هدد د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم، بنزع أية أراضٍ غير مستفاد منها انتاجياً بالولاية اعتباراً من الشهر المقبل، فيما أعلن عن صرف منحة رئيس الجمهورية البالغة (100) جنيه لدعم الشرائح الضعيفة بالمجتمع للولايات كافة في ذات الشهر يتم تقديمها ل (14) ألف أسرة بعد أن تم الاتفاق عليها. وقال الخضر في ندوة (ارتفاع الأسعار.. الأسباب والحلول) التي نظمتها لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس تشريعي الولاية بالتعاون مع الأمانة الاقتصادية للمؤتمر الوطني بالخرطوم أمس، إن حكومة الولاية ستقوم بنزع الأراضي واعادة تخصيصها لمن يستحق بدءاً من الشهر المقبل، وشدد على أن حكومته لن تسمح بأن تُباع الأرض كسلعة، وقال: (العاوز يمتلكها ويجعلها سلعة، سنقاتله إما يسقط هو أو نحن)، وأضاف: أن الأراضي في شرق النيل أصبحت سلعة. وأقر الخضر بأن سياسة الحكومة تعد السبب وراء ذلك، وقال: سياستنا هي السبب في ذلك ولابد للدولة أن تعود إلى رشدها في سياسة الأراضي. وتعهد الخضر بمعالجة تداعيات ارتفاع الأسعار بحزمة من السياسات والقرارات التي تم اعتمادها اخيراً، ودعا البنوك إلى ضرورة الالتزام بالتمويل لإعادة تأهيل المشاريع الزراعية حتى تدخل في دائرة الانتاج، وأكد استعداد الولاية لرهن مشروع سوبا الزراعي لتوفير الضمان للبنوك حال عدم نجاحها في توفيره. وأكد الوالي استمرار مشروع دعم توفير الوجبة المدرسية للطلاب الفقراء بالولاية، ولم يستبعد تعميم التجربة على جميع الطلاب بمدارس الأساس. من جانبه، طالب د. بابكر محمد توم رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، الدولة بعدم التدخل في الانتاج حتى لا تتسبب في تضرره، وأن يكون دورها الرعاية فقط. وعزا غلاء الأسعار الى قلة الانتاج في السلع، ودعا الدولة لتشجيع المنتجين وتخفيض الضرائب والرسوم المفروضة عليهم، واعتبر أن الاتجاه الى استيراد الفراخ ليس حلاً لمحاربة الغلاء في المنتج لأن من شأنه أن يضر بالشركات المحلية العاملة في انتاج الدواجن. وفي السياق، خرج الملتقى بجملة من التوصيات من أهمها إنشاء وزارة لشؤون المستهلك، وضرورة إلغاء أو تخفيض الضرائب المفروضة على جميع السلع، وأن تشمل خفض الرسوم الجمركية على المستورد، وتفعيل قوانين منع احتكار السلع، وإصدار قرار لمنع الذبيح يومي السبت والأربعاء نشراً لثقافة المستهلك ، وإحياء دور الجمعيات التعاونية وإنشاء المجمعات الاستهلاكية بمختلف الأسواق لتركيز الأسعار. تفاصيل ص 3 وفي سياق آخر، أعلن الخضر أن أغلب أعضاء حكومة الولاية القادمة من الشباب نظراً لمتطلبات المرحلة المقبلة التي تجعل الولاية تعول على الشباب في إنفاذ خُطة معالجة تصاعد الأسعار في الجانب الخاص بزيادة الانتاج عبر الزراعة بالبيوت المحمية التي يتم فيها استيعاب الشباب. وقال الخضر خلال مخاطبته المؤتمر العام السادس للاتحاد الوطني لشباب ولاية الخرطوم في ختام دورة (2008 - 2011م) بقاعة الصداقة أمس: نحن أمام معركة طويلة ضد الجوع والجهل والمرض، ويجب على الشباب أن يواجهوا معنا هذا التحدي، خاصةً وأن الاحصاء السكاني أشار إلى أن الشباب يمثلون أكثر من (50%) من سكان البلاد، (25%) منهم داخل ولاية الخرطوم، وأضاف أن الشباب الذين كانوا في مقدمة الصفوف أيام الحرب يجب أن يقفوا معنا في خندق واحد في معركة زيادة الانتاج، وأوضح أن الولاية بدأت تجربة تشغيل الشباب في مشروع النظافة بتحديد أحياء بعينها للعمل فيها، وقال: اذا نجحت هذه التجربة فإننا لا نمانع أن يؤول مشروع النظافة برمته للشباب، كما أننا نخطط لتدريب خريجي الجامعات والكليات النظرية في مراكز التدريب المهني ليتعلّموا مهنة، وستوفر لهم الولاية التمويل في إطار مكافحة البطالة وسط الشباب، وتابع بأن الشباب المنتهية دورتهم الحالية سيتم استيعابهم لإدارة مشاريع التمويل الأصغر. وكان بله يوسف رئيس الاتحاد العام للشباب الوطني، أشاد بجهود والي الخرطوم في تشغيل الشباب، وطالب الدولة بإجراء اختراق حقيقي في قضية تشغيل الشباب، وأشار بله الى أن الأسعار تظل القضية المحورية، وأن على الدولة مراجعة السياسات المتبعة ومعالجة كل السلبيات، خاصةً وأن الشعب دعم هذه الحكومة ووقف معها ويستحق منها أن توفر له حياةً كريمةً.