القدس (رويترز) - اقتربت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني من أن تصبح ثاني رئيسة وزراء في تاريخ اسرائيل دون أن يتعين عليها خوض انتخابات وطنية. الا أن اخفاق زعيمة حزب كديما في تشكيل ائتلاف في مفاوضات مع حزب شاس اليميني المتطرف الذي عادة ما يكون عنصرا في تشكيل حكومات ائتلافية أو يكون سببا في انهيارها يعني أن الطريق الى رئاسة الوزراء سيمر عبر صناديق الاقتراع. عندما تخلت ليفني عن المحادثات واصفة مطالب شاس بزيادة الانفاق على الرعاية الاجتماعية "ابتزازا" فانها بذلك تكون قد اختارت الطريق الصعب في السياسة الاسرائيلية التي هزتها مؤخرا مزاعم فساد أجبرت رئيس الوزراء ايهود أولمرت على الاستقالة. وقالت ليفني يوم الأحد بعد أن أوقفت المباحثات مع شاس "أنا مقتنعة تماما بأنني فعلت ما هو صواب وصدقوني ما من شيء يماثل هذا الاحساس.. أن اختار طريقا ما وأفوز." وتوقع معلقون سياسيون اجراء انتخابات في منتصف فبراير شباط قبل أكثر من عام من الموعد المقرر. وتوقعت استطلاعات الرأي فوز حزب ليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء الاسبق بنيامين نتنياهو. وكتب المعلق السياسي الوف بن في صحيفة هاارتس يقول "في حين ستبدأ ليفني حملتها بتأييد شعبي فانها ستفعل ذلك من منطلق ضعف سياسي.. اخفاقها في تشكيل حكومة." وأضاف "ولن يتوفر لديها أي من مميزات صاحب المنصب. سيظل ايهود أولمرت رئيسا للوزراء لعدة أشهر أخرى وسيتمتع بكل لحظة. سوف يحدد الميزانية.. سوف يجري المفاوضات الدبلوماسية." وما زال أولمرت الذي نفى ارتكاب أي مخالفات في سلسلة من تحقيقات الفساد رئيسا مؤقتا للوزراء الى حين تشكيل حكومة جديدة. قادت ليفني (50 عاما) باعتبارها وزيرة للخارجية محادثات السلام مع الفلسطينيين وهي المفاوضات التي ترعاها واشنطن ولم تسفر حتى الآن عن اتفاق كانت واشنطن تأمل في ابرامه قبل نهاية العام الحالي. ومن شأن اجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل القضاء على الاحتمالات التي كانت ضئيلة أصلا في التوصل الى اتفاق قبل أن تنتهي فترة ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش في يناير كانون الثاني. وخاضت ليفني غمار السياسة قبل أكثر من عشر سنوات بعد أن كانت ضابطة في المخابرات الاسرائيلية (الموساد) عندما كانت طالبة في باريس ثم عملت محامية شركات. وصف أحد كتاب الصحف الاسرائيلية ليفني بأنها "السيدة نزيهة". ولديها ابنان وهي تحدد سياساتها بشكل وقور وتعتمد على العبارات الرنانة. ووصف معلقون اخرون ليفني بأنها نتاج الآلة السياسية جيدة التجهيز التي يقوم بتشغيلها شركاء زوجها رجل الاعمال نفتالي شبيتسر ويشككون فيما اذا كانت قادرة على احداث أي تغيير يذكر. كان والدها ايتان يقود منظمة سرية مسلحة في الأربعينات كانت تحارب من أجل سيطرة اليهود على كل فلسطين بدلا من تقسيمها مع العرب. وعلى الرغم من انتماء ليفني الى عائلة قومية متشددة فان الكثير من الاسرائيليين يتساءلون ما اذا كانت قادرة على تحمل الكثير من الاعباء الأمنية في بلد أصبح فيه قادة عسكريون سابقون زعماء سياسيين كبارا وكان يطلق على رئيسة الوزراء الوحيدة في اسرائيل الى الان جولدا مئير الرجل الوحيد في مجلس الوزراء.