اتهم رئيس الجمهورية المشير عمر البشير من سماهم بالدوائر الخارجية وبعض العملاء بافتعال الاختلال الأمني الذي قال إنه عطل التنمية في البلاد. مستشهداً بما حدث في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وزاد «فتح المجال لمن وجد نفسه مسايراً لما يسمى قطاع الشمال ومتمرداً حاملاً السلاح». لكن البشير قال، في خطابه أمام الهيئة التشريعية القومية أمس الاثنين إن باب العفو مفتوح أمام حملة السلاح في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ودعا الفصائل الدارفورية التي لم توقع على اتفاق الدوحة إلى المسارعة إلى الانضمام لمسيرة السلام وقال إن الأيام القادمة ستشهد استكمال المؤسسات وتنفيذ التعهدات التي تم الاتفاق عليها في الدوحة، وجدد العزم على مضي القوات المسلحة في فرض هيبة القانون وحسم الخروج عن الشرعية. وجدد البشير حرصه على تطبيق المشورة الشعبية في الولايتين وفق قانونها القائم، وأكد أن التحدي الماثل أمام السودان ودولة الجنوب هو الإقبال على السلام والتعاون المفضي إلى تحقيق المصلحة المشتركة لشعبي البلدين، وقال إن التعاون الذي تسعى إليه الحكومة غايته علاقات حسن الجوار وتبادل المنافع المشتركة. وكشف البشير عن وصول الحوار مع الأحزاب إلى مراحل متقدمة قال إنها أفضت إلى مفاهيم وطنية جامعة. وتعهد بسعي الحكومة لبسط الحريات العامة وضبط الممارسة الحزبية. وقال إن الدولة ستقدم للعالم نموذجاً للحكم الرشيد في إقليم تسوده الثورات. وأشار إلى أن الأيام القادمة ستشهد تشكيل الحكومة الجديدة وفقاً للمبادئ والسياسات المتفق عليها. وأقر البشير بتأثير انفصال الجنوب على الاقتصاد القومي للدولة، لكنه تعهد بالمحافظة على الاستقرار الاقتصادي وتعويض الفاقد من البترول بالاعتماد على الزراعة والتعدين، وأشار إلى جهود الحكومة لعقد المؤتمر الدولي الاقتصادي عن السودان المقام في تركيا مطلع العام المقبل، لمساعدة السودان في تجاوز الفجوة المالية التي خلفها انفصال الجنوب فضلاً عن تعهده بالعمل على زيادة إنتاج السكر ليبلغ 900 ألف طن في العام المقبل، وزيادة المساحات المزروعة بالقطن لتصل إلى 500 ألف فدان، وأكد البشير سعي الدولة لاستقطاب شراكات إستراتيجية للاستثمار في المجال الحيواني، وكشف عن اتصالات تجريها حكومته لاختيار شريك جديد للخطوط الجوية السودانية. من جهته، انتقد زعيم المعارضة في البرلمان د. إسماعيل حسين دعوة البشير للحوار مع الأحزاب ووصفها بأنها محاولة لإلهاء الناس وتطويل بقاء الحكومة، وقال إن خيارات الشعب السوداني في الحلول أكبر من أن يستوعبها المؤتمر الوطني.