لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب مانشستر سيتي بركلات الترجيح    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    وزير الخارجية السوداني الجديد حسين عوض.. السفير الذي لم تقبله لندن!    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    سيكافا بطولة المستضعفين؟؟؟    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    شاهد بالفيديو.. بعد فترة من الغياب.. الراقصة آية أفرو تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بوصلة رقص مثيرة على أنغام (بت قطعة من سكر)    مصر.. فرض شروط جديدة على الفنادق السياحية    الحركة الإسلامية السودانية ترد على كندا    شاهد بالصورة والفيديو.. ببنطلون ممزق وفاضح أظهر مفاتنها.. حسناء سودانية تستعرض جمالها وتقدم فواصل من الرقص المثير على أنغام أغنية الفنانة إيمان الشريف    ماذا كشفت صور حطام صواريخ في الهجوم الإيراني على إسرائيل؟    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    مقتل 33899 فلسطينيا في الهجوم الإسرائيلي منذ أكتوبر    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    محمد بن زايد وولي عهد السعودية يبحثان هاتفياً التطورات في المنطقة    ترتيبات لعقد مؤتمر تأهيل وإعادة إعمار الصناعات السودانية    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة تنضم لقوات الدعم السريع وتتوسط الجنود بالمناقل وتوجه رسالة لقائدها "قجة" والجمهور يسخر: (شكلها البورة قامت بيك)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. الفنانة عشة الجبل تظهر في مقطع وهي تغني داخل غرفتها: (ما بتجي مني شينة)    رباعية نارية .. باريس سان جيرمان يقصي برشلونة    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    حمدوك يشكر الرئيس الفرنسي على دعمه المتواصل لتطلعات الشعب السوداني    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    رسالة من إسرائيل لدول المنطقة.. مضمونها "خطر الحرب"    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    قصة مانيس وحمدوك وما ادراك ما مانيس وتاريخ مانيس    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتعافي: قلت "لها أنا متزوج"، فقالت لي "هذا ليس مشكلة لأن اي رجل يموت وفي باله عرسة، وأي امرأة تموت وفي بالها طلقة"
نشر في النيلين يوم 17 - 03 - 2014

هذا (...) ما جعل الترابي يقول إن الزنا أقل خطرًا من الإلحاد
أذبح الخروف في عشر دقائق، وهذه حكاية دجاج المتعافي
علي دينار وراء زواجي من هند مامون بحيري
حتى عام (2000) لم أكن أملك حساباً مصرفياً بالخرطوم
فكرت في الزواج الثاني لكني وجدت المسألة صعبة نفسياً
إحدى المريضات قالت لي: (الدكاترة الببيعو اللحم ديل ذاتو ما نافعين)
الترابي يرى أن (الشيوعي) أشد خطرًا على الطالبات من (الإخواني)
في هذه السلسلة من الحوارات نحاول أن نسلط الضوء على بعض الجوانب الخفية في حياة بعض الذين ارتبطوا لدى الذاكرة الجمعية للشعب السوداني بالاشراقات وربما الاخفاقات.
ونسعى من خلال ذلك إلى تتبع سيرة من أسهموا – سلباً أو إيجاباً - في حركة المجتمع والسياسة، وبالطبع نهدف إلى تقليب أوراق حياتهم المرتبطة بالجانب العام، دون أن نتطفل على مخصوصاتهم، حال لم تكن ذات علاقة بالشأن العام.
ضربة الداية في (أبجديات الحياة) مع الدكتور إسماعيل المتعافي الرجل المثير للجدل.. وتالياً نص المقابلة في جزئها الأول.
"""""""""""""""""""
(ا)
اخترت السكن في مجمع سكني من طراز رفيع (فلل النفيدي بالمنشية) إلا يبدو ذلك ترفاً؟
أذكر إنه إبان ولايتي على الخرطوم قمت بافتتاح فلل النفيدي بعد أن تمت دعوتي من القائمين عليها، وما إن دخلتها حتى انتزعت إعجابي، وسريعاً أخبرت زوجتي بها، وعندما رأتها قالت لي هذا المنزل الذي أريده، لأنك لن تجد الوقت لمتابعة بناء منزل من البداية وحتى بالنهاية، ومن الأفضل أن نشتري هذا البيت الجاهز. فقلت لها لكن البيت في هذا المجمع غالٍ، فقالت لي: اتصرف.
وفعلاً قابلت أسرة النفيدي واستفسرت عن سعر المنزل هناك فأعلموني بذلك، فقلت لهم أنا لدي الرغبة ولكن ليس لدي الكاش، فأبلغوني أن الشروط تتيح للمشتري أن يدفع ثمن قطعة الأرض، على أن يتم تقسيط الباقي. فقمت ببيع قطعة أرض خاصتي في قاردن سيتي، كنت قد اشتريتها سنة 2001م بمبلغ 110 ألف دولار، وقمت ببيعها إلى جاري بمبلغ 165 ألف دولار، واشتريت قطعة الأرض في الفلل بي 150 ألف دولار ووفرت 15 ألف دولار.
(ب)
بصراحة شديدة ألم تشعر بالحرج وأنت تستفيد من كونك والياً للخرطوم في شراء منزلك بفلل النفيدي؟
بالعكس لم يتم تقديم أي تفضيل لي، وتم بيع المنزل لي بسعر أغلى مما هو معروض للمواطنين. ثم إنني اشتريت من زول ببيع في سوق الله أكبر، وهي ليست أراضٍ زراعية، وإنما سكنية اشتراها أولاد النفيدي من بنك فيصل، وبدأ تقسيط المتأخرات من العام 2003م وانتهى الدفع في 2007م.
(ت)
تقول بصريح العبارة إنك قمت بافتتاح مشروع الفلل بوصفك والياً للخرطوم، ثم تكشف عن أنك اشتريت أحد المنازل فيه، ألا يعد هذا استغلالاً للسلطات، أو دعاية لمشروع استثماري؟
تفاصيل افتتاح المجمع السكني كانت معلومة وجاءت في إطار تشجيع مثل هذه الأفكار والمبادرات، وعندما افتتحت المجمع السكني بصفتي والياً لخرطوم لم يكن في خلدي أن اشتري منزلاً، وربما يكون أهله ظنوا أن حضور الوالي يمنحه زخماً إعلامياً مطلوباً.
(ث)
ثمة أحداث في حياتك تبدو خافية على المتابعين وخصوصاً ما يتعلق بالبزنس خاصتك، بداية كيف عشعشت فكرة التجارة في رأسك؟
ثوابتي في هذه الحياة أن أخلص لما أنا بصدده، ولعل هذه واحدة من الأشياء التي ساهمت في تشكيل شخصيتي، وأذكر أن دخولي إلى عالم التجارة جاء باكرًا، وذلك بعد أن رفضت إدارة المدرسة قبولي ضمن طلاب الصف الأول الابتدائي بحجة صغر سني، وأذكر أن عمري كان حينها ست سنوات وتسعة أشهر، والمدرسة تشترط سبع سنوات كاملة للالتحاق بها. المهم أنه حدث لي فراغ مجتمعي لأن معظم أبناء الحي تم قبولهم، وكنت أجد نفسي وحيدًا، فقررت أن أذهب إلى دكان عمي بدلاً من الجلوس في المنزل، بينما أقراني في المدرسة، وتبعاً لذلك أصبحت أبيع معه في الدكان، إلى أن اتممت العام.
(ج)
جئت إلى المدرسة من بوابة تجارة الخردوات والحاجيات الصغيرة، فما الذي استفدته من هذا في حياتك العلمية والعملية؟
جايلت مجموعة من المميزين في الصف الأول وفي المدرسة عموماً، ومع ذلك كنت أتفوق دائماً، لأنني تعلمت الحساب من الدكان، ولذا أصبحت متقدماً على الجماعة، وكنت الأول دائماً وأذكر أنني تركت الترتيب الأول لأربع أو خمس مرات فقط.
(ح)
حكايات كثيرة تُروى عن أنك كنت قصاباً (جزارًا) هل هذا صحيح؟
حرفة الجزارة محببة إلى نفسي، وهي تقريبًا مهنة الأسرة، وأذكر أنني عملت مع والدي في الجزارة لفترات طويلة، وتدرجت فيها بصورة عجيبة فقد كنت أبيع الكمونية، ثم باقي الطربيزة (الكراويش)، وبعدها أصبحت اشتري حملاً أو (سخل)، وكان هذا في المرحلة الوسطى.
(خ)
خلال مرحلة الجامعة وبعد أن حملت لقب طالب الطب، هل كنت تمارس مهنة الجزارة، وهل ما تزال تتذكرها؟
خبرتي في مجال الجزارة تمثل جزءًا من شخصيتي، لم ولن أنساها، وما زت أجيد الذبح، وأؤكد لكم أنني كنت أقوم بذبح الذبيحة في عشر دقائق فقط، وأفادني في ذلك أنني اشتغلت طوال المرحلة الوسطى والثانوي وحتى الجامعة مع والدي، إلى ان أصبحت تاجر جملة في الإجازات بمقدوري أن يشتري خمسين رأس بقر او مائة حمل، وكان هذا وأنا طالب بكلية الطب.
(د)دعنا نلقي الضوء على هذه الفترة التي كنت تزاوج فيها بين مهنة الجزارة ودراسة الطب؟
دائمًا ما كانت تواجهني لحظات عصيبة وأخرى طريفة بسبب الجمع بين المهنتين، فقد كنت أعمل في السوق أثناء الإجازة في الفترة من 6 صباحاً الى 10 صباحاً بالجزارة، وبعدها أذهب الى المستشفى للتدريب وكنت أحضر مرور الأطباء، وأذكر أنه في مرة جاءت امراة واشترت مني لحماً في الصباح، وفي الظهيرة وجدتني في المستشفى، وأذكر أنها جاءت الى المستشفى بعد أن انتهت الفرص المسموح بها لمقابلة الطبيب، ولم يتم إدخالها الى الطبيب، وقالت لهم أنا جيت من حتة بعيدة، لكن مع ذلك لم يكن بمقدور الأطباء إدخالها الى الطبيب، فنظرت اليّ وقالت لي "يا ولدي انا مش حبوبتك شوف لي طريقة أقابل الدكتور"، ولما لم يكن بمقدوري فعل شئ، نظرت الي بحنق وقالت "الدكاترة الببيعو اللحم ديل ذاتو ما نافعين"، وكان هذا آخر يوم لي في الجزارة لأنني تيقنت أنه إذا واصلت سيؤثر ذلك على سمعتي كطبيب.
(ذ)
ذلك ما كان من أمر الجزارة، فما الذي حدث معك عقب التخرج في كلية الطب؟
ذات مرة خطر لي خاطر وأنا على أعتاب التخرج بأن أبحث عن عمل آخر بجانب ممارسة الطب، وهذا ما جعلني لا أمارس الطب عقب تخرجي مباشرة، لأن المرتب كان وقتها عبارة عن 100 جنيه ويعادل 100 دولار أي 800 جنيه بسعر اليوم، وسريعاً طلبت من والدي عشرة أفدنة وعملت متطوعاً في المستشفى لمدة 15 شهراً من غير مرتب، عشان ما أنسى الطب، وبعد (15) شهراً كانت المزرعة توفر لي ألف جنيه في الشهر، يعني عشرة أضعاف المرتب.
(ر)
روايات كثيرة تحكي انضمامك للحركة الإسلامية نريد منك تثبيت الواقعة الصحيحة؟
رأيت في السنة الدراسة الثانية بكلية الطب أن أفتح عيني على النشاط السياسي داخل الجامعة، وتزامن ذلك مع انقلاب المقدم حسن حسين، وفي صبيحة الانقلاب تسور أفراد القوات المسلحة أسوار الجامعة وطردونا من الداخلية، واتهموا الإخوان المسلمين بأنهم يملكون دولارات وأسلحة وتم بث ذلك في التلفزيون، وكنت شاهداً على اقتحام الجيش للجامعة، ولم يكن هناك سلاح أو عملة حرة، وهذا جعلني أتيقن من أن الحكومة التي تهاجم هؤلاء وتلفق لهم التهم لن تكون على صواب وهذا جعلني إفكر وأقرأ، وبعد ثلاثة أشهر من الحادثة دخلت الحركة الإسلامية.
(ز)
زاملت العديد من الكوادر من منهم جندك للحركة الإسلامية؟
زاولت نشاطي السياسي والفكري في الحركة الإسلامية بمبادرة مني، وذلك بعد أن دعاني الشيخ عبد الله أحمد ابراهيم إلى اجتماع، ولأنني كنت على علم ببعض الجوانب المهمة، حضرت الاجتماع وانضممت تلقائياً.
(س)
سؤال يُطرح دائما عن تأثير المنطقة على التوجهات الفكرية والسياسية، إذن دعنا نسأل عن انضمامك للحركة الإسلامية وأنت القادم من مناطق الأنصار؟
سيرة الأنصار ومجاهداتهم حاضرة على الدوام في منزلنا، لجهة أن والدي كان أنصارياً، لكنه كان منفتحاً على الأفكار الحديثة، وأذكر أن مقر جبهة الميثاق الإسلامي كان بالقرب من منزلنا وكنا نحضر الندوات.
(ش)
شلة أولاد الدفعة في الجماعة، هل تذكرهم ومن منهم من نجوم المسرح السياسي اليوم؟
شاءت الأقدار أن أكون ضمن أبناء الحركة الاسلامية، بشير آدم رحمة القيادي الحالي بالمؤتمر الشعبي والراحل داود يحيى بولاد وابن عمر، وهولاء كانوا أشهر ثلاثة، ومن أبناء دفعتي عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم الحالي وهاشم علي محمد خير.
(ص)
صراع الريف ونقلة المدينة دائماً ما يعتمل داخل شخصية طلاب الجامعات في سنواتهم الأولى، هل واجهت شيئًا من هذا وخصوصاً في التعامل مع زميلاتك؟
صراحة لم أشعر بنقلة كبيرة لأن الدويم رائدة تعليمياً وهناك الكثير من القامات الأكاديمية والسياسية.
أما قصة تعاملنا مع المرأة في الجامعة فهي قصة طويلة لعب فيها الشيخ حسن الترابي دورًا كبيرًا لأنه يرى أنه لابد من حسم الصراع بين اليسار والاسلام حول المرأة، وقال أنتم تخافون من فتنة المرأة لذا تركتم النساء، ونسيتم أن افضل اليساريين خُلقاً يمكن أن يقود المرأة ناحية الإلحاد، بينما أبسط الإسلاميين خُلقاً يمكن أن يقود المرأة إلى الزنا، فأيهما أخطر الزنا أم الالحاد؟، وقال أنا لا أتوقع من الاسلامي أن يديم النظر وإنما يكون مطرقاً إلى الأرض ويبلغ دعوته. وقال إذا لم تفعلوا هذا فإن المرأة ستقع في حبائل الالحاد.
(ض)
ضرب الترابي مثلاً، ويبدو أنه راق لكم، فهل كان له تاثير في اختياراتكم لشريكة الحياة، بمعنى هل اخترت شريكة حياتك فكرياً؟
ضمانات نجاح الزواج كثيرة جدًا بينها التوافق الفكري والمجتمعي، وهذه واحدة من مشاغلنا، وصحيح أنني لم أفكر في الزواج اثناء الدراسة، لكنني تزوجت بعد سنتين من التخرج.
(ط)
طوال فترة الدراسة هل كنت مهموماً بفكرة الارتباط، بمعنى هل جئت إلى الجامعة وأنت تبحث عن شريكة حياة؟
طبعاً لا.. لأنني كنت خاطباً من أهلي، وما حدثت قسمة، لأنها قالت عايزة تقرأ طب وتود الذهاب الى القاهرة، وعندما لم يتم قبولها في كلية الطب، طلبت منها العودة من القاهرة الى الخرطوم فرفضت، وهذا كان سبب المفاصلة.
(ظ)
ظروف محددة جمعتك بهند مامون بحيري، حدثنا عنها؟
ظللت أمارس مهمتي التنظيمية في استقطاب الشابات غير الاسلاميات الى الحركة الإسلامية، من خلال الحوار الفكري، وكان عندي حلقة مشهورة في كلية الطب، وهي تعالج قضايا المرأة، وهند كانت واحدة من الرواد الذين يحضرون الحلقة بانتظام.
(ع)
علاقتك ب (هند) هل بدأت بعاطفة أخوية أم أنك سريعاً اخترتها كشريكة حياة؟
عشنا - أنا وهند - علاقة ودودة جداً وفيها إخاء في البداية، وتبعًا لذلك زرت منزلهم أكثر من مرة، وعندما فشلت قصتي مع خطيبتي وأصبحت في حل من الارتباط طرحت على هند فكرة الارتباط.
(غ)
غالبية البنات يرفضن الخطبة ممن كنّ يعرفن خطيبته السابقة هل واجهك مثل هذا؟
غالت هند في الممانعة ورفضت بشدة في بادئ الأمر لأنها كانت تعرف خطيبتي، وهي أختها في التنظيم وصاحبتها، ولكن لما رأت رغبتي القوية وافقت في النهاية.
(ف)
في تلك الفترة التي تلت موافقة هند ما الذي كنت تفكر فيه أو ما الذي قمت به تحديدًا؟
فرحت جدًا بموافقة هند على الارتباط بي، وذهبت إلى الدويم لأخبر والدي فقال لي لابد أن تعرف أن في الفقه هناك شيء اسمه الكفاءة، ولابد أن يكون هناك توافق أسري أو مجتمعي بيننا، وما أعلمه أنها ابنة وزير، ونحن أسر عادية، فأحسن تشوف ليك حاجة قدرك، لأنو الحكاية دي ما بتستمر.
(ق)
قرار والدك كان صادماً فكيف تعاملت معه؟
قال لي والدي لما رأى إصراري على الزواج من هند، لابد أن نعرف أصول وجذور الأسرة التي تود مصاهرتها.
وفعلاً رجعت الى الخرطوم وسألت عنها فقالت لي أنا أمي رباطابية وجدي السيد علي عمر كان مدير عام السجون، وأبي مامون بحيري هو ابن احمد عبد الوهاب بحيري.
لكن كل ذلك كان بالنسبة لي عادياً، لأنني أعرف طريقة تفكير والدي، فقالت لي إن أمه بشائر بنت علي دينار فقلت لها أنا كده مشكلتي انحلت.
(ك)
كيف ذلك؟
كنت على يقين بأن والدي سيوافق إذا علم بنسب السلطان علي دينار، وحينما رجعت إلى الدويم وقلت له إن البنت التي انتوي الزواج منها جدتها بشائر بنت السلطان علي دينار، وافق والدي فورًا، وقال لي إن شاء الله ربنا يهبك ذرية فيها بركة علي دينار، وقال لي هذا شهيد قاتل الكفار لمدة ستة عشر عاماً واستشهد في القتال.
(ل)
لم يعد والدك ممانعاً اذن، فمال الذي حدث؟
لائحة من الشروط كانت تنتظرني عند الطرف الآخر وهو العم مامون بحيري الذي أصر على حسم أمر الزواج سريعاً، وقال إنهم لا يطالبون سوى بالقليل، وهذا جعلني متردداً.
(م)
متردد من ماذا؟
من الذي ينتظرني لأنني حينما تقدمت لخطبة هند لم أكن أملك سوى عشرة جنيهات.
(ن)
ناس مامون بحيري أسرة ثرية ومعروفة وتسكن أرقى الأحياء فكيف أتممت الزواج وأنت لا تملك سوى القليل؟
ناداني العم مامون وقال لي بالحرف نحن لا نطالب سوى بزواج تقليدي وبسيط، ولم يسألني من قروش وأنا لم أتزوج بالطريقة العادية لم أحضر شيلة او شبكة عن طريق اهلي وكل ما في الأمر أنني اشتريت لهند بعض الملابس والمستلزمات وسلمتها لهند. وجاءت أسرتي من الدويم في 3 يونيو 1982م وتم عقد القران في مسجد الأحمدي بنمرة اثنين وعملنا حفلة بدون رقيص بالفنان الراحل سيد خليفة وكل هذا قام به العم مامون بحيري.
(ه)
هل تحتفلان بعيد زواجكما، وماذا يعني لك 3 يونيو؟
هند زوجتي لا تتذكر ذلك دعك مني أنا، وهو حالي أيضاً، لكن ابنتي تذكرنا دائمًا بعيد زواجنا وهي خارج السودان وتقوم بإرسال تهنئة لنا.
(و)
واحدة من الأشياء التي ارتبطت بالإسلاميين هي تعدد الزوجات، هل فكرت في هذا؟
هذا من حق أي رجل وفقاً للشرع، لكن الزواج مسؤولية وفيه طرف ثانٍ وهو الزوجة الاولى، صحيح أنني فكرت في ذلك لكن نفسياً هذا ليس ساهلاً بالنسبة لي.
(ي)
يبدو أنك تخشى من ما يمكن ان يجره التعدد عليك؟
يا جماعة الموضوع ليس سهلاً اذا كنت تقدر مشاعر ووفاء شريكتك. لكن أي رجل قاعد يشكر في الحكاية دي، وأنا لي طرفة مع عمتي التي طرحت علي الزواج من احدى بناتها فقلت "لها لكن أنا متزوج"، فقالت لي "هذا ليس مشكلة لأن اي رجل يموت وفي باله عرسة، وأي امرأة تموت وفي بالها طلقة".
حوار: عبد الباقي الظافر – يوسف الجلال-- الصيحة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.