اختتم مؤتمر الصلح القبلي والتعايش السلمي بين قبيلتي البرتي والزيادية بولاية شمال دارفور والذي كان قد انطلق في العاشر من الشهر الجاري بمدينة الفاشر تحت شعار الآية الكريمة ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ) اختتم أعماله عصر اليوم بقاعة د. مجذوب الخليفة احمد بالفاشر واصدر قراراته وتوصياته ,بيانه الختامي وذلك بحضور الفريق أول ادم حامد موسى رئيس مجلس الولايات والأستاذ عثمان محمد يوسف كبر والى الولاية والأستاذ عمر ادم سليمان رئيس لجنة الأجاويد وعدد من أبناء الولاية من أعضاء الهيئة التشريعية القومية والمسهلين من الخبراء و المفاوضين من القبيلتين . وأكدت وثيقة العهد والميثاق التي وقع عليها كل من الملك ياسر حسين احمداى رئيس إدارة البرتي الأهلية والناظر عبد ادم جزو رئيس إدارة الزيادية الأهلية أكدت التزام القبيلتين بالتواثق على حفظ الاتفاق الموقع بينهما من اجل التعايش السلمي واحترام ما تم التواثق عليه بالمحافظة على الأمن والاستقرار والتسامح والتعاون والتكافل امتثالا لقوله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) .ووصف كبر لدى مخاطبته الجلسة الختامية الصلح الذي تم بين البرتي والزيادية بأنه يمثل أنموذجا متقدما لكيفية معالجة المشاكل بين المكونات الاجتماعية لسكان الولاية وحقن الدماء داعيا الطرفين إلى تجاوز كافة مرارات الماضي وإتباع القول بالعمل وتوفير الإرادة اللازمة لإنزال هذه الاتفاقية إلى القواعد والتبشير بها حتى تعود اللحمة الاجتماعية بين سكان محلية مليط إلى ما كانت عليها في السابق ، وأعلن التزام حكومته بدفع نسبة 60% من جملة الديات والخسائر وجبر الأضرار للطرفين والتي قررتها لجنة الأجاويد ، مشيرا إلى أن إعلان التزام حكومته بدفع تلك الديات والخسائر وجبر الأضرار لا ياتى تشجيعا للمتلفتين ولكنه يأتى حقا للدماء ، كما أعلن التزام حكومته بتوفير كافة المعينات للجنة الفنية المنبثقة من المؤتمر والتي كلفت بدراسة مسألة النزاع في الاراضى مبينا أن هنالك آلية محددة ستقوم بجدولة تنفيذ بنود الاتفاق . إلى ذلك فقد عبر الأستاذ عمر سليمان ادم رئيس لجنة الأجاويد عن شكره للقبيلتين لما أبدياها من تعاون واحترام للجنة الأجاويد حتى تكللت جهودها بالنجاح بالوصول إلى صلح بينهما ، ودعا سيادته إلى أهمية المحافظة على القيم والمورثات الحميدة التي عرف بها المجتمعات السودانية في غابر الأزمان محذراً من مغبة الخروج على تلك القيم ، كما دعا الشباب من قبيلتي البرتي والزيادية إلى التنافس في تقديم المشاريع والبحوث العلمية التي من شأنها المساهمة في إحداث التنمية وتطوير المحلية بدلا من الانصراف إلى الأفكار القبلية المتطرفة التي قال انه لاطائل من ورائها . وكان رئيسا ادارتى البرتي والزيادية قد تحدثا في مستهل الجلسة وأعلنا التزامها بمراعاة العهد والميثاق الموقع بينهما ووعدا بالمحافظة على الأمن والاستقرار ومراعاة كافة الحقوق والواجبات وعدم العودة إلى مربع التنازع أو الاقتتال وعبرا عن رضائهم التام لما تحقق من صلح ، كما عبرا عن شكرهما لحكومة الولاية وللجنة الأجاويد والمسهلين والخبراء لما بذلوه من جهود حتى توصل الطرفان إلى الاتفاق المنشود ، وطالب رئيس إدارة البرتي الأهلية الإعلام القومي والولائى إلى المساهمة بدور ايجابي فى التبشير بالاتفاقية حتى تنزل على ارض الواقع كما طالب الجميع باستخلاص العبر والدروس من هذه المشكلة حتى لاتتكرر ، و حتى يتفرغ الجميع للتنمية والتقدم والتطور . وكانت لجنة الأجاويد قد قررت تشكيل لجنة فنية للنظر في قضايا الاراضى برئاسة بابكر سر الختم ممثل المجلس الأعلى للحكم اللامركزى وعضوية ممثلين لوزارة العدل والمجلس الأعلى للحكم اللامركزى وديوان الحكم المحلى بالولاية والشرطة الموحدة الأمن الوطني والمخابرات والمساحة ، حيث أدت اللجنة القسم أمام المؤتمرين إيذانا بتولي مهام عملها على ترفع تقريرها خلال فترة لاتتعدى الثلاثة أشهر . ويشار إلى لجنة الأجاويد قد توصلت إلى أن جملة ديات وتعويضات الجرحى وخسائر قبيلة البرتي المطلوبة من الزيادية اثر ذلك النزاع قد بلغ (368,800) جنيها تدفع منها الحكومة مبلغ (146,800) جنيها ، فيما بلغت جملة الديات وتعويضات الجرحى وخسائر قبيلة الزيادية لدى البرتي مبلغ (404,109) جنيها تدفع الحكومة منها مبلغ ( 260,000) جنيه . ويذكر ان النزاع المسلح الذى وقع بمحلية مليط فى السابع والعشرين من شهر رمضان الماضى بين القبيلتين قد خلف 14قتيلا و17جريجا بجانب الحاق اضرار مادية لممتلكات 45مواطنا .
