أكّد الرئيس عمر البشير، أن سياسات الحكومة تقوم على بسط سيادة القانون وسلطان الدولة في كل أجزاء الوطن، وقال إن احداث التنمية الشاملة غاية لا تتحقق في ظل الاختلال الأمني الذي تسعى بعض الدوائر الخارجية بمعاونة بعض العملاء في الداخل لفرضه على بعض أجزاء البلاد. وقال البشير أمام الهيئة التشريعية القومية في فاتحة دورة الانعقاد الرابع أمس، إن تمرد الخارجين عن القانون في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق سعى لفرط الأمن والاستقرار، وطمأن بأن الدولة ماضية في بسط الأمن واستقرار المواطنين بحزم وقوة، وتفتح المجال لمن وجد نفسه مسايراً لما يسمى قطاع الشمال ومتمرداً حاملاً للسلاح، وجدد البشير النداء لكل من ألقى السلاح والتزم جانب المشروعية والقانون بأنه سيجد الباب أمامه مفتوحاً، وقال إن القوات المسلحة ناشطة لفرض هيبة القانون وحسم الخروج عن الشرعية، وشدد على تطبيق المشورة الشعبية وفق قانونها القائم. وأكد البشير أنه لم يعد في السودان اليوم مجال لفرض الرأي بالسلاح، وإنما بالتوصل والتفاوض والتشاور والحوار، وأضاف بأن الحوار والمشاورات أفضت إلى مفاهيم وطنية واتفاق على قواسم مشتركة حول أمن الوطن والمحافظة عليه، وأشار لاستمرار الحوار حول الدستور والالتزام ببسط الحريات. وحول إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة، قال البشير إنها ستهتدي بجملة من السياسات والموجهات، وأكد المضي في سياسة توفير النقد الأجنبي ومعالجة أسعار الصرف وترشيد الانفاق الحكومي. ونوّه الرئيس لاهتمام الحكومة بالمواطن وتحقيق العيش الكريم له بتخفيف ضوائق المعيشة عنه عبر حزمة من السياسات والقرارات، ونبه لأثر انفصال الجنوب والأزمة العالمية على البلاد، وقال البشير ان الاصلاح المنشود يتحقق بإعمال مبدأ المؤسسية في إعادة هيكلة الحكم والإدارة وما يلحق بها من قيم الشفافية في الأداء والمسؤولية أمام القانون والرقابة والمحاسبة. وقال البشير، إنّ التحدي الماثل أمام الشمال والجنوب هو الإقبال على السلام والتعاون المفضي لتحقيق المصلحة المشتركة لشعبي البلدين، وتابع بأن رئيس حكومة الجنوب أكد عدم رغبتهم في الحرب وأن من يسعى لعودتها عدو لشعبي البلدين. وأعرب البشير عن أمله في أن يكون الاتفاق مع حركة التحرير والعدالة إضافةً قوية لتعزيز الأمن والسلام وتحقيق تطلعات أهل دارفور، وأن الأيام المقبلة ستشهد استكمال المؤسسات، وجدد البشير الدعوة لبقية الفصائل التي لم توقع بأن تسارع في الانضمام لمسيرة السلام للإسهام في مسيرة الإعمار والبناء. من جانبه، قال مولانا أحمد ابراهيم الطاهر رئيس الهيئة التشريعية القومية، إن الجنوب ودع ليواجه مشكلاته المعقدة ولا تزال رواسبه وعلله عالقة بالبلاد، ونوه لضرورة جمع الصف الوطني للوقوف في وجه محاولات أعدائه لاختراق صفوفه وزعزعة استقراره، وقال الطاهر إنّ الحكمة ضالة الحكومة ونحن نثق في قدرة الرئيس على اختيار الأقوى والأصلح في إعادة تشكيل الحكومة، وأضاف أن الدورة ستتداول في شتى القضايا التي تمس هموم المواطنين المعيشية، وطالب الحكومة بالاستعداد لطرح سِياسات مقنعة لحل الضوائق ومكافحة الفقر.