تفاقمت الأوضاع بشكل عنيف في عدد من محليات جنوب كردفان أمس حيث شهدت مدن أبوجبيهةوالدلنج ودلامي إطلاق نار مكثف كما شهدت كادقلي عمليات فرار واسعة من المواطنين، وعلمت «الإنتباهة» أن مدير مكتب عبد العزيز الحلو عثمان كورينا قد لقي مصرعه، وتأكد اعتقال معتمد محلية أبو جبيهة موسى كجو، فيما أنشأت الأممالمتحدة معسكرات إيواء بمنطقة الشعير عند مدخل كادوقلي، في ذات الأثناء أرسل نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه جملة رسائل تهديدية للحركة الشعبية وقال لها إن طريق الحرب هو طريق الشيطان، وطالب القوات المسلحة بالتعامل الحازم والحاسم مع التفلتات الأمنية والخارجين على القانون من الجيش الشعبي بجنوب كردفان، وأقرَّ بأن الوضع هناك مضطرب ومنفلت. وقال نائب الرئيس أمام البرلمان أمس إن ما حدث في كادقلي غير مبرَّر ووصفه بأنه خروج على القانون ومرفوض، وقطع بأن الحكومة ستقابله بكل حزم، وقال إن الحوار بابه مفتوح، إلا أنه قال: «من يختار خيار المواجهة فسيعلم أي منقلب سينقلبه»، وتعهد بإعادة كل من يتجاوز الأمن لصوابه. وفي السياق أكمل فيه الجيش بنجاح إجراء أكبر عملية تمشيطية وملاحقة للجيش الشعبي هي الأوسع من نوعها للجبال الغربيةبجنوب كردفان استطاع عبرها بسط سيطرته الكاملة علي المنطقة الجبلية، في وقت تضاربت فيه الأنباء بخصوص مصير رئيس الحركة بالولاية عبد العزيز الحلو، ففيما راجت أنباء عن أنه حطَّ بجوبا بعد تعرُّضه لإصابة بالغة، قالت مصادر غير رسمية إن الحلو معتقل لدى الحكومة، بينما تأكد مقتل وزير المالية بالولاية رمضان حسن نمر متأثرًا بجراحه، وفيما عبَّر البرلمان عن قلقه البالغ إزاء تدهور الأوضاع بجنوب كردفان طالب عددٌ من النواب بإعلان التعبئة العامة، وقالوا إن الوقت هو الأنسب لذلك وقالوا للحركة إن السلاح لن يظل في غمده. وفي غضون ذلك تحصلت «الإنتباهة» على معلومات مؤكدة تفيد بمشاركة قوات كبيرة من حركة العدل والمساواة في الهجوم على منطقة دلامي، في وقت دفع فيه أبناء جنوب كردفان بالخرطوم بمذكرة للرئاسة لمعالجة الأوضاع بالولاية. وفي ذات السياق أقر القيادي بالحركة الشعبية اللواء خميس جلاب في حديثه ل«الإنتباهة» أن الجيش الشعبي مارس مجازر جماعية ضد المواطنين بكادقلي، وأعلن استعدادهم للجلوس للتفاوض لوقف العنف، وقال: نريد آلية لوقف ما حدث. من جهته قال رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان اللواء مركزو كوكو ل «الإنتباهة» إن الجيش الشعبي هاجم منطقة دلامي بقوات كبيرة وكشف عن احتساب القوات الحكومية ل«9» شهداء، وأشار لتصدي الجيش لهجوم على الدلنج، وأبان أن الولاية شهدت عمليات فرار واسعة من المواطنين، وأكد وجود انشقاق داخل الحركة بخصوص التعامل مع الموقف، وقال إن هناك قيادات تحمل رؤى تصبّ في مصلحة الاستقرار على رأسها جلاب ودانيل كودي وتابيتا. وفي ذات الاتجاه كشفت مصادر عن نقل الحلو لمنطقة «كردو» من خلال تخطيط استخبارات الجيش الشعبي ومنها إلى جوبا بطائرة عمودية، إلى ذلك قال مسؤول الاتصال التنظيمي للمؤتمر الوطني بولاية جنوب كردفان محمد أحمد صباحي ل«الإنتباهة» أمس إن الجيش نفّذ بنجاح أكبر عملية تمشيطية بالجبال الغربية ومناطق التماس وأعدّ عملية مراقبة دقيقة تحسبًا لتدفق قوات جديدة للجيش الشعبي، وكشفت المصادر عن مخطَّط تقوده الحركة لتوجيه ضربتين متزامنتين بالنيل الأزرق وجنوب كردفان، ونوّهت باستعجال الفرقة التاسعة بالجيش الشعبي توجيه الضربة بجنوب كردفان دونما التنسيق مع الجهات المختصة بنقل التعليمات الأخيرة، في غضون ذلك أوضحت القيادة العسكرية للمنشقين أن الجيش الشعبي نفذ قبل عدة أيام من الهجوم على ولاية جنوب كردفان عملية سحب للجنود من أمام تمركزات قواته بولايات الوحدة وأعالي النيل وبحر الغزال.إلى ذلك كشف رئيس الوطني بمحلية أبو جبيهة عبد الباقي علي عن تبادل كثيف لإطلاق النار بين أفراد من القوات المسلحة وشرطة الاحتياطي المركزي مع عناصر الجيش الشعبي المكلَّفين بحراسة معتمد المحلية موسى كجو البالغ عددهم «85» مسلحين بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، وأضاف أن حصيلة تلك الاشتبكات أسفرت عن مصرع اثنين من أفراد القوات النظامية وحرق «30» منزلاً وتشريد مواطني المنطقة.