حث المؤتمر الوطني الحكومة علي ضرورة تحمل مسؤولياتها كاملة وان تحمي المواطن وممتلكاته ويعتقد قياديون بالحزب بوجود عناصر اجرامية مندسة وسط المحتجين وان تلك العناصر هي التي تقوم بعمليات التخريب التي تشهدها انحاء البلاد هذة الايام مستغلة المظاهرات الرافضة لزيادة الاسعار بينما تري القوي السياسية الاخري ان الاجواء المصاحبة للمظاهرات طبيعية وغير مسيسة ناتجة عن حالة استفزاز تعرض لها الشعب من قبل الحكومة. عدد من القتلي والجرحي هي ابرز مخرجات تلك التداعيات الي جانب عمليات السرقة ،النهب ،و التعدي علي الممتلكات ، باتت اصوات الرصاص تدوي هنا وهناك ، دخان كثيف يغطي سماء المدن وغيره من الصور الحية التي لازمت الاحداث في المدن والعاصمة علي مر اليومين الماضيين و المواطنون في حالة من الهلع والرعب قلوبهم في ايديهم خوفا مما تخفيه الساعات القادمة و مقبل الايام. المكونات السياسية كالاتحادي الديمقراطي الاصل وحزب البعث السوداني ومحللون سياسيون طالبوا الحكومة بضرورة مراجعة قراراتها فورا والعدول عن زيادة الاسعار حفاظا علي البلاد والعباد، لكن المؤتمر الوطني ممثلا في القيادي ربيع عبدالعاطي طالب الحكومة بالتعامل بحسم شديد مع ما اسماها بالعناصر المندسة والمجرمين الذين يستغلون الظروف في تدمير حياة المواطن بينما اتفق القيادي بالاتحادي الديمقراطي الاصل علي السيد ورئيس حزب البعث السوداني محمد علي جادين في حديثهما ل(الصحافة ) عبر الهاتف امس في ان المواطن واجه عمليات استفزاز من الحكومة دفعته للخروج بهذا الشكل وناشدا الحكومة بالتعامل مع الامور بحكمة والابتعاد عن استخدام العنف والقوة المفرطة مع المتظاهرين تفاديا للعنف المضاد وتجنبا لانزلاق البلاد في حافة الانهيار والطامة الكبرى. ربيع عبدالعاطي القيادي بالمؤتمر الوطني يري ان أي تهاون في المسألة وعدم حسمها او التهاون في امن المواطن سيؤدي في نهاية المطاف الي زعر وهلع شديدن وتعم الفوضي وبالتالي الانفلاتات الامنية الواسعة وتكون خرجت عن السيطرة. ويعتقد علي السيد ومحمد علي جادين المحللان السياسيان ان الحكومة يلزمها تهدئة الاوضاع كضرورة حتمية والا فسوف تشتعل الامور ويريان ان الحكومة لم تتعامل بحكمة في طرحها لزيادة الاسعار دون تهيئة المواطن او تراعي احوال الشعب المغلوب علي امره واكتوي بنيران الفقر كما انه اصبح لا يتحمل أية اعباء اضافية وهو يقابل زيادة بأكملها لكل الاسعار التي تلامس عصب الحياة ورأي علي السيد ان المظاهرات اهلية بحتة ولم يتم تسييسها واستطرد الحديث ثانية ليقول(اذا تم تسييسها فستأتي الطامة الكبري) وامتدح علي السيد ماقامت به الشرطة في انها تعاملت بالحكمة والقدر المطلوب لكنها في حالات استخدمت الاستفزاز وهو ما ادي وسيؤدي الي مزيد من الخراب . المحلل السياسي عبدالله ادم خاطر اكد ان المظاهرات حق مكفول للمواطن وفقا للدستور ويشير الي ان هناك اتفاقا اخلاقيا من كل قوي التغيير ملزم بانتهاج الطرق السلمية في ابداء الامتعاضات والمظاهرات ويبدي اسفه لما حدث من تخريب لكنه يري انه ناتج لعملية الاستفزاز التي قابلها من الحكومة ويحرض الحكومة بتوسيع سعة الصدر وتحملها لتلك الاحتجاجات وفتحها المجال للتنفيس عن الضائقة في الرأي العام دون عمليات كبت لتجاوز الازمة الراهنة والخروج منها بتوافق يشمل الكل. وبنفس القدر يمضي رئيس حزب البعث السوداني محمد في ان المظاهرات عبارة عن ردة فعل طبيعي لزيادة الاسعارو التي جاءت بصورة كبيرة اثرت علي حياته ومعاشة وان المؤتمر الوطني قراراته قاسية ومرة في نفس الوقت لا يحتملها المواطن باي حال من الاحوال ويؤكد ان كل الاحوال اصبحت مفتوحة للتوقعات سواء كانت في العاصمة او الاقاليم، مطالبا الحكومة بضرورة التعامل بصورة سلمية وان الكرة الان في ملعبها والا تستخف بحجم هذة المظاهرات ويقر بأن هناك تخريبا لكنه جانبي بل يؤكد انه اذا اشتدت القسوة من الحكومة تجاه المواطن فلن يتوقف العنف مهما كان الامر، ويعتقد محمد علي ان الحل يكمن في مراجعة السياسات الاقتصادية والسياسية وقبول الاخر ليس بالانفراد وحده تحل الامور وانما بفتح باب الحوار لجميع مكونات القوى السياسية