قالت مصادر مطلعة إنه من المتوقع أن تقدم الولاياتالمتحدة إمدادات طبية ومساعدات غذائية لمسلحي المعارضة السورية، وذلك بالتزامن مع مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي ستحتضنه روما اليوم الخميس. وفي تغير للموقف الأميركي نحو القيام بدور أكبر في سوريا، قالت المصادر إن الولاياتالمتحدة تخطط لتزويد مسلحي المعارضة بمساعدات طبية وغذائية بشكل مباشر، وأضافت أن هذه المساعدات لن تكون في الوقت الراهن ذات طبيعة عسكرية، ولن تشمل أيضا أي تدريب عسكري. ونقلت رويترز عن مصادر -رفضت الكشف عن هويتها- تأكيدها بأن مؤتمر روما سيشهد إعلان واشنطن زيادة المساعدات الموجهة للمعارضة السورية. وسيحصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة على قدر من الأموال أكبر بكثير مما سيحصل عليه مسلحو المعارضة، وذلك بعد أن قدمت الولاياتالمتحدة حتى الآن مساعدات تزيد قيمتها عن خمسين مليون دولار تشمل معدات غير قتالية إلى المعارضة المدنية السورية، وحوالي 365 مليون دولار لمنظمات غير حكومية من أجل التكفل باللاجئين السوريين في الدول المجاورة. ووفقا لنفس المصدر ما زالت واشنطن تعارض تقديم معدات قتالية، ولن تقدم مواد -تحدثت واشنطن بوست عنها في وقت سابق- مثل سترات واقية من الرصاص أو ناقلات جند مدرعة أو تدريبا عسكريا في الوقت الحالي. وامتنعت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ترافق وزير الخارجية جون كيري في زيارته إلى روما عن التعقيب على هذه المعلومات، ومن المرجح أن يعلن كيرى الخطوات الجديدة في أعقاب محادثات مع المعارضة السورية في اجتماع أصدقاء سوريا اليوم الخميس. وقال كيري أمس الأربعاء إن اجتماع روما سيعمل على استكشاف سبل تسريع وتيرة التحول السياسي في سوريا، مشيرا إلى أهمية العمل على وصول المساعدات إلى المناطق التي حررت من النظام السوري، حسب تعبيره وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي في باريس أن واشنطن ستحاول حمل الرئيس الروسي على تغيير حساباته بشأن سوريا. مطالب المعارضة من جانبه أكد رياض سيف نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أن الائتلاف سيطلب "دعما عسكريا نوعيا" أثناء مؤتمر روما. ونقلت رويترز عن سيف قوله "نطلب من أصدقائنا تقديم كل عون يمكننا من تحقيق مكاسب على الأرض ويسهل عملية الحل السياسي من مركز القوة وليس من مركز الضعف". وأوضح أن المعارضة تتوقع أن يكون الدعم "سياسيا وإغاثيا ونوعيا وتسليحيا"، وامتنع عن الخوض في التفاصيل، لكنه قال إن "اجتماعات خاصة" ستعقد لمناقشة مسألة الدعم العسكري. وردا على سؤال عن إمكانية إرغام الرئيس بشار الأسد على قبول حل سياسي، قال سيف إن الميزان العسكري يميل في غير صالح الرئيس السوري، وأضاف "ليس جميع السوريين الذين تحت سلطة بشار الأسد موالين له والذين تحت سلطته يجب أن ينأوا بنفسهم عنه ويتركوه لقدره". وكان عضو اللجنة القانونية في ائتلاف قوى المعارضة والثورة السورية هشام مروة قال للجزيرة إن الائتلاف ينتظر اتخاذ قرار بالسماح بتزويد الثوار بالسلاح في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري. وقد رحب البيت الأبيض في بيان له بقرار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المشاركة في اجتماع روما. وقال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إن الاجتماع يعد سبيلا ليبحث الائتلاف مواقفه من الوضع في سوريا مع المجتمع الدولي، ولبحث سبل تسريع المساعدة للمعارضة والدعم للشعب السوري. يأتي ذلك بعد إعلان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده تستعد لتقديم زيادة كبيرة في حجم الدعم الذي تقدمه للمعارضة السورية. ولم يوضح بايدن أو هيغ طبيعة المساعدة أو الدعم اللذين تحدثا عنهما. وكان الائتلاف الوطني قد عدل عن قرار بعدم المشاركة في اجتماع روما بعد تلقيه وعودا بالحصول على دعم نوعي في هذا اللقاء، غير أن المجلس الوطني السوري -أكبر تشكيلات الائتلاف- ما زال مصرا على المقاطعة. وفي المنتدى الخامس لتحالف الحضارات في العاصمة النمساوية فيينا أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن الأسف "لتقاعس المجموعة الدولية حتى الآن عن اتخاذ الموقف الذي ننتظره"، وكرر قوله إن أيام النظام السوري باتت معدودة. وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في خطابه إلى الوضع في سوريا، معربا عن "قلقه البالغ من خطر أعمال العنف الطائفية وعمليات الانتقام الجماعية إذا ما استمر تدهور الوضع". أوضاع اللاجئين من جانب آخر قالت المسؤولة عن العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري آموس في ختام مشاورات حول سوريا في مجلس الأمن، إن الوضع الإنساني في سوريا يتفاقم بوتيرة تجعل الأممالمتحدة ومنظمات مساعدة أخرى تجد صعوبة في مواجهته. وذكرت منظمة أوكسفام الخيرية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها أن عدد اللاجئين قد يتخطى المليون في الأسابيع القادمة، وأشارت إلى أن نحو 5000 لاجئ يغادرون سوريا يوميا باتجاه الدول المجاورة بارتفاع وصل إلى 36% مقارنة بديسمبر/كانون الأول الماضي. وأمام هذه الأعداد لم تتلق الأممالمتحدة سوى 20% من الأموال التي تعهدت بها الدول المانحة باجتماع الكويت في يناير/كانون الثاني التي وصلت إلى 1.5 مليار دولار. وأكدت آريكا فيلير، مساعدة المفوض السامي المعنية بالحماية في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن الضغوط على البلدان المضيفة قد فاقت قدراتها والموارد المتاحة لديها، وشددت على وجوب أن يتم تقاسم الأعباء على وجه عاجل. في المقابل تحدث السفير السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري عن حاجة بلاده إلى مساعدة حقيقية ومحايدة، وانتقد تصريحات آموس وقال إنها لا تتصل بالواقع القائم على الأرض. واتهم الجعفري كلا من السعودية والكويت والإمارات بالتراجع عن تعهداتها المالية المعلنة في مؤتمر الكويت.