ليس غريبًا أن يترشح السيسي لرئاسة مصر وأن يحكم على 529 شخصًا بالإعدام في محاكمة لم تستغرق في جلستيها أكثر من ساعة واحدة، وأن يتم اختيار الراقصة فيفي عبده أمًا مثالية فالحال من بعضه فوالله الذي لا إله إلا هو لا أظن أن مصر قد انحطَّت إلى درك سحيق أعمق وأشد خزيًا في تاريخها الطويل منذ عهد الفراعنة من هذا العهد الطاغوتي الذي تعددت مظاهر سوئه وتكاثرت وغطَّت كل مجالات الحياة. أعجب ما في الأمر أنَّ عهد مبارك المظلم أصبح بمثابة الربيع العربي من حيث توافر الحريات مقارنة بهذا العهد الفرعوني الذي ارتكب من الفظائع ما أدهش العالم أجمع وهل من عجائب الزمان أكبر من أن يتم اختيار الراقصة فيفي عبده أمًا مثالية وهل أعجب من خطيئة المفتي السابق علي جمعة الذي يتضاءل ما فعله عالم بني إسرائيل بلعام بن باعوراء الذي قال الله تعالى فيه ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ ...)) والذي تردَّى إلى القاع بعد أن كان من أعظم العلماء وأكثرهم ورعًا أمام ما اقترفه من آثام يندى لها الجبين وهو يحض ويحرض على قتل الأتقياء الأطهار وهل ذلك أغرب مما فعله شيخ الأزهر في تحدٍ صريح على رب العالمين وهو يمنح الشرعية لمغتصب السلطة السيسي ممن عينه وزيرًا بعد أن وثق به وبعد أن أقسم بالله ثم حنث وارتكب خيانته العظمى لرئيسه بل واعتقال رئيسه مرسي ثم قتل آلاف المتوضئين الأطهار وهم يؤدون صلاة الفجر؟! مصر تشهد مرحلة هي الأسوأ في تاريخها الطويل لكن هل بعد الضيق إلا الفرج وبعد اشتداد ظلمة الليل إلا الفجر؟! إن مصر موعودة بفجر جديد فوالله ماكان من الممكن لمرسي مع دولة مبارك العميقة أن يفعل شيئًا لإنقاذ مصر وإعادتها إلى دورها التاريخي بينما الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والخدمة المدنية في يد دولة مبارك وكان لا بد للثورة أن تعود من جديد وستعود بإذن الله تعالى لتعيد مصر إلى مسارها الطبيعي حتى ينبلج نور الإسلام من جديد ويعود صلاح الدين ليحرر الأقصى وتبدأ دورة حضارية جديدة يعود فيها للإسلام مجدُه الغابر. بالمقابل فقد تصدَّى بعضُ أبناء مصر لجريمة اختيار فيفي عبده أمًا مثالية واختاروا أم الشهيدة أسماء البلتاجي التي هي زوجة المجاهد د. محمد البلتاجي القابع في سجون السيسي أمًا مثالية تعبِّر عن مصر الحقيقية التي طال انتظار العالم الإسلامي لها. اسمحوا لي بأن أستعرض جزءًا من قصيدة جادت بها قريحة الشاعر يوسف نصار عن مهزلة الراقصة فيفي عبده: فيفي عبده الأم المثالية!! ألا هزي بخصرك وارقصينا على أنَّات جوع البائسينا على جرح الأرامل واليتامى على إيقاع نزف النازفينا أهنتم مصرنا وأذقتموها من الويلات ما يُعيي السنينا فلا درَّت لكم فيها نياقٌ ولا ولدت لأمِّكم بنونا إذا فيفي لنسوتكم مثالاً فكونوا يا رفاقي عاقرينا وكوني عاقرًا يا أم مصر كفى ما في رباك مخنثينا إذا بلغ الفطامَ لهم زنيمٌ تخرُّ له الحثالة شالحينا أيا مصر العروبة لستُ أدري أعربا فيك أم مستعربينا إذا "إلهام" للدستور تُملي و(بوسي) في جموع الكاتبينا غدًا (دينا) وزير العلم حتمًا و(يسرى) في خميس الفاتحينا وليلى بنت علوي باقتدار وزير الدين رغم الحاسدينا فأقرئ مصرَنا مني سلامًا وقل للقدس والأقصى اعذرينا بغسالات أمريكا غُسلنا أيا مصرُ الحبيبةُ فانشرينا وأرسل أحدهم تعليقًا ساخرًا على الواتس اب رأيت أن أشرك القراء في الاطلاع عليه: قصة حياة المناضلة فيفي عبده الأم المثالية التي اختارها نادي الطيران لهذا العام 2014 -مواليد 1953 وبدأت طريق الرقص مبكرًا وهي تبلغ من العمر 12 سنة. (كفاح مبكر) -هربت من بيت أسرتها عندما حاولوا منعها من الاستمرار في الرقص. (إصرار على الطريق وعزيمة من أجل تحقيق الأهداف). تزوجت 6 مرات ما بين زواج مشهر وآخر عرفي... بخلاف الزيجات الموسمية. (تكرار المحاولات وعدم الاستسلام للفشل). -أصرت في كل زيجاتها الرسمية والعرفية والموسمية على امتلاكها (العصمة). (روح القيادة والتصدُّر للمواجهة) قامت بفتح قناة للرقص الشرقي لمحاربة الرقص المبتذل (محاربة العولمة والتمسك بالهُويَّة الوطنيَّة) -جاوز عمرها 60 سنة ومازالت تصر على الرقص والتمثيل وإمتاع الجمهور (التضحية من أجل الآخرين) تبقي دي أم مثالية وللا مش أم مثالية!! يا متعلمين يا بتوع المدارس.