كشف الرئيس عمر البشير عن أهم ملامح الجمهورية الثانية، وأشار إلى أن تشكيل الحكومة سيتم الإعلان عنه قريبًا، واتهم بعض الجهات الخارجية بمعاونة عملاء بالداخل لزعزعة الاستقرار الأمني بالبلاد، مشيرًا إلى أن التطلُّع لإحداث التنمية لا يتحقق في ظل ما يسعَون إليه في بعض أجزاء البلاد، وأكد البشير تفاؤله بروح المسؤولية التي سادت الحوار الوطني مع القوى السياسية المعارضة في المرحلة الماضية. وأضاف البشير خلال مخاطبته دورة الانعقاد الرابعة للهيئة التشريعية القومية أمس أن تشكيل الحكومة الجديدة سيتم وفقًا للسياسات والموجِّهات والمفاهيم والمعاني المتفق عليها، وقطع البشير بعدم إفساح المجال لفرض الرأي بالسلاح، إلا عبر التواصل والتفاوض والتشاور والحوار، وأقرَّ البشير بعدم التوصل إلى صيغة مشاركة جامعة مع القوى السياسية رغم الحوار الوطني الجامع الواسع، مبينًا أن الحوار والتشاور أفضى إلى اتفاق على قواسم مشتركة حول أمن الوطن والمحافظة عليه، وتعهد بمواصلة الحوار حول الدستور الدائم، فضلاً عن بسط الحريات العامة والممارسة الحزبية المنضبطة مع تأمين مبدأ الموازنة بين نيل الحقوق وأداء الواجبات، وقال البشير إن السودان قادر على تجاوز الصعاب ومجابهة التحديات وكسر المؤامرات، وبإمكانه تقديم نموذج متقدِّم في الحكم الرشيد في إقليم يموج بالثورات والمطالبة بالتغيير، وجدَّد البشير الدعوة لكل من ألقى السلاح والتزم جانب المشروعية والقانون إلى فتح الباب على مصراعيه، فضلاً عن الالتزام القاطع بتطبيق المشورة الشعبية وفق القانون القائم.. وكشف رئيس الجمهورية عن أهم مرتكزات خطة العام القادم والتي على رأسها المحافظة على الاستقرار الاقتصادي وتعويض الفاقد من البترول.فضلاً عن معالجة الآثار السالبة لسياسة الاعتماد على الإيرادات البترولية عبر تنويع مصادر الدخل القومي والاعتماد على المحاور الأساسية للتنمية من «زراعة وصناعة وتعدين وكهرباء» وفقًا للبرنامج الثلاثي، وأكد البشير أهمية تأمين مقوِّمات الحياة المستقرة للمواطن «الصحة والتعليم»، مشيرًا إلى أنهما يمثلان أولوية رئيسية في عمل الحكومة، فضلاً عن كونهما مسؤولية وطنية للجميع تحتاج إلى تكامل المبادرات وتضافر الجهود لتحقيق تطلعات العيش الكريم، وأعلن البشير عن حزمة من السياسات والقرارات العاجلة متوسطة وطويلة المدى، وأكد أن الحكومة تعمل على تحقيق زيادة إنتاج السكر إلى 900 طن، والزيوت إلى 240 ألف طن خلال العام القادم، بغية ضبط الأسواق وتحجيم الأسعار، وأكد توصل السودان إلى مراحل متقدِّمة فيما يتعلق بملف إعفاء الديون، وتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، إلى جانب درء مخاطر الاستهداف الخارجي، ورهن البشير الرغبة في تحقيق استكمال أمة سودانية موحَّدة بتعزيز الإجماع الوطني حول القِيم العليا للأمة والتماسك الاجتماعي، وحمَّل البشير المؤسسات الإعلامية والصحفية مسؤولية ممارسة دورها في حرية وتجرُّد خدمةً للوطن والمواطن بعيدًا عن الإثارة والكتابة الهدّامة. إلى ذلك أقرَّ رئيس الهيئة التشريعية القومية أحمد إبراهيم الطاهر بوجود تحدِّيات وقضايا ماثلة تختلف عمّا كانت عليه في السابق، وأكد الطاهر أن الجنوب مازالت رواسبه وعِلله عالقة بالشمال في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وكشف عن القضايا والتحديات التي تواجه البلاد ومن بينها إعادة بناء الأمة بعد انفصال الجنوب، واستكمال مكوِّنات النهضة وعوامل توحُّدها واستغلال مواردها، وقال الطاهر: لقد عُدنا من معركة السلام لنجد بقايا بني قريظة يأملون في مواجهة بيننا وبين المجتمع الدولي بغية المزيد من التمزيق والتفتيت لدولة تريد الأمن والاستقرار، وأكد الطاهر أن الدورة القادمة للهيئة التشريعية القومية ستشهد المداولة في شتى القضايا التي تمس هموم المواطنين المعيشية، فضلاً عن معالجة القضايا الأمنية، وطالب الحكومة بالاستعداد لطرح سياساتها المقنعة والعمل على حل الضوائق وتنفيذ برامج مكافحة الفقر لدى الفئات الضعيفة.