قدم الأستاذ علي أحمد كرتي وزير الخارجية ورئيس وفد السودان بيان السودان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، حيث افتتح السيد الوزير بيانه مطالباً المجتمع الدولي بمخاطبة جذور النزاعات وأسبابها ، والتي منها غياب التنمية المستدامة ومعالجة الإحتياجات الأساسية للبشر . وشجب ما حدث من إساءة للأديان وإستهانة بالمقدسات الإسلامية ، داعياً لنشر ثقافة السلام والتسامح عبر اتخاذ المجتمع الدولي لخطوات تجرم فيها الإساءة للأديان بتشريعات دولية . وقدم سرداً مختصراً عن تجربة السودان في السلام ، وما قدمته قيادة السودان من دعم لقيام دولة الجنوب . وجدد الوزير التزام الدولة بالمبادرة الثلاثية لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في مناطق التمرد طالباً من المجتمع الدولي ممارسة الضغوط علي هذه الحركات ، لتوقف إعتداءاتها علي مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان ، مشيراً لجهود الدولة في إنفاذ سياسة (الأرض الخضراء) في تلك المناطق ، تحفيزاً للنهوض والتنمية واعتماداً علي مسئولية الدولة تجاه مواطنيها . وشكر سيادته القيادة القطرية علي جهودها التي تكللت بالنجاح في شأن دارفور، التي أصبحت تنعم بالسلام في ولاياتها الخمس ، مما اقتضي خفض الوجود العسكري لبعثة اليوناميد UNAMID ، داعياً المانحين للمشاركة في مؤتمر إعمار دارفور الذي سيعقد في الدوحة في ديسمبر القادم . وطالب المجتمع الدولي بإعفاء ديون السودان الخارجية ، إيفاءاً لإلتزاماتهم تجاه السودان ، كما تحدث عن ضرورة وجود شركات فاعلة لرفع وتيرة التنمية في البلاد الفقيرة . وأكد كرتي علي ضرورة إصلاح منظومة الأممالمتحدة وأجهزتها كافة ، وقيام الجمعية العامة بدورها المناط بها تحقيقاً للمساواة والعدالة ولعدم تسييس العدالة الدولية . إذ أن نظام دولي متعدد ومتوازن يحترم سيادة الدول لا يمكن أن يفرض عدالة إنتقائية لأغراض خاصة ، علي غرار ما يرفضه السودان من قرارات ما يعرف بالمحكمة الجنائية الدولية . وأكد دعم السودان الكامل لانضمام فلسطين لدول الأممالمتحدة كاملة العضوية ، رافضاً كل مظاهر الإستيطان والتطهير العرقي الذي يمارس ضد الفلسطينيين ، حاثاً للعمل علي إنهاء الإحتلال للأراضي العربية . وعبر عن بالغ الحزن والأسف لما يحدث من تطورات في الشأن السوري ، مناشداً الجميع للإستجابة لصوت العقل والسلام وضرورة التفاوض من أجل تحقيق الأمن لسوريا . وطالب بضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل ، وضرورة تأمين حق الدول في الحصول علي التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية . كما هنأ الرئيس الصومالي بانتخابه متمنياً له التوفيق في مهامه داعياً المجتمع الدولي لدعم الصومال وشعبه .