حذَّرت الحكومة من مغبة فشل الجهود التي تقودها الآلية الإفريقية وأطراف ذات صلة، للخروج من الوضع الراهن في العلاقة مع دولة الجنوب باستمرار الهجمة الإعلامية لمندوبة واشنطنبالأممالمتحدة سوزان رايس، ناحية عدد من القضايا وتكرار اتهاماتها التي وصفتها بالمنحازة لجوبا، ولفتت إلى أن المسؤول عن عدم تنفيذ المبادرة الثلاثية لإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق التي يسيطر عليها التمرد هي الحركات المسلحة. وفيما جددت مندوبة واشنطن السفيرة سوزان رايس أمس، اتهاماتها للحكومة بخرق اتفاق السلام الشامل الذي وقعته الخرطوم مع حكومة جنوب السودان، صوَّبت وزارة الخارجية انتقادات لاذعة لتصريحات رايس واعتبرتها مزيداً من ممارسة الانحياز الواضح للجنوب. وكشفت مصادر مطلعة في جوبا عن ثلاثة أجندة يحملها نائب رئيس دولة الجنوب د. رياك مشار للتباحث حولها مع المسؤولين بالخرطوم إبان زيارته الأحد المقبل. وقالت المندوبة الأمريكية في آخر ظهور إعلامي لها بمقر الأممالمتحدة قبل تسلم مهام منصبها الجديد كمستشارة للأمن القومي الأمريكي، قالت إن الحكومة السودانية تواصل نقض اتفاقية «27 سبتمبر» الموقعة مع جنوب السودان، وذلك من خلال وقف صادرات جوبا من النفط عبر أراضيها. وأشارت رايس في تصريحاتها للصحافيين إلى استمرار عمليات القتل والنهب في إقليم دارفور، وقيام السلطات السودانية بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأكدت سوزان رايس أنها ستستمر في العمل على ملفات السودان بعد بدء توليها رسمياً مهام منصب مستشارة الأمن القومي الأمريكي.ولفتت إلى أن السودان يأتي على رأس أولويات أجندة الرئيس باراك أوباما على حد قولها في المقابل، صوَّبت الخارجية السودانية انتقادات عنيفة للإدارة الأمريكية ورأت أن الوقت غير مناسب لمثل هذه التصريحات، وحذَّرت من عواقب إفشال الجهود الرامية للخروج بالعلاقة مع جوبا من الوضع الراهن، وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير أبو بكر الصديق إن رايس تعلم تماماً المسؤول عن عدم تنفيذ المبادرة الثلاثية بالمناطق المحددة التي يسيطر عليها التمرد، وتمسك بشهادة نائبة الأمين العام للشؤون الإنسانية فاليري آموس بأن من يعيق إيصال المساعدات الإنسانية هي الحركات المسلحة، وذكر للصحافيين ما سمته رايس بنقض الخرطوم لاتفاق التعاون يجسد تحاملها غير المبرر وإصرارها على التحامل على السودان. وأضاف قائلاً: «لم نسمع لها تصريحات عندما لم تلتزم جوبا بالاتفاقيات الأمنية وتنفيذ المصفوفة ودعم التمرد والحركات»، ونبه إلى أن الخرطوم كانت تتوقع وفق المعطيات الأخيرة، الموافقة على مقترحات أمبيكي وزيارة مشار للخرطوم، أن تعبر الإدارة الأمريكية عن ترحيبها وتشجيعها لهذه الجهود بدلاً عن هذه الاتهامات المنحازة وغير الصحيحة التي تمثل رسالة سالبة ولا تشجع على نجاح هذه الجهود، واعتبر أن الوقت غير مناسب لمثل هذه التصريحات، مؤكداً أن الخرطوم تترقب إفادة من الآلية الإفريقية بشأن مقترحات أمبيكي بعد إبلاغها رسمياً موافقة جوبا على تلك المقترحات. وفي سياق غير بعيد، كشف مصدر مطلع في جوبا عن ثلاثة أجندة يحملها د. رياك مشار في زيارته للخرطوم الأحد المقبل، وقال إن الرئيس سلفا كير وجه نائبه بنقل ثلاث نقاط رئيسة للخرطوم تشمل التأكيد على التمسك باتفاق التعاون وتنفيذه بواسطة المقترحات الجديدة للآلية الإفريقية، بجانب التأكيد على عدم نية جوبا تغيير النظام في الخرطوم بدعم وإيواء الحركات المتمردة، إضافة إلى مناقشة عدم قفل أنبوب النفط خلال «60» يوماً. وأفصح المصدر عن منح سلفا كير لنائبه تفويضاً كاملاً بالانخراط في مناقشة واسعة حول النقاط التي تثيرها الخرطوم بشأن دعم الحركات المسلحة. صحيفة الإنتباهة