شهد العام 2009 انتهاكات خطيرة للحريات الصحافية على مستوى العالم ، وبرغم الإحتفالات باليوم العالمي لحرية الصحافة والمنتديات التى تقام للدفاع عن الحريات الصحافية وحرية التعبير الا أن أقصى موجات العنف ضد الصحافيين مازالت مستمرة إذ تم قتل وجرح وتهديد وإختطاف ومحاكمة وسجن وضرب وإهانة مئات الصحافيين في العديد من بلدان العالم خلال هذا العام . ووصلت موجات القتل خلال هذا العام حسب تقرير منظمة سودان برس ووتش عن الحريات الصحافية في السودان والعالم حوالي 93 صحافياً على الأقل منهم 35 صحافياً بالفلبين و9 بالصومال و7 في المكسيك بجانب 6 في روسيا و10 في كل من قطاع غزة والعراق و6 في أفغانستان وباكستان و2 في فنزويلا و6 في كل من غواتيمالا وكولمبيا والكنغو بمعدل 2 صحافي في كل وواحد في كل من سريلانكا ومدغشقر وكينيا والنيبال وبرجواي وإيران ... وتعتبر حسب التقرير مذبحة الفلبين الحادثة في 23 من شهر نوفمبر اكبر كارثة حلت بالصحافيين حيث قتل 30 صحافياً في مذبحة من أصل 52 تم إعتقالهم على أيدي مسلحين فلبينيين وتم قطع رؤوس الضحايا وتشويه أجسادهم وإغتصاب النساء . يحدث هذا رغم ان الإنسانية قد تواضعت من خلال الأممالمتحدة ومواثيقها على حرية الرأى والتعبير بكافة أشكالها وهذا يمكن قراءته مع المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتى نصت على : أن لكل إنسان الحق في إعتناق آراء دون مضايقة ولكل إنسان الحق في حرية التعبير ويشمل هذا الحق حريته في إلتماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها للآخرين دون ما إعتبار للحدود سواء على شكل مكتوب او مطبوع او في قالب فني أو باى وسيلة اخرى يختارها كما أوردت المادة 29 من نفس الإعلان في الفقرة الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية بعض القيود والإستثناءات على حرية الرأى والتعبير وهي في مجموعها تحمي حقوق وسمعة الآخرين بجانب الامن القومي والنظام العام والصحة والاخلاق العامة ومنع إفشاء المعلومات السرية او لضمان سلطة الهيئة القضائية ونزاهتها . يورد تقرير منظمة سودان برس ووتش انه بعد 11 سبتمر 2001 أصبح شعار الحرب على الإرهاب هو المدخل لإنتهاك الحريات الصحافية وفرض الرقابة على وسائل الإعلام وإنتهاك مبدأ حماية سرية المصادر وإعتماد الرقابة على الإنترنت مشيراً إلى ان الديمقراطيات الغربية أصبحت تتراجع بإستمرار في الترتيب عاماً بعد الآخر فالولايات المتحدة مثلاً تحتل في التصنيف 108 من أصل 176 دوله جرى تضمينها في التقرير من حيث ممارستها المضادة للحريات الصحافية خارج حدودها في كل من العراق وأفغانستان وباكستان وتحتل المرتبة ال 20 من حيث ممارستها تلك داخل حدودها. وفيما يخص أوضاع الحريات الصحافية داخل السودان فقد رصد التقرير اكثرمن 50 حدثاً يتعلق بالأوضاع الصحافية رصدته الصحف الصادرة من الخرطوم خلال هذا العام منها مايتعلق بالإعتقال والإعتداء والحبس إلى غيره من الأشياء بجانب رفع الرقابة القبلية وإجازة قانون الصحافة ومبادرة الصحافة الاخلاقية . ماتجدر الإشارة إليه ان هذا التقرير سبقه تقرير أول صدر في العام 2008 بجانب صدور تقارير ربع سنوية بهذا الخصوص حاولت ان تكشف فيه المنظمة واقع الحريات الصحافية حول العالم وجددت فيه الدعوة لمقاومة إنتهاكاتها. دعا الإتحاد العام للصحافيين السودانيين في مناسبة تدشين هذا التقرير أمس الحكومة لدعم الحريات الصحافية وتوفير مدخلات صناعة الصحافة بما في ذلك القيام بدورها المتأخر في صناعة الورق والدعم الإجتماعي إلى ذلك أكدت منظمة سودان برس ووتش على ضرورة توفير الحماية الكافية للصحافيين وتمكينهم من الوصول للمعلومات المطلوبه بجانب إلغاء الصيغ السابقة في القيد الصحافي وإنتهاج المعايير العالمية في السجل وتحقيق الإستقرار الوظيفي للصحافيين وحمايتهم من التشرد . وقال الأمين العام للإتحاد الفاتح السيد : ان هنالك إختراقات واسعة للصحافة من قبل السياسة في محاولة لإستغلالها وإبعادها عن دورها المهني مشيراً إلى ان الصحافة السودانية إستطاعت ان تتجاوز كل الصعوبات وتؤثر في إحداث التحول الديمقراطي اكثر من الاحزاب نفسها مؤكداً على إستمرارية الحوار مع السلطة والإستفادة من مبادرتها المطروحة داعياً في هذا الصدد الحكومة إلى دعم الحريات الصحافية وتوفير مدخلات صناعة الصحافة بمافي ذلك القيام بدورها المتأخر في صناعة الورق والدعم الإجتماعي للصحافيين. وقال المدير العام للمنظمة التيجاني حسين : ان العام 2009 شهد على المستوى العالمي مقتل 93 صحافياً على الأقل وثلاثة حقوقيين مدافعين عن الصحافة وبنت ونجل صحافي وصحافية مشيراً إلى إستمرار وتيرة الإعتداءات بمختلف أشكالها ممايتطلب مزيداً من الجهد لإجبار الحكومات على إحترام الحريات الصحافية وإيقاف تعدياتها على حرية التعبير وتوفير الحماية اللازمة للصحافيين من العصابات المسلحة داعياً السلطات المعنية محلياً التأكيد على الحريات الصحافية والإحتكام للقانون فيما يتعلق بالنشر الصحافي والشكاوى ووضع شروط مجزية للصحافيين تتلاءم مع مايقومون به من دور يعرضهم للمخاطر. ودعا رئيس لجنة الحريات الصحافية بالإتحاد مكي المغربي المنظمة إلى رصد الإنتهاكات للصحافة الاخلاقية من قبل بعض الصحافيين « في إشارة للمساجلات التى جرت مؤخراً بين صحيفتين « قائلاً : إذا إنتهك الصحافي ميثاق الشرف لابد وان يرصد داعياً السلطات إلى الإلتزام بإخطار الإتحاد بأى تجاوز يقوم به الصحافيون ليقوم بدوره المطلوب مشيداً بإلتزام نيابة الصحافة بهذا التوجه .