وفي سبيل تحسين نسبة الإقبال قال إنهم سيجلسوا الى والي الولاية لحل مشكلة السلاطين، بالإضافة الى الأجهزة الاعلامية لتكثيف هذا الجانب بمختلف لهجات أبناء الجنوب وعربي جوبا. . جنوب كردفان تسجل نسبة أعلى وتشكو بعد المراكز يقول مصطفى عبد الله رئيس لجنة الإستفتاء بالولاية إن عدد الجنوبيين المستهدفين بالتسجيل يبلغون 28 ألف مواطن وأن الذين قاموا بتسجيل أسمائهم بلغ عددهم 2783 ناخب من خلال 17 مركزا، ورغم أن هذا الرقم هو الأعلى بالولايات الشمالية العشر بعد ولاية النيل الأبيض الا أن مصطفيى يبدو غير راض عنه ويعتبره دون المستوى وأرجع السبب الى بعد مسافة المراكز عن أماكن تجمعات وسكن أبناء الجنوب بالولاية وقال إن هذا الأمر يمثل العقبة الوحيدة في طريق الناخبين ولجنة التسجيل . سنار..زهد في الإقبال على التسجيل في ولاية سنار أعرب الكثير من أبناء الجنوب عن زهدهم في التسجيل بل أن بعضهم رفض التجاوب مع الأمر حسبما أشار عبد الله عوض الله كبير ضباط لجنة الاستفتاء بالولاية الذي أكد أنهم يجهلون الأسباب التي تقف وراء إحجام الجنوبيين عن ممارسة حقهم الدستوري، وكشف عن تسجيل 1170 ناخب فقط من جملة 17884 مواطن وقال إنهم يستهدفون تسجيل تسعة ألف مواطن من خلال ستة مراكز بالولاية . شمال كردفان...الحصاد يعرقل التسجيل مثلما القت عمليات الحصاد بظلالها السالبة على التسجيل بولاية القضارف، وقفت أيضا وراء ضعف إقبال الجنوبيين على التسجيل بشمال كردفان، ويقول عبد الوهاب جبريل رئيس لجنة الاستفتاء بالولاية إن الإقبال جاء ضعيفا خلال الفترة الماضية ولم يكن متوقعا لجهة وجود 11222 جنوبي مستهدف بالتسجيل، وقال إن الذين تم تسجيلهم بلغوا 2000 ناخب، وأرجع الأمر اليى وجود الجنوبيين بمناطق حصاد الذرة والسمسم والدخن، وقال إنهم وفي سبيل تسريع وتيرة التسجيل ورفع العدد اتخذوا عددا من التدابير منها الاجتماع بالسلاطين للتعرف على المعوقات التي تعتري طريق عملهم واتفق الجميع على تكثيف التوعية والإعلام خلال الفترة المقبلة، ونفى جبريل وجود ممارسات غير قانونية مصاحبة للتسجيل . البحر الأحمر..تسجل (167) ناخب فقط وصف أدسون شارلس نائب رئيس لجنة الإستفتاء بولاية البحر الاحمر الإقبال بالضعيف وقال إن الذين تم تسجيل اسمائهم لم يتجاوزوا 167 ناخب من خلال ثلاثة مراكز ببورتسودان وسواكن، واشار الى أن عطلة العيد اسهمت في ضعف الإقبال . النيل الأبيض..تحقق أعلى نسبة تسجيل بالشمال تعتبر ولاية النيل الأبيض من أكثر الولايات التي تشهد تواجداً كبيراً لأبناء الجنوب الذين استقر معظمهم منذ عقود مضت، ورغم ذلك جاء الإقبال على عملية التسجيل على عكس ماتوقع المراقبون بالولاية فمن جملة 21 ألف مواطن مستهدف قام 2902 ناخب بتسجيل أسمائهم، وأرجع عبد الرحمن محمد أحمد رئيس لجنة الإستفتاء الأمر الى عدم قيام منظمات المجتمع المدني والأحزاب بدورها تجاه توعية وتثقيف أهل الشأن من الجنوبيين القاطنين بالولاية وتعريفهم بضرورة التسجيل لممارسة حقهم المنصوص عليه في إتفاقية السلام، وقال ان هناك عدداً كبيراً من الاخوة أبناء الجنوب يجهلون أهمية التسجيل والإستفتاء وبعضهم في مناطق بعيدة عن مراكز التسجيل الثلاثة عشر، وهناك آخرون في مواقع العمل ولايستطيعون الذهاب الى مراكز التسجيل . الجزيرة..... ضعف في جميع مراكز التسجيل كشف عمر مصطفى عبد الرحمن رئيس لجنة الإستفتاء بولاية الجزيرة عن ضعف الإقبال على عمليات التسجيل بمراكز الولاية الثمانية وقال إن عدد الجنوبيين المستهدفين بالتسجيل يبلغ 13834 حسب الإحصاء السكاني الأخير من جملة 26 450 مواطن جنوبي بالولاية، وقال إن الذين تم تسجيلهم خلال الأسبوع الذي انقضى من عمر التسجيل بلغوا 969 ناخب، وأرجع ضعف الإقبال الى عطلة العيد وعدم وجود وسائل الحركة التي تقل الجنوبيين من مناطق سكنهم للمراكز. الناخبون: عدم التوعية وبعد المراكز سبب الضعف «الصحافة» سألت عدداً من الاخوة أبناء الجنوببالولايات عن أسباب إحجامهم من الذهاب الى مراكز التسجيل فاختلفت آراءهم وتعليلاتهم، فجون أجوك من الجزيرة قال إن الأمر لايمثل أدنى أهمية بالنسبة له وأشار الى أن الوحدة والإنفصال عنده سيان ...أما ديفيد أتوك فقد كشف عن ضعف التوعية وصعوبات تواجه الجنوبيين المتواجدين بولاية جنوب كردفان في الذهاب الى مراكز التسجيل بداعي عدم وجود وسائل نقل ..وتساءل شول اوغسطين مواطن بشمال كردفان عن دور الشريكين في إنجاح عملية التسجيل وقال إنهما اهتما بالانتخابات أكثر من التسجيل للاستفتاء رغم أهميته وحملهما مسؤولية ضعف التسجيل بالشمال ...أطور سايمون من القضارف قال إنه مع الوحدة ويخشى أن ينفذ المؤتمر الوطني تهديداته بحق الجنوبيين المقيمين بالشمال إذا حدث الإنفصال لذلك فضل مثل غيره من الجنوبيين عدم الذهاب الى مراكزالتسجيل ...دانيال مواطن بالبحر الأحمر قال إن الجنوبيين يخشون من تزوير المؤتمر الوطني لإرادة جنوبيي الشمال لذلك فضلوا العزوف عن التسجيل، وقال إن البعض فضل التسجيل بالجنوب، وأكد أنه مع الإنفصال ..فيما هاجم ماثيو بنيامين الحركة الشعبية وقال إن إحساس الجنوبيين بان الإنفصال قد انتهى سبب إحجامهم عن التسجيل بالإضافة الى أن الحركة لاتعول كثيراً على أصوات جنوبيي الشمال. الصحافة
