لم تكن التظاهرة التي قام بها اولئك الشباب تحمل في مفهومها أو معناها الظاهر المعنى الحقيقي للمظاهرات والذي عرف أنها موقف وهدف حقيقي يسعى من خلاله المتظاهرون الوصول إليه بل كانت جماعة لها أهداف معينة وضحت من خلال عمليات الحرق والسلب والنهب وكأن هنالك ثأر قديم بين أولئك المتظاهرون وأصحاب المحلات والشركات ومحطات الوقود التي حرقت ونهبت بالإضافة إلى بصات ولاية الخرطوم التي كانت دعماً للمواصلات وحتى أنها لم تزد تعرفة المواصلات حتى بعد رفع الدعم عن المحروقات والمواطن يتساءل ما الذي يحدث ومن هؤلاء الذين خرجوا للشارع وفعلوا كل ذلك وما هو هدفهم لأن ما فعلوه بعيد تماماً عن المظاهرات التي عرفها الناس ويعرفها العالم. كما أن المتضررين في كل نواحي ولاية الخرطوم لا يدركون حتى الآن ما هو ذنبهم؟ وماذا ستفعل الجهات المسؤولة لهم أمام ما خسروه وفقدوه. طرمبة أويل ليبيا، جوار كنار يقول عمر عوض المسؤول بمحطة الوقود أويل ليبيا.. إن الخراب والحريق كان كاملاً وشاملاً وتم حرق«6مكنات» وهي غالية جداً تكلفة الماكينة الواحدة أكثر من 125 مليون جنيه كما تم تكسير كل الأشياء القيمة بالإضافة إلى كسر المكتب والخزينة ونهب ما بها من مبلغ يقدر ب70 مليون جنيه وسرقة 2 جهاز كمبيوتر وكل محتويات المكتب من جوالين الزيت والاسبيرات وطالب. المواطن عمر الجهات المسؤولة في الدولة أن تحسم المتفلتين لأنهم اسهموا فيما حدث من خراب وذلك بالاستهتار بأمن المواطن. أما أبو عبيدة عوض الطيب وكيل المحطة قال: يجب على الدولة أن تعزز الوجود الأمني للتعامل مع هذه الأحداث ويجب أن يكون هنالك احتياطي في وجود أمن لأن هذه المرافق حيوية وخطر على العامة خصوصاً أنها في شارع رئيس وبالقرب من جامعة المستقبل وهي مليئة بالطلاب وأيضاً مستشفى القلب وشركة كنار للهواتف، وأضاف غاضباً: إن ما حدث يمثل ظاهرة سالبة مخيفة ولا تشبه الشعب السوداني، وهؤلاء الشرذمة بعيدون كل البعد عن التظاهر ومعنى المظاهرات لأن المظاهرات أسلوب حضاري فيه لافتات ومنظمة ولها معنى و على البرلمان أن يسن قوانين يحاكم بها كل من يعبث بأمن المواطن وممتلكاته . شركة «جي تي اس» تراسنبورت للنقل الأستاذ محمد عبد الرحمن مدير الشئون الإدارية حكى عن الموقف قائلاً.. تم حرق وتدمير ثلاث عربات «بوكس دبل كبينة ودفار بوكس» كما تم حرق كونتينر به مستندات واسبيرات وأوراق تخص تعامل الشركه وحجم الخسائر مليار ومئتان. وطالب الأستاذ محمد الحكومة بحسم ما حدث ولم يستبعد أن تكون مثل هذه الأحداث أمر مرتب له وأنها متوقعة في مثل هذه الحالات. خسرنا عملنا وأيضاً شركة دنيا ديزل الاستثمارية التركية تحدث إلينا بإسف الأستاذ محمد جنتصوي رئيس اتحاد رجال الأعمال الأتراك بالسودان ومدير الشركة فقال وهو يصف الأمر: هاجمت مجموعة كبير من المتظاهرين الشركة فكسروا الزجاج ودخلوا ودمروا كل شيء وللأسف لدينا أحدث ماكينات لا توجد بالسودان مثلها تم تدميرها بالكامل كما تم سرقة اسبيرات وسرقوا كل ما بالخزنة كما كسروا كل السيارات التي أمام الشركة والشيء المؤسف أنهم لم يقتنعوا بكل ذلك بل وسطوا على ما بجيوبنا من أموال وهواتف نقالة والخواتم التي بأصابعنا بالإضافة إلى ضرب المهندس الموجود بالشركة وهو سوداني وآخر من إدارة الشركة وهو تركي وناشد مدير شركة جيني دينا ديزل التركية حكومة السودان أن تعوضه عن خسارته قائلاً: نحن لا ذنب لنا وأنشأنا هذه الشركة في السودان ليستفيدوا منها ولكن خسرنا كل شيء وخسرنا عملنا بعد أن تحطمت كل أجهزة الشركة سرقت أموالنا ولا ندري ماذا نفعل. نهب وسلب طلمبة بتروناس أحمد محمد حسن موظف بالطلمبة وشاهد على ما حدث أفادنا قائلاً: أنه.. في الصباح حصلت تظاهرات وقام بعض الشباب بحرق الطلمبة ونهب بعض الممتلكات بالمخزن كما قاموا بكسر الخزنة والاستيلاء على 15 مليون جنيه كما استطاعوا كسر الصراف الآلى قرب الطلمبة. وأكد ياسر جعفر مدير الطلمبة أن المحطة دمرت بالكامل ولم تسطع الشركة السيطرة على الموقف وتم نهب الخزنة وتدمير 7 ماكينات واستولى المتظاهرون على 275 جنيه كانت بالخزنة وأضاف ياسر: إن هذه ليست مظاهرة لأنها اتجهت للنهب والسلب فقد نهبوا اسبيرات وزيوت أكثر من عشرين جالون والغلط لا يصلح بالغلط وخسائرنا لم تقدرها حتى الآن لأن الحريق كامل ودمر المحطة تماماً والآن أصبح أكثر من 20 عاملاً عاطلين بلا عمل فقد قطع عيشهم بسبب ما حدث. محطة توزيع كهرباء الأزهري تم حرق المحطة بالكامل ووجدنا تلف بالأجهزة الكونتينر المليئة بالأسلاك والكيبلات وحديد ومواد توصيل كهربائية تقدر بأموال طائلة ورفض المسؤول التصريح بأي حديث للصحيفة واكتفى بالقول إنهم فقدوا مبلغاً كبيراً من المال وقد تم حرق ودمار كامل لمحطة توزيع الكهرباء بالأزهري. جولة/ لبنى أبو القاسم - عصام بشير: صحيفة الوطن