بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سؤال للشيخ عبدالحي يوسف: ما حكم الحاكم الذي يحكم بالديمقراطية التي يرتضيها الغرب؟
نشر في النيلين يوم 14 - 04 - 2014


ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ.
ﻓﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ؛ ﺃﻱ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺣﺴﻨﺎً ﺣﻜﻢ ﺑﻪ ﻭﻟﻮ ﻋﺎﺭﺽ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻔﺮﻱٌّ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﻭﻻ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻳﺤﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻡ ﺇﻫﺪﺍﺭ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﻢ ﻭﺗﻀﻴﻴﻊ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﺮ، ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞُّ ﺍﻣﺮﺉ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺷﻮﺭﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺎﺳﺒﻮﻧﻬﻢ ﻭﻳﻨﺘﻘﺪﻭﻧﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﻧﻜﻴﺮ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﺸﻴﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﻳﻦ، ﻭﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻃﺎﻋﻮﻥ ﻋﻤﻮﺍﺱ، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ .ﻭﺍﻟﺴﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺩﺍﻝٌّ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ : ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺳﻄﻲ؛ ﻓﻬﻮ ﻭﺳﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ؛ ﻓﺎﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﺒﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩ { ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺷﻮﺭﻱ ﺑﻴﻨﻬﻢ }{ﻭﺷﺎﻭﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ} ﻭﻣﺒﻨﺎﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺀ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ؛ ﻓﻠﻴﺲ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺘﺸﺎﺭ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻼً ﻟﻠﺸﻮﺭﻯ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺃﺫﺍﻋﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﻟﻮ ﺭﺩﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻨﺒﻄﻮﻧﻪ ﻣﻨﻬﻢ }، ﻓﺎﻟﻤﺮﺟﻊ ﺇﺫﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ؛ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﻮﺭﻱُّ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺗﻌﻤِّﻢ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻻ ﺗﻤﻴِّﺰ ﺑﻴﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﻃﺎﻟﺢ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﻤﻴِّﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﺃﻓﻨﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻣﺎﻟﻜﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻜﻤﻮﻥ } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﺃﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﻛﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﺳﻘﺎً ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻭﻥ } ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺭﻛﻦ ﺭﻛﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﻋﺪﻝ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭﺃﻭﺳﻄﻬﺎ ﻣﻌﺪﻭﻡ ﺍﻵﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﺎﻣﺔ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻴﻦ ﺧﻴﺎﺭﻳﻦ ﻓﻘﻂ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺎﺩﺭ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ، ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﻘﺪ، ﻭﻻ ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻭﻳﺼﺎﺩﺭ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ؛ ﻓﻴﺼﺮﻓﻬﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻟﺢ، ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺪَّﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﺸﻌﺒﻪ ﻳﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ﻭﻳﺆﺛﺮ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ، ﻧﻈﺎﻡ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻳﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﺗﻘﺎﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻳﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻭﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﺏ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﺛﻘﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﻘﺪَّﻣﺔ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻗﺪ ﺭﺿﻴﺖ ﺑﻪ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻻ ﻷﻧﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺗﻴﻦ ﺗﺠﻨﺒﺎً ﻷﻋﻼﻫﻤﺎ، ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻱ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺟﻪ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻋﻠﻰ ﻋُﺠَﺮِﻩ ﻭﺑُﺠَﺮِﻩ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻓﻘﻂ، ﻓﻤﻦ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻵﻥ ﻓﻬﻮ ﻣﻌﺬﻭﺭ،
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻣﺎ ﻧﻬﻴﺘﻜﻢ ﻋﻨﻪ ﻓﺎﺟﺘﻨﺒﻮﻩ، ﻭﻣﺎ ﺃﻣﺮﺗﻜﻢ ﺑﻪ ﻓﺄﺗﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ"ﻭﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺃﻥ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺟﺎﻧﺒﻴﻦ : ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻳﻘﺮُّﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﺤﺾ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﺣﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻟﻴﺔ ﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺣﻖ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭﻇﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺳﻨﺔ، ﻭﺟﺎﻧﺒﺎً ﻳﺄﺑﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻟﻮﻧﺎً ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ،
ﻭﻫﻮ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ - ﻣﻤﺜَّﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ- ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ، ﻓﻬﻲ ﺗﺤﻞُّ ﻭﺗﺤﺮِّﻡ ﻭﺗﺒﺪِّﻝ ﻛﻴﻔﻤﺎ
ﺷﺎﺀﺕ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﻗﻄﻌﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ - ﺗﺤﺮﻳﻤﺎً ﻭﺗﺤﻠﻴﻼً ﻭﺗﺸﺮﻳﻌﺎً- ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﻖ ﺧﺎﻟﺺ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
{ﻗُﻞْ ﺃَﺭَﺃَﻳْﺘُﻢْ ﻣَﺎ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﺭِﺯْﻕٍ ﻓَﺠَﻌَﻠْﺘُﻢْ ﻣِﻨْﻪُ ﺣَﺮَﺍﻣﺎً ﻭَﺣَﻼﻻً ﻗُﻞْ ﺁﻟﻠَّﻪُ ﺃَﺫِﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﺃَﻡْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺗَﻔْﺘَﺮُﻭﻥَ} ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﺃَﻡْ ﻟَﻬُﻢْ ﺷُﺮَﻛَﺎﺀُ ﺷَﺮَﻋُﻮﺍ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ ﻣَﺎ ﻟَﻢْ ﻳَﺄْﺫَﻥْ ﺑِﻪِ ﺍﻟﻠَّﻪ } ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻟﻔﻆ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻭﺟﻬﻴﻦ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﺒﻴُّﻦ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻬﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.