إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وكيل وزارة الخارجية : سوزان رايس مكجنانا عديل بالطريقة السودانية !!
نشر في النيلين يوم 03 - 01 - 2013

حوار شامل مع وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة محمد عثمان بمكتبه بوزارة الخارجية أشار فيه بالتفصيل للاجراءات الجديدة التي اتخذتها الوزارة و الخاصة بانتهاج انماط جديدة للترقي و التأهيل و منح فرص العمل بالبعثات السودانية في الخارج و لفت فيه للاتجاه الخاص بتعديل قانوني و لائحتي السلك الدبلوماسي و القنصلي و تحدث ايضا عن آفاق العلاقات الجديدة بين الخرطوم وواشنطن في اعقاب تولي جون كيري لحقيبة الخارجية و في ظل ادارة جديدة ثانية لاوباما .. و ابدى الوكيل استغرابه للحقد و الغبن الذي ظلت سوزان رايس تبديه للسودان و قال لو قدر لها تولي الخارجية لهلنا التراب على العلاقات ، وقال ان الحوار مع الاتحاد الاوروبي توقف لعدم توقيع السودان على اتفاقية كوتونو بشكلها الجديد و اعتبر ايضا زيارة هايلي ماريام للسودان مواصلة لمشوار العلاقات القديمة ..
الى مضامين الحوار :
*انتقادات عديدة من قبل بعض منسوبي الوزارة طالت الاجراءات الجديدة و المعايير التي اتخذتها وزارة الخارجية مؤخرا للترقي و نيل فرص العمل في السفارات ، كيف تقيمون انتم الخطوة و ماذا بشأن تغيير قانون و لائحة العمل القنصلي ؟
_فكرة احداث تغيير في وسائط العمل بوزارة الخارجية ليست جديدة فقد درجت الوزارة على اتخاذها بغرض استحداث الاطر اللازمة لتحسين الاداء .و مضى ليقول لدينا لوائح للعمل في السلك الدبلوماسي مضت عليها فترات شرعنا حاليا في مراجعتها و يرى ان قانون السلك الدبلوماسي و القنصلي يحتاجان لتعديلات حتى يواكبا العمل مع التطورات الدبلوماسية الجديدة في العالم. و قال السفير رحمة الله محمد عثمان : من ضمن الهواجس الكبيرة التي دفعت للتعديل في القانون هو الوصول لوضع امثل يمكننا من تحقيق اهدافنا فيما يلي العمل الدبلوماسي اضافة الى ان عملية التقييم للعاملين تعد مسألة معقدة جدا و صعبة و لذلك تلجأ الوزارة من فترة لاخرى لاستحداث معايير جديدة للتقييم .و يشير الوكيل الى ان عملية التقييم للدبلوماسيين ليست مربوطة فقط بالترقي و التنقلات و لكن حتى في فترة ما بين الترقي من فترة لاخرى تحتاج الوزارة لمعرفة مقدرات منسوبيها و هل يحتاجون لمزيد من التدريب و بناء القدرات ام لا .
منح مزيد مقومات بناء القدرات :
و يقول الوكيل ان عمليات التقييم تمكن ادارة الوزارة من منح مزيد من فرص الترقي و التطوير للمحتاجين لها لجهة ان كل الحراك ينصب نحو ايجاد صيغة مثلى للترقي اضافة الى ذلك هنالك تضارب بين قانون السلك الدبلوماسي و القنصلي و في ذات الوقت الوزارة محكومة بقانون الخدمة المدنية العامة و هذا بالتأكيد خلق اشكالات عديدة في بعض المجالات ، و يمضي ليقول : عندما نريد ترقية اي دبلوماسي هنالك معايير محددة تستند إلى اعداد البحوث و التقارير و هذا غير معمول به في قانون الخدمة المدنية التي يعتمد اسلوب ترقي العاملين فيها على ملء (فرومات) محدده سنويا بواسطة الرؤساء و اعطاء الدرجات لمنسوبيهم و هذا في تقدير وكيل الوزارة اسلوب غير امثل ،اضافة الى ذلك طبيعة السودانيين الطيبة تحول دون ان يقول الرئيس في العمل بالخدمة المدنية (للاعور اعور) و ان كنت تعلم مقدراته ضعيفة ،و لذلك سعت الخارجية لتوليف صيغة جديده لمعايير الترقي من اجل مردود دبلوماسي ايجابي حتى لا يطاله الظلم ،نسعى فقط لمعالجة العيوب و النقص في القدرات و لتحقيق ذلك الهدف نعمل حاليا على الاستعانة بالسفراء القدامى و السفراء الذين اتيحت لهم فرص العمل في المؤسسات الدولية بجانب موظفين سابقين و تجارب منسوبي دول اخرى في المنطقة .
_امتحان تحديد القدرات واجه جملة من الانتقادات اللاذعة من بعض الدبلوماسيين كيف ترى انت الامتحان؟
*يقول الوكيل :امتحان تحديد احد وسائل الترقي و ليس كلها و هو الوسيلة الاسهل لتحديد الوجهة التي سيكلف بها الدبلوماسي بجانب ان الوزارة بصدد تفعيل التخصصية باعتبار ان الدبلوماسي في الخارج يمثل كل شىء و من هذا المنطلق نسعى لتأهيله في كل المجالات بجانب اخضاعه لجلسات استماع و تعريفه بالمنطقة التي سيعمل بها ،و نسعى من كل ذلك لخلق دبلوماسي لديه المقدرة على التعاطي مع كافة الظروف التي تواجهه و نطمع لان يكون الدبلوماسي خلال مراحل ترقيه العمرية ملما بقدر كبير من المعارف عن كل الدول .
_هل التمثيل الدبلوماسي في البعثات الخارجية بالقدر الكافي الذي يمكن من تجويد الاداء؟
*عدد تمثيلنا الدبلوماسي بعد سياسة التقشف الأخير تقلص لحد كبير و هذا بالضرورة اثر على الاداء و ضاعف المسئوليات على الكوادر الدبلوماسية العاملة في سفاراتنا الخارجية و صرح بذلك وزير الخارجية مؤخرا في البرلمان عندما اشار الى ان تمثيلنا في الدول الافريقية غير العربية ضعيف جدا ، بل ان كل دول غرب افريقيا التي تبلغ اكثر من 20 دولة لدينا فيها ثلاث بعثات فقط ، بل ان سفارتنا في اكرا يوجد فيها السفير فقط و أحد الاداريين ، و يرى الوكيل ان عدم وجود تمثيل يضعف تواصلنا المباشر مع تلك الدول و بالتالي لا نستطيع توصيل مواقفنا لها .
و هل لتغطية هذا النقص جاءت التحركات الاخيرة لنائب الرئيس ووزير الخارجية لبعض الدول الافريقية ؟
بالتأكيد الزيارات رغم انها تمت لساعات لكن مردودها كان كبيرا و ايجابيا لحد بعيد .
_اين موقع التمثيل غير المقيم من الحراك الدبلوماسي الراهن؟
بالطبع هناك تمثيل غير مقيم للسودان في كل دول العالم لكنه غير مفعل لانه يحتاج لميزانية تساعد السفير المعني على التحركات لملء الفراغات في الدول التي ليس لنا فيها تمثيل مقيم و قد تم طرح الامر بشكل مباشر و لاول مرة ترصد ميزانيات و نحصل على تمويل من المالية للتمثيل غير المقيم ،و على الرغم من اننا لم نتحصل على كل ما نصبو اليه لكنها تعد خطوة مهمة لتفعيل التمثيل غير المقيم خاصة و ان بعض السفراء تستلزم مهمتهم في التمثيل غير المقيم زيارة اكثر من عشر دول .
_الاداء الدبلوماسي في مجمله ليس كما ينبغي و الكثيرون يرون انه ضعيف و لم يحقق الاختراق المطلوب في ملفات السودان .. انت كيف ترى عملكم في الخارج؟
*ليس هنالك ما يسند ان العمل الدبلوماسي لم يحقق الاختراق المطلوب لان العمل الدبلوماسي عملية متصلة هناك اشياء مردودها قد يأتي بعد سنين كما ان العلاقات بين الدول تبنى بهدوء شديد ، اضافة الى ان أية دولة علاقاتها و مصالحها الاستراتيجية الاخرى المرتبطة بآخرين قد تتجاوب اليوم و تتحفظ في لحظات اخرى .اذن من الاجحاف تقييم ان الدبلوماسية لم تحدث الاختراق المطلوب و مع ذلك نحن لا ندعي اننا نملك كل النجاح رغم انه هدف اي دبلوماسي .و يمكن ان نقول ايضا هناك اعتبارات و مع ذلك حققت الدبلوماسية قدرا كبيرا من النجاح في البلدان التي لنا فيها تمثيل و يجب التذكير هنا نحن نعمل في ظروف عالمية معقدة جدا و هناك ضغوط كبيرة على السودان نتيجة لما يحدث عالميا و اقليميا من نزاعات و نرى ان الدبلوماسية رغم الامكانيات المحدودة حققت نجاحات كبيرة و من الظلم ان ان لاننصفها . اضافة الى ذلك فان متوسط الدبلوماسيين في سفاراتنا سفير واحد و دبلوماسي واحد و في احسن الظروف سفير و دبلوماسيان و في تقديري عدد السفراء و الدبلوماسيين الذين يمثلون السودان في بعثاتنا الخارجية اقل بكثير من ثمثيل الدول الشبيهة بنا بل و الاقل منا .
_سعادة الوكيل ندلف لملف العلاقات السودانية الامريكية التي ظلت تراوح مكانها من سىء لأسوأ منذ سنين ، برأيكم هل يفلح جون كيري وزير الخارجية الجديد في ظل ادارة جديدة لاوباما من اصلاح ما افسدته السنون ام ان الحال سوف يستمر ؟
*اجاب السفير رحمة الله : دعونا نتفاءل بحذر شديد لتولي جون كيري حقيبة وزارة الخارجية ،ففي تقديري ان الرجل قد يكون الافضل فهو على الاقل ملم بجزئيات اساسية في ملف العلاقات السودانية الامريكية و ذلك بسبب الزيارات الكثيرة التي قام بها للسودان ابان توليه ادارة ملف العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي هذا من ناحية ، و من الناحية الثانية كيري رجل سياسي في المقام الاول وهو عضو في الكونغرس الامريكي و سبق ان ترشح لرئاسة الجمهورية و انا اعتقد ان وعيه بالقضايا السياسية و تحليلها و كيفية التعامل معها يجعله يكون الانسب من المهنيين ، ثم واصل بعد انقطاع ثوانٍ عن الحديث و قال وكيل الخارجية_ دعيني انتهز هذه الفرصة لاقول نحن سعداء ان سوزان رايس لم تتولى وزارة الخارجية الامريكية و هذا ليس لانها غير مهنية و لكن لاننا لمسنا منها _و انا التقيت بها شخصيا _ان لديها حقدا و غبنا و مواقف سالبة جدا جدا تجاه السودان من غير تبرير مباشر فهي (مكجنانا عديل بالطريقة السودانية )و اعتقد ان لديها رأياً خاصاً تجاه السودان ، و لو قدر لها ان تتولى الوزارة كنا سوف نهيل التراب على العلاقات و تكون قد انتهت .و رغم ذلك انا اجدد التأكيد اننا نتفاءل بكيري بحذر ،و الحذر يأتي من انه رغم المعرفة الشخصية للوزير الا ان المنصب يكون محكوماً بتقاطعات و اشياء لها علاقة بالادارة و سياسة الدولة العامة و علاقة واشنطن مع الدول الاخرى ،و رغم ذلك اعتقد ان كيري ستكون له بصمته في وزارة الخارجية و لا اعتقد انه يقبل ان يكون أفندي عادياً ،بل ستكون له بصمته و هذا ما يجعلنا نتفاءل بإمكانية تحريك الملف هذا ،و من ناحية ثانية الادارة الامريكية عادة عندما يأخذ الرئيس دورة ثانية يسعى لان يحدث اختراقا في بعض القضايا الجامدة من دورته الاولى ووجود كيري مع ادارة اوباما الجديدة يمكن ان تتحرك الامور ،بالاضافة الى ذلك الادارة الامريكية وصلت حدها في الخصومة و الاتهامات مع السودان و حتى ان كانت هناك مشكلات في السودان (رغم اعترافنا بوجود مشكلات داخلية ) و لكن كان ينبغي المساهمة في حلها و ليس صب الزيت عليها لزيادة اشتعالها .اذن في تقديري ان العلاقة بين الخرطوم وواشنطن وصلت حدها في العداء و عدم الوصول لعلاقة طبيعية( و نحنا تصفحنا ) و نعلم ان حدنا مع امريكا هو هذا و ليس هناك ما هو اسوأ منه .
*لكن رغم الصورة القاتمة التي ذكرتها هناك حديث ايجابي مؤخرا من سفير واشنطن في الخرطوم و افصاحه عن مبادرات ربما تقود للتطبيع كيف تقرأ انت هذا الحديث؟
نعم رغم وجود اشارات حاليا ايجابية لكنها ضعيفة جدا تشير الى تحسن في العلاقات خاصة تصريحات السفير الاخيرة و نحن نرحب بها والكلام الايجابي مطلوب و التحاور مطلوب و تنسيق المواقف مطلوب ايضا و اعتقد ان مراعاة ظروف كل بلد و همومها و مصالحها مطلوب ،و نحن حريصون على ان تراعي مصالحنا و في نفس الوقت حريصون ان لا تضار مصالح امريكا و ذلك في اطار حفظ كل منا لحق الآخر و سيادته ،و نأمل ان تكون الدورة التي يتولى فيها كيري الخارجية تفضي بنا لعلاقة جيدة مع واشنطن .
_في خضم كل تلك التقلبات أين وصلت تحركات المندوب الدائم في نيويورك من ملفات و قضايا السودان ؟
*هناك جهد مشترك مع الوزارة و الجهات الاخرى ، فالوزارة لا تعمل بمعزل عن الدولة و اي تحرك ايجابي في الداخل لحلحلة المشكلات يسهم في دعم المندوب و دعم تحركاته و يقوي حجته ، و مشكلة المندوبين ان لدينا اصدقاء يتعامل معهم و هؤلاء يطالبون بمساعدتهم حتى يتحركوا لمساعدتنا ،لكن اذا كانت الامور واقفة فالدول الاصدقاء لا تستطيع الدفاع عنا و هذا يجعل المندوب كثيرا ما يجهد نفسه لاقناع الاصدقاء و هنا يمكن ان اقول لابد من تحرك خطوات ايجابية حتى يتمكن الاصدقاء من اتخاذ خطوات مساندة للسودان .و على كلٍ نحن في وزارة الخارجية راضون تمام الرضى عن ما تم عبر السنين الماضية و اعتقد ان المندوب السابق و الحالي اجتهدا اجتهادا كبيرا في ظل ظروف صعبة جدا و قدرنا من خلال الدبلوماسية ان نحقق الحد الذي يجعلنا ان نقول ان السودان لا يضار .
_سعادة الوكيل ماذا عن الحوار السوداني الاوروبي هل توقف تماما ، ام ان هناك اتجاهاً لاستئنافه مرة اخرى في ظل وجود بعض الاشارات التي وردت في هذا الخصوص خاصة من جانبكم ؟
*بالضرورة يجب اعادة الحوار و نحن تحدثنا قبل فترة و كان هناك حوار ممنهج يمضي و مشكلة الحوار انه كان مستمرا الى حين كان السودان عضوا في اتفاقية كوتونو و لكن عندما رفضنا التوقيع على الاتفاقية في الوقت الحالي لاعتبارات عديدة اولا : لأنهم ادخلوا على الاتفاقية قضايا اختلفنا معهم حولها مثل المحكمة الجنائية و بالتالي الحوار الممنهج توقف لكننا ما زلنا نحاول و حاليا نتحاور مع الدول الاوروبية على المستوى الثنائي و هذا لا يعني رفضنا للحوار الجماعي ، فهناك اتصالات و زيارات الى بروكسل تمت و متوقع قريبا يكون لدينا زيارة لها من اجل التواصل مع الاتحاد الاوروبي وهو في تقديري كتلة مهمة جدا و لديها دور لا يمكن اغفاله و خلافنا مع الاتحاد الأوروبي حول تأطير هذا الحوار خارج الاتفاقية و حاليا لدينا علاقات مع المجموعة الكاريبية الباسيفيكية خارج نطاق اتفاقية كوتونو .
_وكيف تقرأ زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد للخرطوم ؟و الى ماذا تهدف؟
*يرد الوكيل بالقول : هي اول زيارة له كرئيس للسودان حيث انه سبق و ان زار السودان عندما كان وزيرا للخارجية و هي زيارة بالقطع تؤكد استمرار الصلات الحميمة جدا القائمة بين السودان و اثيوبيا منذ عهد الراحل ملس زناوي الذي فقدناه ، و لكن زيارة ماريام تؤكد استمرار ذات النهج في التعاون بين السودان في شكلها العام و اعتقد انها ستصب بشكل مباشر في العلاقات بين السودان و اثيوبيا من جهة و علاقة الخرطوم و جوبا من الناحية الاخرى ، و ذلك في اطار جهود محفوظة لاثيوبيا ظلت تقوم بها منذ سنين طويلة ،و تقديري ان الزيارة مهمة و في توقيت مهم و مفصلي ،فهي تسبق قمة الاتحاد الافريقي التي ستعقد في غضون اسابيع .. و يبدو ان ماريام سيزور ايضا جوبا و يمكن ان تسهم الزيارة في حلحلة المشاكل العالقة بين السودان و جنوب السودان و نحن حريصون على ذلك و لا استبعد ان تكون الزيارة من اهدافها الترتيب لقمة البشير سلفا وهي قمة متفق عليها من حيث المبدأ و لكنها مرتبطة بامكانية احداث التقدم المطلوب في الملفات العالقة و تنفيذ الاتفاقيات و اعتقد يمكن ان تصب الزيارة في ذات الاتجاه ، ونرى ان هناك قضايا لا تزال تحتاج لتفاهم و لو قدر للقمة ان تنعقد يمكن ان تحقق الاختراق المطلوب مثلما حدث في اديس ابابا مؤخرا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.