منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هالة عبد الحليم : تحكي ملابسات قصة العربة " البرادو " من السفارة الهولندية
نشر في النيلين يوم 13 - 09 - 2013

تقول السيرة الذاتية لهالة عبد الحليم التي تقود حركة القوى الجديدة (حق) إنها انضمت للجبهة الديمقراطية - الواجهة الطالبية للحزب الشيوعي- منذ العام 1987م أثناء دراستها في كلية الحقوق جامعة القاهرة فرع الخرطوم، ثم انتمت للحزب الشيوعي عام 1990م، وظلت فيه حتى خرجت عنه عام 2002م بعد انشقاق "الخاتم عدلان" الشهير وتكوينه ما يُسمى بحركة القوى الحديثة المعروفة باسم (حق)، وربما أن دروب العمل السياسي منذ أن كانت صبية تتلمس خطاها الأولى هو ما جعل بعض المراقبين يلصقون بها صفة الشراسة أو الحدة تجاه عدد كبير من القضايا السياسية، ولم يكن نقدها العنيف للمعارضة التي ينتمي لها تنظيم "هالة" بعيداً عن سياق هذه الشخصية، التي تميز من تم انتخابها كأول رئيسة لحزب سياسي بالبلاد.
لفتت "هالة عبد الحليم" الأنظار إليها بشدة خلال الفترة السابقة من خلال حدثين مهمين؛ الأول هو هجومها على المعارضة من خلال منبر عام رمت فيه المعارضة بتهمة الفشل في إحداث التغيير، وثاني تلك الأحداث كان نشر عدد من الصحف تلقيها منحة عبارة عن سيارة (برادو) من السفارة الهولندية بالخرطوم. ورغم أن (المجهر) وضعت أمام "هالة" حزمة تساؤلات ملحة حول تلك القضايا، إلا أنها أجابت على كل تلك التساؤلات بشفافية عالية، وكشفت الكثير مما كان غير مفهوم.. فإلى مضابط الحوار.
{ نبدأ من حيث انتهى تصريحك الأخير الذي صوبت من خلاله هجوماً ضارياً على المعارضة...هل ثمة إشارات محددة قادتك إلى هذا الهجوم..؟
- نحن في (حق)، لم تكن المرة الأولى التي ننتقد فيها المعارضة في منبر عام، وانتقدناها في دار حزب الأمة وفي المؤتمر الشعبي، ودائما نحن نوجه النقد لها.. وعندما أقول المعارضة لا أعني أشخاصاً آخرين بل أعني أنفسنا..لأننا لا نستثني أنفسنا من النقد، ولا نسنتثني أنفسنا من هذا الفشل.. ونحن بحاجة إلى أن نصارح جماهيرنا..قوى الإجماع ليسوا هؤلاء ال(15) شخصاً الموجودين داخل قاعة مغلقة.. ولكن قوى الإجماع هي الجماهير العريضة وشرائح واسعة جداً من الناس الذين يؤملون فيها ويتطلعون إلى الحلول.. وإذا لم يحدث التحام حقيقي بهذه الجماهير وحدثت مصارحة ومكاشفة حتى يحترمونا.. يعني ما ممكن نتكلم مع جماهير لا تحترم قادتها، ولهذا فإنك تكشف لهذه الجماهير حالتك الحقيقية وتصفها لهم حتى تصل إلى الحلول معهم.
{ برأيك ما هي المشاكل التي تواجه قوى الإجماع ؟
- أعتقد أن قوى الإجماع تعاني من مشكلة.. وأي مشكلة إذا لم يتم الاعتراف بها فلن يتم حلها.
{ هل نقدك كان مصوباً لقوى الإجماع الوطني تحديداً، أم للمعارضة بشكلها الواسع ؟
- أنا خصصت المعارضة المدنية الموجودة في الداخل الممثلة في قوى الإجماع السلمية، أعتقد أن النقد ليس جديداً.. نحن نؤمن أن أي جسم لا يمارس النقد هو جسم ميت.. نعتقد أن التحامنا الحقيقي هو أن تعرف الجماهير كل شيء، وعندما أقول هذا الحديث لا أحدث الجماهير بأشياء غائبة عنها لأن ما تعلمه أكثر منا عن فشل هذه المعارضة، وأظنها خطوات مصالحة مع جماهيرنا وشفافية وإعادة بناء الثقة بيننا بحديثنا عن هذه المشكلة مع جماهيرنا وليس مع الذين يمثلون أحزابهم في قوى الإجماع.
{ ولكن المعارضة خلال الفترة الأخيرة تحركت فعلياً تجاه مصادمة الحكومة ومن ضمنها برنامج المائة يوم...هل تعتقدين أن ثمة تحركات كان ينبغي على المعارضة أن تكون فيها أكثر فعالية.؟
- المعارضة عليها أولاً أن تتوحد، وهذه المعارضة غير موحدة الهدف، وغير موحدة الرؤية، وغير متفقة على أساليب عملها.. ونقدي الذي أوجهه لنا كلنا في المعارضة، أنه ينبغي علينا أن نتوحد قبل أن نخطو أي خطوة ونعمل أي عمل، ومن يقول إن هذه المعارضة موحدة في هدف واحد هو في الحقيقة شخص يقفز على الحقائق ويقفز على الواقع.
{ إذن ما هو رأيك في برنامج المائة يوم ؟
- أعتقد أن كل هذه برامج طرحت لتفعيل العمل المعارض وكسر الجمود حول الهوة الكبيرة بين الجماهير وأحزابها..أفتكر أن الناس عملوا في المائة يوم، ولكن مرود أي عمل في غياب الوحدة وغياب الرؤية المشتركة لهدف واحد يظل ضعيفاً ويحمل كل الأوصاف التي وصفتها بها ما لم تتحقق الوحدة حول هذا العمل سيكون ضعيفاً.
{ هل تعتقدين أن المعارضة تستطيع إسقاط الحكومة القائمة؟
- نعم تستطيع، وإن واجهت هذا النقد، لأنني أعتقد أن هذه المعارضة تستطيع أن تسقط هذا النظام خلال فترة أقل مما يتصور أي شخص.. ولكن السلوك الذي تنتهجه وعدم إرادتها السياسية على وحدتها يؤدي إلى عدم فعاليتها، وإذا لم تكن هناك وحدة فإن الفعالية سوف تبطل..وأنا أفتكر أن هذه المعارضة إذا ملكت الإرادة السياسية وواجهت نفسها واعترفت بمشاكلها ووجهت النقد لنفسها واستعادت الثقة بينها وجماهيرها، فإنها تستطيع أن تفعل ذلك خلال وقت وجيز وأن تسقط هذا النظام خلال وقت أقل مما يتخيل أي شخص؛ ولهذا نحن وجهنا نقدنا لها.. وهو ما يطلق عليه (عجز القادرين عن التمام) وأنا أصوب سهام نقدي من هذه المنطلق...أصوبه من منطلق أن الجماهير مهيأة، وكل الظروف التي تحيط بالمعارضة مهيأة، ولكنها الجهة الوحيدة غير المهيأة.
{ هل تقصدين أن المعارضة لم تستغل ظروف الربيع العربي وما تبع ذلك من حركة جماهيرية داخل البلاد..؟
- ما قلته سبب نقدنا للمعارضة، وهذه هي الأسباب التي أدت بنا إلى أن ننتقد عملنا، لأننا أصبحنا لا نستطيع أن نملك زمام المبادرة حتى نضم الشباب العريض الذي يعمل على التغيير.. في كل الدول العربية صحيح أن الشرارة لم تنطلق من القوى السياسية، ولكن بعد ذلك أمسكت الأحزاب والقوى السياسية زمام المبادرة فيها، والقيادات الملهمة وفي مصر القريبة لعبت الأحزاب السياسية دوراً كبيراً جداً في تنظيم التظاهرات وتوفير الأدوية والعلاج للمتظاهرين وحشدهم بوسائل الإعلام، والسبب الرئيسي الذي يجعلنا ننتقد أنفسنا هو أننا لا نستطيع أن نعمل أي مساهمة في كل ما ذكرته أنت سابقاً.
{ تحدثتِ عن الأدوار الطليعية للقوى السياسية ومعروف أن تلك الأدوار دائماً ما تضطلع بها قوى اليسار..وحزبكم أحدهم ولكنها انزوت..فهل ستقدمين نقداً ذاتياً لحزبكم..؟
-نعم نحن لا نستثني نفسنا من النقد، ولا نستثني أنفسنا من هذا العجز، ونحن جزء منها واعترافنا به هو جزء من بناء الثقة بيننا وجماهيرنا، وهناك تراجع كبير حدث لليسار عموماً، ونحن لا نستثني أنفسنا من هذا العجز.. وهذه من الأسباب التي جعلت روح المبادرة تنعدم وسط الأحزاب السياسية..اليسار غير قادر على قيادة المبادرة.
{ ننتقل إلى محور آخر..كنتِ أول امرأة سودانية تترأس حزباً سياسياً هل تعتقدين أن ترؤسك الحزب الذي كان نتيجة لظروف بالغة التعقيد سواء إن كان من (الحقانيين) أو من القوى الأخرى جعل كثيراً من المفكرين يصوبون النقد تجاهك...هل تعتقدين أن ما حزتِ عليه من منصب يمثل اختراقاً للأعراف التي لا تعترف بدور المرأة، أم هو تلميع لحركة حق أو للحركة اليسارية عموماً؟
- أعتقد أننا في حركة القوى الجديدة (حق) ظل الكلام كثير حولها والتنظير حول المرأة وأهميتها ودورها، وعن الأقليات والكلام الجميل الموجود في أدبيات الأحزاب كان بحاجة إلى أن يتعرض للتجربة والبرهان.. بمعنى أنه ليس كفاية أن نقول إننا نؤمن بقدرات المرأة وبعملها وقيادتنا تستمر رجالية، وكان يجب أن يضع هذا التنظير في المحك.. و(حق) بادرت بهذه المسألة بأن تضع هذا الكلام على المحك، وتقوم بدل التنظير بفعل حقيقي.. وننتقل إلى الناحية العملية وخضنا هذه التجربة، وأعتقد أنه في سبع سنوات كنت خلالها على رأس الحركة لا أستطيع أن أحكم على دوري، ولكن الجماهير والناس المتابعين يستطيعون أن يحكموا، هل كان مجرد شيء (ديكوري) أم أن اختراقاً حقيقياً حدث وإن هناك جوانب تمتلكها المرأة ولا يمتلكها الرجل، وكل هذه الأشياء يحكم عليها الناس والأداء ولا أستطيع أن أقول إن التجربة كانت على مستوى من النجاح من يستطيع أن يحكم عليها هو الجماهير التي تابعت.
{ تنظيم (حق) لا يخرج من إطار المجموعات الصغيرة وليس لديه سند جماهيري حقيقي..هل تتفقين معي في ذلك؟
-الخارطة السياسية السودانية الجديدة سوف تستعيد فيها هذه القوى مكانتها عندنا أمل في أن نكبر، وأي حزب يولد صغير ثم يكبر، ونحن من ناحية التاريخ نشأنا أخيراً جداً، وليس هناك مقارنة بين نشأتنا ونشأة الأحزاب الأخرى.. ولا ترددوا صغيرة..صغيرة.. ومعظم النار من مستصغر الشرر، ونحن نسعى إلى أن يكبر حزبنا حتى يتحول من حزب صفوي إلى حزب جماهيري يضم كل الشرائح، وأي صاحب رسالة عندما يأتي يكون في البداية لوحده، ومن ثم يتحلق الناس حوله.. وحتى الرسل المنزهين ابتدأوا أولاً بأنفسهم وشيعة صغيرة.. ودي طبيعة الدنيا وهذه ليست سبة.
{ وأنت قلت قبل ذلك إنكم لستم حزباً أيديولوجيا...بل أنتم حزب صغير ثم (ح نشوف بعد داك ح يحصل شنو)..؟
-نحن طلعنا من إطار الأيديولوجية الضيقة ويجمعنا برنامج سياسي ولا تجمعنا أيديولوجيا ضيقة سواء كانت ماركسية أو على النطاق الآخر التي هي إسلامية، وكل الأحزاب العقائدية عندها أيديولوجي..والأيديولوجي (بتاعهم) هم ملزمون به.. ونحن في حركة (حق) ملزمون ببرنامج سياسي يتغير من سنة لأخرى ومن مؤتمر لمؤتمر ويتغير حسب حاجة البلد له والدعوة الأساسية في (حق) هو تجميع القوى الجديدة ونوحدها، وحركتنا تجمع قوى وتيارات كثيرة جداً وجديدة في داخلها، ولحظة رأينا أننا قد جمعنا قوى كثيرة بداخلنا فهذا البرنامج قد يتغير وبرنامج (حق) مرحلي بعد أن يحقق هدفه الأساسي بعد داك نشوف ح يكون شنو، أن يستمر هكذا أو أن يتبنى أيديولوجيا أو يتبنى برامج أخرى، ونحن ما يميزنا عن الأحزاب هو أننا نعمل وفق برنامج مرن، ويمكن أن يحدث أي تغيير في أي لحظة.
{ هل الممكن أن تعود (حق) إلى حظيرة الحزب الشيوعي..؟؟
- (حق) أصلاً ليست خروجاً من الحزب الشيوعي.. وما جعل الحركة تلصق بالحزب الشيوعي هو أن من كوَّن الحركة كانوا قادة في الحزب الشيوعي أمثال "الخاتم عدلان" و"الحاج وراق" و"عمر النجيب" و"محمد سليمان" كلهم كانوا قيادات في الحزب الشيوعي وانشأوا (حق).. ولكن بالمقابل كان معهم قيادات وأعضاء كثر ل(حق) أتوا من تنظيمات أخرى، وبعضهم لم يكن لديه تنظيم، ولأول مرة ينتمون لتنظيم،وكان معنا عدد كبير من الأعضاء الاتحاديين والناصريين، وكان معنا في اللجنة المركزية السابقة ناصريون، وكان معنا بعثيون...بمعنى أن فكرة حق لم تكن انشقاقاً لأن الانشقاق دائماً ينشق لخلاف تنظيمي، وتصبح المرجعية الواحدة، وعندما خرج قادة (حق) قدموا نقداً واضحاً لمرجعية الحزب الشيوعي نفسها، التي هي الماركسية..ووضعوا رأياً واضحاً ومتكاملاً في أيديولوجي الحزب؛ ولذلك عندما خرجوا وأنشأوا حق أتوا ببرنامج جديد.. وهي ليست انشقاقاً من الحزب الشيوعي. ونحن لم ننشق، ولكنننا وضعنا رأياً واضحاً في البرامج ومرجعية الحزب، ووضعنا برنامجاً سياسياً بديلاً والتزمنا به، وهو ليس لديه أي علاقة بالحزب الشيوعي.
{ ولكن قادة (حق) خرجوا عن الحزب الشيوعي وكونوا تنظيماً موازياً وهو في عرف العمل السياسي يسمى انشقاقا..؟
- أختلف معك، لأن الاختلاف لا ينصب على الأشخاص..ولكن هو أن تتمسك ببرنامج.. حصلت انشقاقات كثيرة في الحزب الشيوعي في (67 و69 و71) في مراحل متعددة بالحزب الشيوعي، والمنشقون كانوا يتمسكون بالبرنامج، والاتحاديون الآن يتمسكون ببرنامج الاتحادي ولكنهم يخرجون لإشكالات تنظيمية يعملون على علاجها ولكن مجرد خروج الأشخاص لا يعني بالضرورة أن ينشق من هذا الحزب.. وقادة الحزب الشيوعي الذين كونوا (حق) كأن رأيهم واضحاً جداً عندما خرجوا وقالوا إن هذا ليس انشقاقاً. ومثلاً البعثيون بفصائلهم الأربعة لا يخرجون عن مرجعية "ميشيل عفلق" وكلهم الأربعة يحملون رؤى جديدة لنظرية البعث، ولكن تظل مرجعيتهم واحدة هي البعث، وكل الذين انشقوا من الحزب الشيوعي كانت تجمعهم المرجعية الماركسية..ونحن برنامجنا سياسي.
{ ما بين عام 2006م وحتى الآن لم نرِ تطوراً على مستوى العمل الجماهيري ل(حق) سوى قلة من الطلاب يطلق عليهم (أولاد هالة) بالجامعات..؟؟
- دي بعض الآراء الناقدة بتقول كده.. أعتقد أن (حق) عندها جماهير كبيرة ومؤيدة لبرامجها، وافتكر إن هذه الفترة التي علا فيها صوت (حق) مارسنا خلالها النقد من الداخل وإن وجودنا بالداخل أسهم إسهاماً كبيراً طيلة السبع سنوات الماضية أن يكون صوتنا واضحاً ونستطيع أن نتوسع في عملنا مع جماهيرنا.
{ مصطلح (أولاد هالة) الذي يطلق على منتمي (حق).. كيف تردين على هذا المسمى خاصة ما يضمره من تقليل لبعض كوادركم بالجامعات..؟؟
- نعم استخدم من قبل الإسلاميين والإسلاميين المتطرفين بالجامعات لكسر عين أعضاء التنظيم ويعتبرونه إذلالاً لهم باعتبار خلفية العقلية الذكورية الموجودة في المجتمع السوداني الذي تحكمه عقلية ذكورية متكاملة إذا كانوا أعضاءً في (حق) أو في (الحزب الشيوعي) أو أي تنظيم آخر يبقى توجيه الإساءات ويفتكروا إنو لما يقولوا ليهم (أولاد هالة) دي إساءة، وأعتقد أن الشباب تعامل معها تعاملاً مسؤولاً وبالعكس أصبحت في بعض المرات بصورة أسرع دون أن يستجيبوا للاستفزاز.
{ هناك اتهام بأنك ديكتاتورية ومتسلطة و(رأسك ناشف)..؟؟
- والله أنا شخصية عامة وعادة ما تواجه الشخصيات العامة بالنقد من معارضيها، وليس علينا سوى أن نطأطئ رؤوسنا للنقد ولست من الذين يتضجرون من النقد وأتحمله بصدر رحب.. أعتقد أن أي شخص لديه مساحة حرية ليبدي رأيه أحترمه حتى وإن كنت مخالفة له في الرأي.
{ ما بين رأي الدكتور "حسن الترابي" الايجابي تجاهك.. وما بين مقولة "د. الباقر عفيفي" الذي قال إنه لو كانت ل"هالة" بيوت أشباح لعذبتنا فيها.. أين "هالة" من هذين الرأيين المتناقضين.؟؟
- المدعو "الباقر عفيفي" يتكلم من ثأر شخصي ونتيجة لرأي وضعه فيه التنظيم ولم تضعه فيه "هالة".. وهذا الرأي وضعه (المؤتمر الرابع) ل(حق)، ولكن مثلما يقول أهلنا (من فش غبينتو خرب مدينتو)، وهو خرب مدينتو وفش غبينتو، وافتكر إن رأيه مسؤول عنه شخصياً وفصل "الباقر عفيفي" وإدانته تمت من المؤتمر العام.
{ إذن أين ترين نفسك بين الرأيين..؟؟
- زي ما قلت ليك لا أستطيع أن أُقيِّم نفسي والمسألة دي أولى بها الآخرين الذين يقيِّمون أدائي، ونحن نترك كل شخص يقول كلامه ونترك للجماهير التي نعمل في وسطها أن تقيِّم ما بين هذا وذاك، وهذا متروك لمن يراقبنا.
{ إذن هل تعتقدين أنك (متسلطة)..؟؟
- لا لا أعتقد أنني متسلطة.
{ متى تم عقد آخر مؤتمر عام لحزبكم..؟
- قبل سنتين.
{ والقادم؟
- بعد ثلاث سنوات.
{ هل تعتقدين إذا جاءت مرحلة انتقالية وصناديق اقتراع.. أن (حق) قادرة على خوض انتخابات ومهيأة لاستحقاقاتها..؟
- والله بصراحة نحن أصلاً كحزب في هذه المرحلة غير طموحين في الحصول أية مناصب في أية حكومة مقبلة.. نحن كحزب عندنا برنامج واسع وعريض عانينا كثيراً من هذا العمل.. والحركة ليست لديها أية رغبة في تولي أية مناصب خلال المرحلة المقبلة.. الأولوية العمل على برنامجنا وانتشاره وبنائه، والعمل حول ما فيه من أهداف وهذه المناصب نتركها حتى يصبح الحزب قادراً على مسؤوليتها.
{ هل سترشحين نفسك لرئاسة الجمهورية..؟؟
- في الوقت الحالي لا رغبة للحركة في الترشح لأي منصب، وليس لدينا اتجاهاً نحو هذا.
- أنا أتحدث عنك إنت.. هل من الممكن أن تترشحي في يوم ما لرئاسة الجمهورية؟
- نتركه لخيال الصحافيين.. أي حزب سياسي يسعى للسلطة وهذا ما يفرق بينه وبين مؤسسات المجتمع المدني وده شيء طبيعي، ولكن لا أفتكر أن هذا هو الأوان أن نترشح لرئاسة الجمهورية..
{ ولكني أتحدث عن "هالة"..؟؟
- "هالة" بدون الحركة ليس لديها أي وزن سياسي، و"هالة" تملك وزنها السياسي من داخل حركة (حق)، وإذا كانت حركة (حق) تود الترشح لمنصب من الممكن أن ترشح "هالة" أو غير "هالة"، وأي زعيم يترشح بتكليف من حزبه.
{ ولكن في بعض الأحيان الكاريزما تلعب دوراً في الترشح..؟؟
- المؤسسية والانتخاب الحر المباشر هو الذي يؤهل أية أشخاص للوظيفة المعينة.
{ ننتقل إلى محور آخر.... ما هي قصة العربة (البرادو) من (السفارة الهولندية)..؟
- دا خبر مفبرك تمام وقاضيت فيه ثماني صحف وصحافية واحدة، وتم استدعاء عدد كبير منهم وفيهم تلاتة كانوا خارج البلد كلما يمشوا لأوامر القبض لم يجدوهم وحتى لحظة إدارة هذا الحوار لم يتم العثور عليهم... وتم القبض على بقية رؤساء تحرير تلك الصحف.
{ هل طالبتي بتعويض..؟
نعم.
{ كم؟
- أنا عندي محامين طبعاً "طه إبراهيم" و"كمال الجزولي" وهما قدرا التعويض بعشرة ملايين بالجديد لكل رئيس تحرير... يعني كل رؤساء تحرير تلك الصحف طالبتهم ب(ثمانين مليون جنيه).
{ إذن ما هي قصة هذه العربة..؟؟
- أنا مافي هدية وصلتني.. وأنا ما عندي علاقة ب(السفارة الهولندية) وما بعرف (الاصطاف) بتاعها ولا تجمعني بيهم صلة ولا حصل دخلت (السفارة الهولندية)، وسبق أن قابلت عدداً كبيراً من مسؤولي السفارات ماعدا الهولنديين ديل، وسبق أن التقيت بأفراد من (السفارة الأمريكية) أتوا إلينا في دارنا، وجونا دبلوماسيين من (السفارة البريطانية)، وقابلت خلال عملي هذا كثيراً من موظفي السفارات ما عدا هذه (الهولندية) التي لا أعلم عنها أي شيء.
{ ما هي الأضرار التي تسببت لك جراء نشر خبر تسلمك عربة (برادو)..؟
- فيه إشانة سمعة مقصودة، وفيه أضرار وفي جهة وزعت هذا الخبر لأنه وزع لثماني صحف بشكل متزامن ونشر متزامن، بحيث لا يعطيني طريقة في انو يكون غير صحيح ونشر بطريقة (الكوبي بست) حتى الأخطاء الإملائية الموجودة في الخبر موجودة في كل الصحف التي نشرت الخبر.. ومقصود بهذا الخبر الإضرار بي على المستوى السياسي والمستوى الشخصي في عملي كمحامي والاجتماعي، والغريبة انو اتصدر بأن قالوا (قيادات في المعارضة) وعندما جاء متن الخبر بداخله قالوا مُنحت "هالة محمد عبد الحليم" ولا أعرف أين اختفت أسماء بقية القيادات.. هؤلاء الرجال الذين يرأسوا الصحف (إتراجلوا) على "هالة عبد الحليم" وسكتوا عن بقية القيادات.
{ هل هناك قيادات حزبية أخرى اتهموا بتسلم سيارة (برادو)..؟؟
- هم قالوا كده.. قالوا إنو في قيادات منحت سيارة (برادو)، لكن متن الخبر قالوا "هالة" بس و(إتراجلوا عليّ من دون القيادات الأخرى).. وأعتقد أن هناك صحف محترمة لم تنشر الخبر رغم أن الخبر وصلها مثل صحيفتكم (المجهر) التي تحترم قراءها ومهنيتها لأن الخبر وزع على كل الصحف.
{ هل سبب لك ذلك أية مشاكل سياسية أو اجتماعية أو مهنية..؟
- بالتأكيد.. بالتأكيد.. أنا أعمل في العمل العام وكل رأس مالي وطنيتي وشرفي وسمعتي في العمل، وعندما أطعن في ذلك ما الذي سوف يتبقى بعد ذلك.. سبب لي أضرار بالغة.
{ ألم يصلك أي اعتذار من رؤساء التحرير؟
- لا أبداً لم يصلني أي اعتذار.
{ هل تتهمين جهات محددة بتلفيق الخبر..؟؟
- أياً كانت الجهة التي أتت منه تضررت أنا من النشر ولا يهمني الجهة التي أتت بالخبر ولا أتهم جهة معينة من غير دليل، أنا قانونية ولا أستطيع أن أتهم جهة وهو شيء يعرضني للمساءلة القانونية، لكني تعرضت لأضرار كبيرة أوردتها في عريضة المحكمة.
{ هل تمت مساءلتك من قبل الحزب وفتح تحقيق حول الواقعة..؟؟
- لا الحزب لم يفتح تحقيقاً لأنه يعلم أن الخبر مفبرك.
{ هل اتصلتِ ب(السفارة الهولندية) لاستجلاء الأمر..؟
- لا لم أتصل بهم ولم يتصلوا بي... ولكن السفيرة الهولندية عملوا معاها لقاء صحافي وأشارت فيه إلى أن أحد موظفيها سافر وباع عربيتو.. ومن هنا أطالب السفيرة الهولندية أن توضح لمن بيعت عربتهم طالما هي تحدثت للصحف.. وأنا مطمئنة لموقفي القضائي وما عندي علاقة ببيع وشراء السيارات.. وأنا أوجه لها هذه الرسالة الآن.. أن توضح لمن باعت السيارة وكان عليها أن تكمل الكلام بأن تقول: نعم هم باعوا سيارة ولكن لم يتم بيعها إلى "هالة عبد الحليم".. لم يعجبني حقيقة ردها.
{ عربتك الآن نوعها شنو..؟؟
- عربتي ماركة (توسان) واشترتها بواسطة نقابة المحامين مرهونة للبنك ودافعة فيها عشرة بالمائة فقط من قيمتها، والآن أسدد في أقساطها لمدة خمس سنوات حتى يتم فك الرهن.
{ واشتريتيها متين..؟
- اشتريتها قبل سنة تقريباً.
{ وما نوع سيارتك السابقة..؟
- سيارتي كانت من نوع (الماروتي).
{ أخيراً ما هو رأيك في زيارة "سلفاكير" الأخيرة إلى (الخرطوم) وما تبعتها من اتفاقات وتفاهمات حول النفط والقضايا العالقة..؟؟
- أنا على قناعة أن أي لقاء بتاع ساعة أو ساعتين لا يستطيع أن يذلل مشاكل متراكمة طويلة ومعقدة.. ومثل كل مرة سوف نصطدم بعد رجوع "سلفاكير" إلى (جوبا) بالحال كما كان عليه.. ولا أتفاءل لأن (دولة الجنوب) تقوم بمنهج متكامل لا أعتقد أن تغيره زيارة بروتوكولية، ولا أعتقد أنه سوف يحدث أي اتفاق ايجابي على مستوى كل الملفات المعلقة والقضايا الشائكة بين دولتي (الشمال) و(الجنوب)
{ إذن أخيراً... "هالة عبد الحليم" رئيسة الحزب والمحامية والأم والزوجة والمرأة في مجتمعها.. واليوم ليس به سوى أربع وعشرين ساعة.. كيف توفقين بين كل هذا..؟
- الحقيقة فيه مشقة بالغة بالتأكيد... والمرأة العاملة عموماً تقع عليها أعباء مضاعفة وده السبب الذي يجعلنا نتحدث عن قضايا النساء بكثرة.. وأعتقد أن النساء لديهن قضايا حقيقية والعبء الواقع علينا من المجتمع أكبر بكثير.. وما يقع عليّ يقع على كثير من النساء حتى في المهن البسيطة و(ستات الشاي) والعاملات في البيوت، وكل هذه الأعباء تنعكس على كل أم عاملة، ومن هذا المنبر أتوجه بتحية خاصة لنساء السودان، وأتمنى أن نقدم شيئاً بسيطاً ونسلط الضوء على مشاكل النساء في بلادنا وحلولها.
- هل تمارسين حياتك الاجتماعية بشكل طبيعي.... بمعنى هل تذهبين إلى مناسبات الأفراح والأتراح..؟؟
- نعم لا أتنصل عن أية أعباء اجتماعية وإلا سأكون خارج المجتمع... ووقتها لا أصلح لأن أعمل أي عمل لهذا المجتمع، ولازم أي زول يكون (منو وفيهو) وجزء كمان مؤثر وفعال، وفي بيتك الصغير والكبير إنت دائماً مطالب بالقيام بتلك الأدوار.
صحيفة المجهر السياسي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.