«موقفنا من وقف اجراءات محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير قائم على الحق والعدل وليس الدفاع عن مصالح اقتصادية كما يرى آخرون». بهذه العبارات الصريحة والقوية ختم مبعوث السلام الصيني للسودان ليو دي جين مباحثاته ومشاوراته الواسعة مع المسؤولين في الحكومة بلقاء طويل مع الرئيس عمر البشير ................................................................................................ وبكين التي تحتفل الخرطوم باليوبيل الذهبي لعلاقات الصداقة والتعاون معها تقود حالياً تحركات مكثفة عبر مبعوثها للسلام في السودان لتكوين اجماع اقليمي ودولي رافض لمذكرة توقيف الرئيس البشير التي تعتزم محكمة الجنايات الدولية اصدارها وفقاً لادعاءات واتهامات أوكامبو. والتحركات الصينية عبر مبعوثها التي شملت حتى الآن روسيا، فرنسا، بريطانيا، وبعض البلدان والاطراف الاخرى ذات الصلة وانتهت بالاتحاد الافريقي الذي يجري حالياً ليو دي جين مشاورات مع مسؤوليه تقوم على دفع المؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة باتجاه العمل على وقف اجراءات محكمة الجنايات الدولية، حيث ترى بكين وتساندها روسيا ومنظمات اقليمية على رأسها الاتحاد الافريقي، الجامعة العربية، منظمة المؤتمر الاسلامي، دول عدم الانحياز والمجموعة الكاريبية الباسيفيكية الافريقية ترى ان الاتهامات المثارة بواسطة المحكمة الجنائية لا تساعد على التوصل الى سلام وحل سياسي لمشكلة دارفور، بجانب إرسالها لإشارات سالبةالى الحركات المسلحة بمواصلة اطلاق النار وعدم الجلوس على مائدة التفاوض. كما ان الصين أعلنت دعمها للمبادرة القطرية ومبادرة أهل السودان وجهود الوساطة المشتركة التي يقوم بها جبريل باسولي، وترى بكين ان الوقت يجب ان يكرس لتحقيق السلام والعمل سوياً لخلق جو مستقر وآمن للنازحين في معسكرات دارفور بدلاً عن فرض العقوبات وإعمال المعايير المزدوجة. وطبقاً لبكين فإن مشكلة دارفور تكمن في تفشي الفقر وانعدام التنمية التي إذا ما تحققت فسيكون لدارفور خاصة والسودان عامة شأن آخر نظراً لما يتميز به السودان من موارد طبيعية هائلة تحتاج فقط للاستقرار والا ستثمار الذي تسهم فيه الصين حالياً اضافة الى ان العقوبات ستكون نتائجها كارثية ووخيمة تطال المنطقة الاقليمية كلها بل علاقات الدول فيما بينها. والخرطوم بحسب تصريحات المسؤولين الذين التقاهم مبعوث الصين مطمئنة تماماً للتحركات والدور الذي تلعبه بكين حالياً تسابق به الزمن لوقف اجراءات الجنائية بالتعاون مع روسيا والاتحاد الافريقي والجامعة العربية وترى انها تقف الى جانب الحق والعدل وتنقل وجهة النظر والمواقف السودانية للاعبين الأساسيين في المؤسسة الدولية، اضافة الى ان بكين شريك وشاهد اساسي على جهود التنمية التي تقوم بها الحكومة حالياً في دارفور. السفير خضر هارون مدير ادارة العلاقات الثنائية بوزارة الخارجية اعتبر التحرك الصيني القائم على مناصرة الحق والعدل تحركاً إيجابياً خاصة وان هنالك مواقف شبيهة مساندة للسودان عربياً وافريقياً واسلامياً وانه بوسع الصين كدولة دائمة العضوية في مجلس الامن اقناع الدول الاخرى ذات النفوذ في المؤسسة الدولية ودفعها باتجاه الحق والعدل حتى لا تتكرر الواقعة مرة اخرى مع دول نامية استصغاراً لها وبالتالي تداس قيم العدالة الدولية والانسانية ومن ثم تفقد الصين والدول العظمى الاخرى دائمة العضوية ثقة الدول النامية التابعة لها في المؤسسة الدولية باعتبار ان احكام معالجة قضاياها تقوم على المحاباة وجعل القانون مطية في ايدي دول بعينها. الموقف الصيني الرافض للعقوبات والمسنود من قبل الاسرة الدولية والمنظمات الاقليمية، يرى مراقبون ان آثاره السالبة ستمتد للاتفاقيات الاخرى الموقعة للسلام في السودان وان بكين تسعى حالياً عبر مبعوث السلام لخلق إجماع دولي يلفت النظر لخطورة تحركات مدعي محكمة الجنايات الدولية، خاصة وان الصين تعتبر نفسها من الدول النامية. وعليه فإن قدر للصين ومن يقف خلفها من دول وتنظيمات مناصرة للحق النجاح في مساعيها فإنه بالتأكيد تكون قد حققت موقفاً صلباً في مساندة العدالة يحسب لها ويزيد من ثقة واحترام دول العالم الثالث والدول النامية بها لاعتبارها الدول الوحيدة التي تقف ضد الظلم المفضوح القائم على تحركات معادية تحت ستار القانون الدولي وعدم الافلات من العقاب، اما إن أخفقت ولا نتمنى لها ذلك فتكون ايضاً قد سجلت سابقة في مناصرة الدول المستضعفة داخل المؤسسة الدولية يكسبها التقدير والفاعلية من قبل تلك المجموعات داخل اروقة المؤسسات الأممية وقد تشجع دولاً كبرى اخرى لمناصرة الحق ان قدر للمستضعفين تكرار سيناريو السودان.