ألقت الأحداث التي شهدتها مدينة ملكال أمس الأول بين الجيش الشعبي وقوات اللواء قبريال تانج بظلال سالبة على الأوضاع الأمنية بأعالي النيل إثر استغلال مجموعات مسلحة للتوتر في الهجوم على مناطق البترول بملوط وعدارييل والاعتداء على مناطق الشلك فيما تجاوز عدد القتلى (20) شخصاً. وأوضح اللواء قلواك دينق والي أعالي النيل ل(smc) أنه وصل إلى مدينة ملكال قادماً إليها من الخرطوم اليوم لتفقد الأوضاع في الولاية بعد المواجهات التي وقعت أمس، وأكدت مصادر بالمدينة أن أصوات إطلاق النار استمرت بصورة متقطعة حتى اليوم الأربعاء. على ذات الصعيد أوضح أنانق أقاو نائب رئيس المؤتمر الوطني بأعالي النيل ل(smc) أنه تم إجلاء اللواء تانج إلى الخرطوم بواسطة الأممالمتحدة بعد أن قام بزيارة ملكال لأسباب أسرية مبيناً أن قوات الجيش الشعبي طلبت من تانج تسليم نفسه على خلفية الأحداث التي وقعت بالولاية في العام 2006م وهو ما أدى إلى وقوع مواجهات مع أفراد قواته. وأوضحت مصادر مطلعة أن اللواء قبريال تانج أستأذن القوات المسلحة وقام بإبلاغ آلية وقف إطلاق النار الموجودة بملكال لزيارة أهله بملكال وفنجاك بعد غيبة طويلة برفقة (2) من حرسه كمواطن يرتدي الزي المدني، وأنه بمجرد وصوله إلى ملكال يوم الاثنين الماضي استنكرت الحركة الشعبية والجيش الشعبي حضوره إلى ملكال وقررت لجنة الأمن برئاسة طون أموم وزير الإعلام بولاية أعالي النيل مغادرة تانج فوراً بنفس الطائرة التي وصل عليها إلى المدينة. وقالت المصادر إن تانج رفض المغادرة بذات الطائرة لتتدخل بعثة (اليونيمس) التي وعدت بتوفير طائرة تقله إلى الخرطوم يوم أمس الثلاثاء وطالبت ببقائه معها لحمايته، إلا أنه رفض العرض باعتباره عضواً بالجيش السوداني وأبدى رغبته في الذهاب إلى القطاع الشمالي للقوات المشتركة ليقضي ليلته هناك. وأشارت المصادر أنا قوات من الجيش الشعبي وصلت من مناطق الدليب ومعسكرات الجيش الشعبي حول ملكال يوم الثلاثاء بتعليمات من قيادتها للقبض على اللواء قبريال تانج، مما أدى لحدوث اشتباكات بين هذه القوات والقوات المشتركة القطاع الشمالي فيما قامت قوات الحركة الموجودة داخل ملكال بمساندة تلك القوات التي هاجمت المدينة، مما أدى إلى وقوع خسائر وسط المواطنين تجاوزت ال(20) قتيلاً من بينهم عشرة من التجار الشماليين. ولم يهدأ الموقف إلا بوصول وفد عالي المستوى من الخرطوم برئاسة د. رياك مشار ومولانا أحمد هارون وعدد من قيادات القوات المسلحة (آلية وقف إطلاق النار). وبحسب المصادر فإن الموقف لا زال متأزماً وسط استمرار للخسائر، فقد قامت عناصر قبلية باستغلال الموقف لتصفية حساباتها مع الشلك في امتداد للمواجهات السابقة ببر الشلك. وقد ألقت الأحداث بظلالها على مناطق البترول حيث شنت قوة عسكرية أمس هجوماً على شرطة البترول بمنطقة ملوط مما أدي لمقتل فرد واحد وجرح (2) آخرين، وتعرضت القوة الموجودة بمنطقة عدارييل لهجوم تم خلاله الاستيلاء على أجهزة ثريا، كما شهدت جلهاك اشتباك بين قوات حفظ السلام والجيش الشعبي فيما تشير التوقعات لإمكانية استمرار التوتر، وانتقدت المصادر عدم السماح للقيادات الجنوبية بزيارة الجنوب فيما تقوم القيادات المتواجدة بالجنوب بزيارة الشمال. وكان اللواء قبريال تانج قد عاد إلى الخرطوم من ملكال في العام 2006م بعد الأحداث التي شهدتها المدينة وأصدرت حكومة الجنوب قراراً بالقبض عليه بعد فشل لجنة التحقيق التي كونها الفريق سلفاكير في الوصول إلى نتائج.