دعا د. عبد الحليم إسماعيل المتعافي وزير الزراعة إلى محاسبة المتورطين في مشكلة العطش بمشروع الجزيرة، واعتبر أنه لا يوجد أي مبرر موضوعي لمشكلة عطش المشروع. وقال المتعافي في برنامج مؤتمر إذاعي أمس، إن هنالك أخطاءً فنية ألمت بالمشروع ويجب أن تُعالج في أسرع وقت ممكن بصورة فنية، وانتقد الأحاديث التي تدور وسط مزارعي المشروع بأنه لا توجد مياه، وقال إن هذا الحديث غير صحيح لأن المياه متوافرة وتحتاج لتوظيف، وأكد بأن مشروع الجزيرة لا يحتاج إلى تمويل كبير، ونوه لعدم قدرة الدولة في تعويض المزارعين بمبالغ مالية، وقال إن هنالك اتجاهاً لتعويضهم أراضٍ فقط، ولفت إلى أن الوزارة ستناقش في الأيام المقبلة مسألة تعويض المتضررين من المزارعين بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية على أن يكون التعويض في فصل الشتاء. وأبان المتعافي أن الموسم الزراعي الحالي كان خالياً من الآفات الزراعية وذلك للترتيبات التي وضعتها الوزارة بتوفير أكثر من (14) طائرة رش تعمل لمكافحة الجراد والآفات الزراعية بجميع المناطق الزراعية في البلاد، بجانب توفير المبيدات لبقية الحشرات التي تتسبب في الإضرار بالمحاصيل، ووصف إنتاج ولاية النيل الأزرق بالجيد. وقال إن بعض محاصيلها دخل للأسواق ومن بينها محصول السمسم، لكنه تخوف من إنتاج ولاية جنوب كردفان، وقال: توجد بها مشكلة كبرى بالرغم من توافر الأمطار والأراضي الزراعية الخصبة. وبشّر المتعافي بأنه في نهاية هذا العام سيتم تصدير الحبوب الزيتية (الفول) واستيراد زهرة عباد الشمس باعتبارها بديلاً عنه، واعتبرها أفضل من الفول من الناحية الطبية. وأقر المتعافي بوجود مشكلة نقص في السكان، وقال: (إنه يمكن لولاية واحدة أن «تشيل» سكان السودان كلهم)، واعتبر أن ذلك يؤثر على القطاع الزراعي لفقدانه الأيدي العاملة، وقال إن هنالك بعض المشكلات ستواجه زراعة القطن في القطاع المطري أجملها في مسألة الحصاد، وبرّر ذلك بأنّه لا توجد موارد كافية للقطاع الزراعي وأن الاقتصاد ما زال هشاً. وكشف المتعافي عن وجود شراكة بين ثلاث وزارات (الصناعة والثروة الحيوانية إضافةً للزراعة) لتطوير إنتاج اللحوم في البلاد، وقال إن الحكومة تبحث حالياً عن قطاع خاص فيما يتعلق بتسمين الحيوانات بهدف وصول وزنه إلى (600) كيلو بدلاً عن (300) كيلو في غضون (60) يوماً من استلامه، وأضاف بأن الدولة اتفقت مع بعض الجهات لتصدير الفائض من الذرة إلى الخارج لزيادة الصادرات، وأشار إلى أنه سيكون هنالك فائض من المحاصيل لإنتاج هذا العام للمخزون الإستراتيجي، وأوضح أنه نظراً لارتفاع أسعار الذرة الشامية في الأسواق العالمية فإن البديل له هو الذرة السودانية، وأشار إلى أن تدني أسعار المحاصيل معقول. وأبان أن التقديرات الأولية للحصاد تبشر بإنتاج (5) ملايين طن من الذرة و(600) الف إلى مليون من محصول الدخن. واعتبر المتعافي أن اتفاقية التعاون التي تم توقيعها مع جنوب السودان ستكون واحدة من منافذ التسويق لتصدير المحاصيل الزراعية لدولة الجنوب، ووصف المتعافي أسعار الحبوب الزيتية بأنها معقولة، وأبان أن أسعار الفول تتراوح ما بين (70 - 80) جنيهاً للقنطار، وأكد أن عمليات حصاد المحاصيل الزراعية تسير بصورة جيدة في ولايات البلاد كافة. الراي العام