الخرطوم: نحن أيضاً نلقي باللائمة على القوات الأممية اتهم دبلوماسيون، قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في السودان «يونميس» بأنها ظلت متحصنة في ثكناتها ليومين خلال الاشتباكات العنيفة بين قوات الشمال والجنوب التي ادت الى هروب عشرات الآلاف من المدنيين. وقال دبلوماسيون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم ان الاممالمتحدة تحقق في افعال قوات حفظ السلام الزامبية المكلفة بالقيام بأعمال الدورية بانتظام وحماية المدنيين في ابيي،وأكد دبلوماسيون بالاممالمتحدة ان قوات يونميس،»قبعوا ليومين، ثم صدرت لهم تعليمات بالخروج من ثكناتهم والبدء في عمليات الدورية لكنهم فقدوا بالفعل 48 ساعة حاسمة.» ووصف دبلوماسي كبير اداء قوات حفظ السلام في الحفاظ على وجود واضح في ابيي خلال فترة يتزايد فيها الصراع بأنه «محزن» وقال اخر انه «مفزع». وكشف متحدث باسم ادارة عمليات حفظ السلام بالاممالمتحدة، ان مسؤولا عسكريا كبيرا توجه الى ابيي في 9 يوليو لتقييم اداء قوات الاممالمتحدة المنتشرة هناك، واوضح المتحدث باسم عمليات حفظ السلام بالاممالمتحدة ميشيل بوناردو لرويترز «اوفدت عمليات حفظ السلام بالاممالمتحدة اكبر مسؤول عسكري لها الى ابيي لتقييم رد قوات حفظ السلام وتقديم تقرير بشأن الدروس المستفادة». وقال دبلوماسيون ان مسؤولي الاممالمتحدة في نيويورك استاؤوا عندما اكتشفوا ان القوات الزامبية اختبأت اساسا عندما تصاعد العنف. ورأى مسؤولو الاممالمتحدة ان الاداء الضعيف لقوات الاممالمتحدة في وقت كانت فيه اتفاقية السلام الهشة ،تواجه خطر الانهيار، يسلط الضوء على مشكلة خطيرة بشأن عمليات الاممالمتحدة لحفظ السلام ،الا وهي ان الهيئة الدولية غالبا ما تفتقر الى قوات قادرة على التعامل مع صراع ثقيل. وكشف دبلوماسيون ان رئيس بعثات الاممالمتحدة في السودان هايلي منقريوس، نقل ايضا لاعضاء مجلس الامن الدولي اخيرا انه لم يكن راضيا عن اداء الزامبيين في ابيي، وقال دبلوماسيان ان منقريوس اكد لاعضاء مجلس الامن الدولي ان قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في الميدان غالبا ما تفتقر الى التسليح الكافي وتعاني من نقص التمويل ولا تحصل على التدريب الكافي،واعتبر دبلوماسي «انه نداء تنبيهي للمجلس بأننا نحتاج الى الحصول على قوات افضل.» وقال مندوب السودان في الاممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان ،ان قوات الجيش الشعبي هاجمت القوات المسلحة مرتين ،ولم تفعل بعثات الاممالمتحدة في السودان « اي شيء». من ناحيته، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العبيد أحمد مروح ، « نحن أيضا نلقي باللائمة على القوات الأممية لأنها إن أدت دورها كما يجب وتصدت لقوات الجيش الشعبي لما اضطرت القوات المسلحة الى فرض سيطرتها على أبيي» ، وشدد في تصريحات صحفية على ضرورة الاتفاق على نوعية ومهام القوات التى تحفظ السلام في ابيي ،وأضاف :»اذا اردنا ضمان عدم زعزعة الامن في المنطقة، واذا اردنا سحب الجيش من المنطقة فهذا يعني الاتفاق على نوعية ومهام القوات الموجودة « ، وقال نحن نلوم البعثة الاممية في ابيي مثلما القي الدبلوماسيون في مجلس الامن اللائمة عليها ايضا، كما ان البعثة مقصرة ومعترفة بالتقصير . وهذه ليست المرة الاولى التي تفشل فيها القوات الزامبية في اظهار نفسها في ابيي، ففي 2008 رفضت قوات حفظ السلام الزامبية السماح لمدنيين القي القبض عليهم في تبادل اطلاق نار كثيف بين القوات المسلحة والجيش الشعبي، بالدخول الى مجمع بعثات الاممالمتحدة في السودان. والسودان ليس المكان الوحيد الذي تتهم فيه قوات حفظ السلام الدولية، بأنها تتخلى عن المدنيين وقت الشدة، واثيرت اتهامات مماثلة على نحو كبير في التسعينيات عن كيفية تصرف قوات الاممالمتحدة في الاشتباكات في رواندا والبلقان. وتعتمد عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة بشكل عام على جنود من العالم النامي يحتاجون عادة الى تدريب وتسليح وفي بعض الاوقات الى كساء قبل ان يصبحوا قوات حفظ سلام عاملة. وقال مبعوث الاممالمتحدة «الامريكيون والاوربيون لا يرغبون في ارسال قواتهم الى الميدان وفوق ذلك دائما ما يطلبون تنفيذ قوي للتفويضات، قوات حفظ السلام يجب ان تستخدم غالبا وحدات محترفة قليلة حقا من امريكا الشمالية واوروبا في عملياتها. اين هم؟