القدس (رويترز) - اقتربت اسرائيل يوم الجمعة من اجراء انتخابات مبكرة حين رفض حزب ديني الانضمام الى ائتلاف جديد برئاسة تسيبي ليفني المكلفة بتشكيل حكومة وخلافة ايهود اولمرت رئيس الوزراء. واذا لم يتغير قرار حزب شاس الديني المتشدد الذي لعب دورا محوريا في الحكومات المتعاقبة فمن الممكن ان يبدد الآمال المتضائلة بالفعل في اتفاق سلام مع الفلسطينيين هذا العام بترك اسرائيل تحت قيادة قائم باعمال رئيس الوزراء لعدة شهور. واستقال اولمرت الشهر الماضي بسبب تحقيقات فساد وسيبقى رسميا رئيسا للوزراء لكنه يفتقر للتأييد اللازم لتوقيع اتفاقية تاريخية مع الفلسطينيين قال الرئيس الامريكي جورج بوش انه يريد انجازها قبل ترك البيت الابيض في يناير كانون الثاني. وتظهر استطلاعات الرأي ان المعارضة اليمينية التي ادانت تحركات السلام من جانب اولمرت ستفوز في حالة اجراء انتخابات برلمانية مبكرة. ويحل موعد الانتخابات المقررة القادمة في 2010 . واعتبر حزب شاس زيادة مخصصات الرعاية الاجتماعية لدوائره الفقيرة مطلبا اساسيا في مفاوضات الائتلاف وقال ايضا ان اعتراضه على أي تقسيم للقدس بين اسرائيل ودولة فلسطينية جديدة أمر لا يمكن التراجع عنه مقابل أي ثمن. ولم يصدر رد فعل فوري من ليفني التي حددت يوم الاحد القادم كموعد نهائي لانجاز المفاوضات وان كان من غير المرجح ان تتخلى بسهولة عن سعيها للتصديق على تعيينها رئيسة لوزراء اسرائيل لتكون اول امرأة تتولى المنصب منذ جولدا مائير في السبعينات. ويفضل حزبها كديما المنتمي لتيار الوسط والذي كان يقوده اولمرت وحزب العمل اليساري بقيادة وزير الدفاع ايهود باراك مواصلة محادثات السلام ويؤكدان ان الوقت ليس مناسبا لتحميل اسرائيل عبء اجراء انتخابات.. وهو ما يرجع جزئيا الى مفاوضات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة وتزايد الازمة الاقتصادية العالمية. وتعهد الحزبان بالمضي قدما في المحادثات التي بدأت تحت رعاية الرئيس بوش قبل عام سعيا لابرام اتفاقية لانشاء دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. وقال ايلي يشاي الزعيم السياسي لحزب شاس ووزير التجارة والصناعة في الحكومة الاسرائيلية المنتهية ولايتها "لا يمكن شراء شاس ولن يبيع شاس القدس. كان هذا خطنا المتسق طوال المفاوضات." وتزعم كل من الاسرائيليين والفلسطينيين ان القدس عاصمة لهم واوضح اولمرت انه مستعد لبحث وضع حد لرفض اسرائيل اعادة الاجزاء العربية من المدينة التي احتلتها في حرب 1967 . ويقول حزب شاس ان القدس ليست "سلعة للبيع". وقال يشاي "لو توافر التزام بعدم اجراء مفاوضات بشأن القدس... لاوصينا الحزب بالموافقة على اتفاق." واشار ايضا الى ان الحزب خاب امله في رد فعل ليفني على طلبه زيادة مخصصات الرعاية الاجتماعية. ويعتبر شاس نفسه مدافعا عن المعوزين في اسرائيل. لكنه وجد مقاومة قوية لمحاولته تحقيق زيادة كبيرة في ميزانية الرعاية الاجتماعية كثمن لانضمامه لائتلاف. وتعمل ليفني حتى الآن وزيرة للخارجية تحت قيادة اولمرت وكبيرة للمفاوضين مع الفلسطينيين. وهي تحاول اقامة شراكات منذ انتخبت زعيمة لحزب كديما الشهر الماضي. وفاتحت حزب ليكود اليميني المعارض بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. لكن الحزب الذي يتقدم في الاستطلاعات ويفضل اجراء انتخابات عامة سرعان ما رفض مفاتحاتها. ويمكن الان اجراء هذه الانتخابات في وقت مبكر من العام الجديد. ولم يستبعد بعض المحللين امكانية ان تشكل ليفني ائتلاف اقلية اعتمادا على دعم احزاب اصغر من خارج الحكومة ومنهم السياسيون العرب. ويعتبر اخرون ذلك نتيجة غير مرجحة.