الخرطوم (رويترز) - قال متحدث رسمي سوداني ان الخاطفين الذين يحتجزون 11 سائحا أوروبيا وتسعة مصريين انتقلوا بالرهائن من السودان الى ليبيا يوم الخميس. وخطف السياح وهم خمسة ألمان وخمسة إيطاليين ورومانية واحدة يوم الجمعة الماضي بينما كانوا يقومون برحلة سفاري في أقصى جنوب غرب مصر. وكانوا متواجدين مع خاطفيهم داخل السودان منذ يوم الثلاثاء على الاقل. وقال المتحدث علي يوسف أحمد رئيس ادارة المراسم بوزارة الخارجية السودانية ان المجموعة تحركت صوب الحدود الليبية ثم عبرت الحدود. وأضاف أنهم الان في أراض ليبية على بعد بين 13 و15 كيلومترا عن الحدود. وقالت الحكومة السودانية يوم الثلاثاء انها تحاصرهم جميعا في موقعهم بالقرب من جبل العوينات القريب من ملتقى الحدود المصرية السودانية الليبية. وقال أحمد المتحدث باسم الحكومة السودانية انه جرى اخطار السلطات الليبية وانها تتابع الان تحركات المجموعة. وقال مسؤولون مصريون ان الخاطفين يطالبون بفدية كبيرة. وقال مصدر أمني انهم يطالبون بفدية قدرها ستة ملايين يورو (8.8 مليون دولار) لاطلاق سراح الرهائن . وأضاف أن الحكومة السودانية لديها مؤشرات على أن الخاطفين ربما ينتمون لاحدى جماعات المتمردين النشطة في اقليم دارفور بغرب السودان. ومن بين تلك المؤشرات اللغة التي تحدثوا بها والطريق الذي سلكوه عندما دخلوا الى السودان من مصر. ولا يتحدث أغلب متمردي دافور اللغة العربية كلغة أولى. ورفض أحمد حسين ادم المتحدث باسم حركة العدل والمساواة والمقيم في لندن هذا التلميح ووصفه بأنه "دعاية من الحكومة السودانية". وقال ان حركته لم يكن لها أي دور وانه لا يمكن أن يعتقد أن يكون أي فصيل آخر في دارفور متورطا. وقال "لا أحد سيقدم على مثل هذا الامر. هذا ليس أسلوب الصراع في دارفور." ووردت معلومات متضاربة بشأن هوية الخاطفين. فقد قال مسؤولون مصريون ان الخاطفين ربما يكونون سودانيين أو تشاديين بينما قال مسؤولون سودانيون في البداية انهم يعتقدون أن الخاطفين مصريون. ويمكن الوصول الى المنطقة النائية حيث توجد كهوف تضم جداريات يرجع عمرها الى عشرة الاف عام بواسطة عربات رباعية الدفع من مناطق الصراع في دارفور وشرق تشاد. وقال منظمو رحلات انهم لاحظوا زيادة في أعمال قطع الطرق بالمنطقة خلال العام الماضي. وصرح مصدر بالحكومة المصرية يوم الخميس أن الحكومتين الالمانية والمصرية عقدتا محادثات مع الخاطفين من خلال هواتف تعمل عبر القمر الصناعي وان المفاوضين متفائلون بخصوص التوصل الى "نتيجة طيبة" قريبا. وردا على سؤال بشأن أحوال الرهائن قال المتحدث السوداني ان المعلومات الواردة اليوم تشير الى أنهم جميعا بخير وأنه لا توجد اصابات. وقالت وزارة الخارجية في رومانيا ان الرهينة الرومانية سيدة تبلغ من العمر 33 عاما وتعيش في ألمانيا. وقال مسؤول مصري في وقت سابق من الاسبوع الحالي ان الخاطفين هددوا بقتل الرهائن اذا حاولت السلطات تحديد مكانهم بالطائرات رغم أن وسائل اعلام رسمية نقلت في وقت لاحق عن وزير السياحة المصري نفيه صدور مثل هذا التهديد. ويقول محللون انه لا يبدو ان للخاطفين دوافع سياسية او عقائدية على خلاف المتشددين الاسلاميين الذين شنوا هجمات ضد أهداف سياحية في وادي النيل وشبه جزيرة سيناء في التسعينات ومنتصف العقد الحالي. لكن الحادث يمثل حرجا للحكومة المصرية التي تعد الحفاظ على القانون والنظام في منطقة مضطربة كأحد انجازاتها الرئيسية. وتمثل السياحة أكثر من ستة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي في مصر.