جملة مفارقات حملها التقرير السنوي حول الحريات الصحفية في العالم الذي تصدره منظمة صحافيون بلا حدود حيث جاءت دول مصنفه ضمن منظومة دول العالم الثالث مثل سورينام، وترينيداد وتوباكو في مرتبة متقدمة عن فرنسا بل حتي عن الولاياتالمتحدةالامريكية. التقرير الذي يحظي باهتمام واسع في مختلف دول العالم شدد علي ان السلام هو الذي يضمن حريةالصحافة والاعلان الإعلام، و ليس الازدهار الاقتصادي واضاف : في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر فإن كبريات الدول الديمقراطية تقف على أهبة الاستعداد لانقاص مساحة الحريات رويداً رويداً ولا عجب في أن تفرض المحرّمات الدينية والسياسية نفسها أكثر على مر السنين في دول كانت تشهد، في الأيام الغابرة، تقدّماً ملحوظاً على درب الحرية". وجه الكأبه الذي حمله تقرير (صحافيون بلا حدود) هو ان العام 2008 م الذي يلفظ انفاسه الاخيرة شهد مصرع 34 صحافيا جلهم في العراق حيث قتل 13 من زملاء المهنة تليه جورجيا (4) صحافيين ثم باكستان (3) صحافيين اما البقية فيتوزعون علي عدة دول من بينها افغانستان والهند ونيبال والصومال لكن الحدث الابرز علي الساحة السودانية فكان اطلاق سراح مصور قناة الجزيرة السوداني سامي الحاج بعد ستة أعوام من الاحتجاز، ليذكرا بأن الشعوب بحسب التقرير تسحق الحياة كما تسحق في معظم الأحيان الحريات. تصدرت أيسلندا دول العالم للعام الثاني على التوالي،في الحريات الصحفية بالرغم من الأزمة المالية العالمية، التي ضربتها بشدة، بينما حلت إرتريا في المرتبة الأخيرة، وفي المراتب العشرين الأولى، حلت معظم الدول الديمقراطية الأوروبية، ماعدا نيوزلند (7) وكندا (13)ا، بينما تحسن أداء دول أمريكا اللاتينية، حيث حلت جامايكا، وكوستاريكا في المرتبتين الحادية والعشرين، والثانية والعشرين، ، بل أن سورينام، وترينيداد وتوباكو (26، 27) حلا قبل فرنسا التي احتلت المرتبة ( 35)، وأسبانيا (36)، وأيضا إيطاليا (44). أما في إفريقيا فقد حلت ناميبيا في المرتبة(23)، وهي نتيجة تؤكد ما ذهبت إليه المنظمة من أن السلام هو مفتاح حرية الإعلام، وليس الازدهار الاقتصادي، فالفارق في إجمالي الناتج المحلي بين أيسلندا، وجامايكا هو 1 إلى 10، حيث تجنب البلدان تبعات الحروب، وتخضعان لنظام برلماني مستقر. بينما تراجعت جورجيا من المرتبة (54) إلى المرتبة (120)، بعد اندلاع القتال ومصرع عدة صحافيين. المنظمة اضطرت في تقريرها هذا العام إلى وضع تصنيفين للولايات المتحدة وإسرائيل، ففي التصنيف داخل الأراضي الأمريكية والإسرائيلية، حلت الولاياتالمتحدة في المرتبة (40) عالميا، بينما حلت خارج أراضيها، وتحديدا في أفغانستان والعراق في المرتبة (119)، أما إسرائيل التي حلت داخل أراضيها في المرتبة (46)، حلت خارج أراضيها، وتحديدا في الأراضي الفلسطينية في المرتبة (149). وحتى تؤكد المنظمة استنتاجها حلت البلدان التي تمر باضطرابات أمنية، ومواجهات مسلحة في ذيل القائمة، حيث حلت كل من حلت العراق في المرتبة (158)، أفغانستان (156)، باكستان (152)، والصومال (153). في هذه البلدان يتعرض الصحافيون للاغتيال والاختطاف، والاعتقال التعسفي، والتهديد بالقتل، وتتهمهم الأطراف المتصارعة ب"المزعجين" وأحيانا ب"الجواسيس" بما في ذلك الأراضي الفلسطينية التي حلت في المرتبة (163)، ولكن التقرير يؤكد أن الأوضاع في غزة أسوأ من الضفة الغربية. اما علي صعيد عالمنا العربي فقد احتلت الكويت المرتبة الأولى، رغم انها جاءت في المرتبة (61) عالميا، وتلتها لبنان الذي قفز 31 مرتبة، ليحل في الترتيب (66) عالميا، ، بينما حلت ست دول عربية في ذيل القائمة، وهي العراق، سورية (159)، ليبيا (160)، السعودية (161)، والأراضي الفلسطينية (163)، بينما واصل المغرب تراجعه الذي بدأه منذ عامين، ليحل في المرتبة (122)، بينما احتلت مصر المرتبة (156) بسبب قبضتها الشديدة على الانترنت والمدونين، في الوقت الذي توقفت فيه موريتانيا في المرتبة (105) اما المرتبة الاخيرة التي حملت الرقم (173) فقد احتلتها إرتريا.