السودانيين يصرفون على زواجهم 100 ألف جنيه ثم يأخذون عروساتهم إلى بيت به مرحاض بلدي قميئ غير صحي برغم ان تكلفة عمل سايفون تساوي 10% من قيمة زواجهم .. يفضلون (بوبار) ساعتين في صالة على عشرات السنين من المعاناة في الإستحمام وغسيل الأطباق وغرف "البواليع أكرمكم الله" .. ويشترك في ذلك النمط من التفكير الزوج والزوجة وأسرة الزوج والزوجة..! "المحاكاة" و"التقليد" هما الدافع الاساسي لسياسة الفشخرة والشوفونية (باب المباهاه) او شوفوني .. أغلب الشعب السوداني يهتم بالشكليات وردود أفعال الاقارب والجيران ومهتمُ جداً بخلق الاحداث "سريعة الذوبان" ولا يكترث لتقييم الموقف وآثاره المستقبلية ..بداية من كيفية إختيار نوع المدرسة التي درس فيها إبن فلان مروراً بشراء آي باد أو جلكسي آخر موديل لأنو و لأنو ... ناهيك عن تفاصيل العرس من قولت خير وفتح الخشم وحتي الطلاق .. وقريبا ستشهد البلد نوعا مميزاً من "فشخرة" الطلاق وحجوزات الصالات للبكيات وتأجير المعزيين والنواحات وتأجير الناس البشيلو الفاتحة .. الأدهي والأمر حتي "سلوكنا الثوري" لقلع هذا الكابوس إرتهن علي هذة العقلية..! من النظريات الفاشلة ولكنها راسخة كالطود العظيم في ثقافة مجتمعنا .. إن تقليل تكاليف الزواج يعني إنو "البت رخيسة" وما عندها قيمة .. أما البنت الغالية ((فتُشترى)) بالمهر الكبير والصالة الفخيمة والصحن الذي يمتلأ بما لذ وطاب يلتهمه حضورٌ نراهم لأول مرة وربما آخر مرة ..! ويظنون أنه لو دفع فيها كثيراً فإنه سيفكر ألف مرة في المبلغ الذي دفعه لشرائها ويتحسر على عدد الصحون وأجر الفنان والشيلة والأستوديو قبل أن يتخلص منها .. وينسون ان الزواج لو وصل إلى هكذا معادلات فالفراق أولى به..! وهكذا يجعل (الرجل) المرأة سلعةً تباع و تشترى، والأغرب أن (المرأة) توافق على أن تكون تلك السلعة .. و جميعهم يتجاهلون تماماً الأهم وهو "ما يحويه القلب" من مشاعر ونبل وهي الأثمن على الإطلاق، ويهملون الدين والخلق وهو الضمانة الحقيقية لنجاح الزواج. والذين يهتمون بالصالات الفسيحة "ستضيق" قلوبهم في أول إختبار يعصف بالزواج..! والتي تعتقد أن حملها لمدة خمسة دقائق كملكة على ظهور من صوروهم كالعبيد -في مشهدٍ قبيحٍ أساء لنا جميعاً - سيجعلها ملكةً على قلبه طوال حياته .. تخطئ الطريق..! ولمعان الذهب ليس بأثمن من لمعان النبل في العيون ..! أنا لن أبيع أختى أو بنتي بملئ الأرض ذهباً فهن لا يقدرن بثمن..!