في يوم الجمعة 30 يونيو من العام 1989م نفّذ قادة الجبهة الإسلامية في السودان إنقلاباً عبر جناحهم العسكري استلموا عن طريقه السلطة في السودان، قبل أن يؤكدوا استلامها لهم عبر صناديق الانتخابات عام 2010م والتي جرت على ضوء اتفاقية نيفاشا للسلام. وفي يوم السبت 30 يونيو 2012م استلم الإسلاميون في مصر السلطة عبر صناديق الانتخابات، بعد أن أدّى الدكتور محمد مرسي زعيم حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي للأخوان المسلمين في مصر. بعد صراع لعشرات السنين مع حكم العسكر منذ زمن عبدالناصر وإلى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. تشاء الصدف أن يحتفل الإسلاميون في السودان بمرور 23 عاماً على مجيئ "ثورة الانقاذ الوطني" في يوم 30 يونيو 2012 وهو نفس اليوم الذي استلم فيه مرسي الرئاسة المصرية. ويوم إعلان فوز الرئيس المصري الجديد قال إنه سيشكل حكومة "إنقاذ وطني" وهي نفس العبارات التي يستخدمها حكام السودان الإسلاميون. وأحد أوجه الشبه المعبرة هو : لأول مرة يقوم رئيس مصري بمخاطبة الجماهير في ميدان عام وسط الهتافات، وهو ما يفعله الإسلاميون في السودان عبر تنظيم اللقاءات الجماهيرية الحاشدة والتفاعل معها. هل ياتري يكون هنالك تنسيق بين الإسلاميون في السودان ومصر لحل القضايا العالقة بين الطرفين؟! هل يكون هنالك إتفاق لإتخاذ مواقف مشتركة تجاه القضايا الخارجية؟ مرشد الأخوان المسلمين قال عند استقباله لسفير السودان بمصر للتهنئة بفوز د. مرسي : "إننا ندرك مدى التقدير والاحترام الذي يكنه لنا الشعب السوداني قبل أن يقولوه بألسنتهم". واعتبر بديع هذه الزيارة من "إخوان" لنا من جنوب مصر وهم "أشقاء" بمعنى الكلمة. وقال الدكتور بديع "إننا نعلم أن شعب السودان الكريم فرح باختيار الدكتور مرسي لرئاسة مصر، كما فرح الشعب المصري الذي لفظ عهدا كئيبا كان يعمل كل يوم علي قطع أواصر المحبة والود مع الشعب السوداني الحبيب، ونحن الان نعمل علي اعادة العلاقات بين شعبي وادي النيل كخطوة اولي ثم نلتفت الي الاعمال الاخري". وأكد المرشد العام للإخوان المسلمين أنهم سيقدمون نموذجا للتوأمة بين شعبي وادي النيل يكون مثالا لتوافق الشعوب في المنطقة العربية والإفريقية، وشدد علي أن ثمار هذا اللقاء ستظهر خلال أيام وليس شهور" ولا ندري بماذا يقصد بأن ثمار لقاء إخوان مصر وحكام السودان ستظهر خلال أيام؟! هل ستتخذ الحكومة المصرية قرارات مناصرة للحكومة السودانية المحاصرة داخلياً وخارجياً؟ هل يريد إخوان مصر سداد ديون وقفة ومناصرة الإسلاميين في السودان لهم أثناء فترة حكم مبارك وإبّان إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة. تقرير : محمد حسن بشير إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل سفير السودان بالقاهرة يلتقى "بديع" لتهنئته بفوز "مرسى"