كشف السفير القطري لدى السودان أن الخرطوم أبلغته بأنها ستدعم مرشح بلاده عبد الرحمن العطية لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، في وقت جددت فيه الحكومة السودانية تمسكها برفض المرشح المصري الدكتور مصطفى الفقي وأنها قدمت اعتذارا رسميا إلى مصر عن عدم مساندة ودعم مرشحها الذي أعلن أنه سيقوم بزيارة إلى الخرطوم الأسبوع المقبل. المرشح القطري عبد الرحمن العطية لمنصب أمين عام الجامعة العربية خلال اجتماعات مجلس التعاون الخليجي وقال السفير القطري في الخرطوم علي بن حسن الحمادي في تصريحات صحافية إن الخرطوم أبلغته رسميا بدعمها مرشح بلاده عبد الرحمن العطية لمنصب الأمين العام للجامعة العربية عند انعقاد اجتماعها في العاصمة العراقية بغداد. ونقلت الصحف المحلية في الخرطوم عن اجتماع ضم وزير الدولة في الخارجية السوداني كمال حسن علي مع القائم بالأعمال المصري بالإنابة أسامة شلتوت اعتذار لبلاده عن عدم ترشيح الفقي في منصب الأمين العام للجامعة العربية لتحفظات كانت قد أبلغتها وزارة الخارجية عبر سفيرها في القاهرة في وقت سابق، مؤكدا أن العلاقات التاريخية بين البلدين لن تتأثر ما دامت الإرادة السياسية متوفرة. من جانبه، جدد المتحدث باسم الخارجية السودانية خالد موسى في تصريحات صحافية أمس موقفه الثابت وتحفظه الكامل على ترشيح مصطفى الفقي لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية لمواقفه السلبية تجاه السودان، وقال: «الموقف المعلن للسودان حتى الآن هو التحفظ الكامل على ترشيح الفقي لهذا المنصب، وذلك لمواقفه السلبية تجاه السودان»، مشيرا إلى أن حكومة بلاده أبلغت الجانب المصري الذي قال إنه أبدى تفهما لهذا الموقف. وفي ما يتعلق ببقية المرشحين، أوضح المتحدث أن السودان لا يزال يدرس هذا الأمر وسيعلن عن موقفه في الوقت المناسب، وأضاف أن أولويات العمل العربي المشترك ليست في معركة الترشيح وإنما في بناء كتلة تعاون اقتصادي مشترك. من جهة أخرى، أعلن أن المرشح المصري لمنصب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور مصطفى الفقي يعتزم القيام بزيارة إلى الخرطوم الأسبوع المقبل، رغم أن الأخيرة رفضت ترشيحه للمنصب. وقال الفقي إن زيارته تأتي ضمن جولة يقوم بها إلى عدد من العواصم العربية بغرض تعريف المسؤولين العرب ببرنامجه للأمانة العامة لجذب تأييدها لترشيحه للمنصب. وسيجري الفقي لقاءات مع المسؤولين في الخرطوم وعدد من قادة الأحزاب السياسية. إلى ذلك، قال أمين أمانة دارفور في «المؤتمر الوطني» الدكتور أزهري التيجاني إن أيادي خفية تعمل لتفتيت السودان من خلال دفع المواطنين لاختيار الإقليم الواحد في الاستفتاء الذي سيتم إجراؤه في دارفور في يوليو (تموز) المقبل، معتبرا أن بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المشتركة لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) أصبحت عاجزة ولا تستطيع إنفاذ التفويض الممنوح لها في دارفور، وقال إن «يوناميد» تعمل على تجهيز مجموعة من الإدارات الأهلية وقيادات الحركات المسلحة والمجتمع المدني للمشاركة في «منبر الدوحة» للتوقيع على الوثيقة النهائية لسلام دارفور ضد الرؤية الكلية للسلام، مشيرا إلى أن هنالك جهات تعمل على تهويد السودان عبر مؤسسات يهودية لتحقيق أهداف غربية من شأنها عرقلة المفاوضات لجهة عدم الوصول لسلام قبل 9 يوليو (تموز) المقبل، لتنفيذ أجندتها بعد الفترة الانتقالية التي ستشهد إعلان دولة الجنوب. وشدد التيجاني على أهمية حسم القضايا العالقة كافة قبل هذا التاريخ، وقال إن «يوناميد» تحرسها الحكومة ولا تستطيع تنفيذ التفويض الذي أتت من أجله من دون الحكومة، وأضاف أن المبعوثين الخاصين الذين تدفع بهم الدول الغربية عديمو الأهداف، وأن الذين يأتون ويقدمون تقارير حقيقية يتم استبعادهم، في إشارة إلى المبعوث الأميركي سكوت غريشن.