كشفت وزارة الخارجية، عن عزمها إجراء تعديلات جوهرية في قانون السلك الدبلوماسي والقنصلي، وأكّدت أنّ الفترة المقبلة ستشهد صدور لائحة منقحة تحكم العمل الدبلوماسي الخارجي، ولفتت إلى أن عدة لجان متخصصة تنشط حالياً لوضع اللائحة. وقال السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية في تصريحات أمس، أن هناك خلطاً وتقاطعات تتم بين العمل الدبلوماسي والقنصلي، وأشار إلى أن تعديل القانون وتنظيم اللائحة قُصد منه التحكم في العمل الخارجي وسد الثغرات. وطالب الوكيل بضبط الخطاب الإعلامي بين المسؤولين في الدولة، وشدد على ضرورة التنسيق وتبادل المعلومات بين الجهات ذات الصلة بالعمل الخارجي، ولفت إلى أن عدم التنسيق يضر بالبلاد. إلى ذلك، دافع رحمة الله بقوة عن خطوة الوزارة بعقد امتحان القدرات واتخاذه معياراً للتنقلات الخارجية للعاملين بالوزارة وذلك على خلفية ما أثاره الامتحان الأخير من انتقادات من قبل بعض منسوبي الوزارة، ووصف اللجنة المكلفة بوضع الامتحان بالنزيهة، وقال إنها مكونة من سفراء أكفاء وأصحاب قدرات عالية إضافة إلى سرية وحياد لجنة التصحيح، وأكد أن امتحان القدرات للدبلوماسيين والإداريين العاملين بالوزارة سيتم تطويره واعتماده مقياساً للترقي ونيل الفرص للعمل بسفارات السودان الخارجية، ووصف المعايير المتبعة في الخدمة المدنية بالضعيفة، وقلل رحمة الله من التهم بعدم النزاهة الموجهة للدبلوماسيين السودانيين العاملين بالخارج، وأكد أن سجلات الوزارة خالية من أي تهم وجهت لمنسوبيها بالخارج، ووصفهم بالأمناء، لكنه لفت إلى أن هناك بعض الجهات ملحقة بالعمل الخارجي، وقال إنّ الوزارة ستعيد النظر في التعيينات الجديدة وان الدبلوماسيين الجدد سيتم إخضاعهم لدورات تدريبية في اللغات وتأهيلهم بأقصى ما يمكن. وطالب وكيل الخارجية، الحكومة بتوفير الموارد للوزارة بغرض توسيع التمثيل الدبلوماسي في بعض الدول خاصة غرب أفريقيا وتحقيق مردود دبلوماسي أكبر، وكشف عن أن بعض السفارات يوجد بها السفير فقط، وأشار إلى أن الوزارة منذ 2007م لم يعين فيها غير ثلاثين دبلوماسياً، ورغم تأكيده على أن الوزارة على علم بالأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد، غير أنه نَبّه إلى أن الخارجية تمثل خط الدفاع الأول وأن السفراء المعتمدين في الخارج يمثلون رئيس الجمهورية وليس الوزارة وحدها، ووصف رحمة الله بعض النقد الموجه للوزارة بغير الموضوعي، وقال إنه يؤثر سلباً على أداء الدبلوماسيين وعلاقات السودان الدبلوماسية مع الدول، ودعا إلى النقد الهادف الذي يساعد على تجويد العمل الدبلوماسي وليس هدمه.