مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تشعل مواقع التواصل بلقطة مثيرة مع المطربين "القلع" و"فرفور" وساخرون: (منبرشين فيها الكبار والصغار)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سؤال للشيخ عبد الحي يوسف: هل الاشتراك في بطاقات التأمين الصحي مثل بطاقات النيلين والنيل الازرق حرام؟
نشر في النيلين يوم 01 - 03 - 2014

السؤال : هل الاشتراك في بطاقات التأمين الصحي مثل بطاقات النيلين والنيل الازرق حرام؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﺑﻌﺪ. ﻓﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﺷﺮﻋﺎً ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻲ؛ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻖ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﺎً ﻣﻌﻴَّﻨﺎً ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺼﻴﺐ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﺗﺤﻘﻖ ﺧﻄﺮ ﻣﻌﻴَّﻦ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﻋﻨﺪ ﺳﺎﺋﻘﻲ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺟﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮﻳﺔ؛ ﻭﻭﺟﻪ ﺟﻮﺍﺯﻩ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ، ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺳﻬﺎﻡ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺑﻤﺒﺎﻟﻎ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺗﺨﺼﺺ ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺍﻟﻀﺮﺭ، ﻓﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺪﻓﻮﻥ ﺗﺠﺎﺭﺓ، ﻭﻻ ﺭﺑﺤﺎً ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻀﺮﺭ؛ ﻓﻔﻌﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﻗﺴﻂ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺆﻣَّﻦ ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ؛ ﻭﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺫﻟﻚ ﺩﻓﻊ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻌﻴَّﻦ ﻋﻨﺪ ﺗﺤﻘﻖ ﺧﻄﺮ ﻣﻌﻴَّﻦ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﺣَﺮَﻕٍ ﺃﻭ ﻏَﺮَﻕٍ ﺃﻭ ﻫَﺪْﻡٍ ﺃﻭ ﺳﺮﻗﺔ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻉ ﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﻤﺆﻣَّﻦ ﻟﻪ ﺃﻭ ﻭﺭﺛﺘﻪ؛ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ؛ ﻭﻋﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﻋﻘﺪ ﻓﺎﺳﺪ ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﻪ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ، ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻋﻘﺪ ﻣﻌﺎﻭﺿﺔ ﻻ ﺗﺒﺮﻉ، ﻭﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﻋﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ :
ﺃﻭﻻً: ﺍﺷﺘﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻂ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ، ﺛﻢ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﺃﻭ ﻳﺄﺧﺬ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻪ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ، ﻭﻗﺪ ﻳﻀﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻗﺪ ﺗﻐﺮﻡ ﺍﻟﻘﺴﻂ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺎﻝ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺆﻣَّﻦ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺎﺑﻞ، ﻭﻗﺪ ﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﺛﺎﻧﻴﺎً: ﺍﺷﺘﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﺑﻨﻮﻋﻴﻪ ﺭﺑﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺭﺑﺎ ﺍﻟﻨﺴﻴﺌﺔ؛
ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺎﻝ ﺑﻼ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻭﺿﺔ ﻣﺎﻝ ﺑﻤﺎﻝ، ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺩﻓﻌﺖ ﻟﻠﻤﺴﺘﺄﻣﻦ ﺃﻭ ﻟﻮﺭﺛﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻟﻬﺎ، ﻓﻬﻮ ﺭﺑﺎ ﻓﻀﻞ، ﺛﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻣﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻂ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺭﺑﺎ ﻧﺴﻴﺌﺔ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﺣﺮﺍﻡ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺫﺭﻭﺍ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ
ﻓﺄﺫﻧﻮﺍ ﺑﺤﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ...
ﺛﺎﻟﺜﺎً: ﺍﺷﺘﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣَّﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺘﺎﻟﻒ ﺑﺎﻟﻐﺮﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺪﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﺴﺒﺒﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻪ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮﺍ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺗﺪﻟﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻟﺘﺄﻛﻠﻮﺍ ﻓﺮﻳﻘﺎً ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻹﺛﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ
ﺭﺍﺑﻌﺎً : ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺍﻵﻥ ﺗﺤﺮﻳﺾ
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻤﺪ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻬﺘﺎﺭ ﺑﺄﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ؛ ﻟﻌﻠﻤﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﻒ ﻟﻸﻣﻮﺍﻝ ﺃﻭ ﺇﺯﻫﺎﻕ ﻟﻸﻧﻔﺲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﺧﺎﻣﺴﺎً: ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺍﻵﻥ ﺷﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺆﻣَّﻦ ﻟﻪ ﻣﺎﻻً، ﻭﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ، ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﺃﺻﻼً، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻤﺎﺭ؛ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻐُﻨﻢ ﺑﻼ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺎﻓﺊ، ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺮﻡ ﺑﻼ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﻤﻴﺴﺮ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺏ ﻭﺍﻷﺯﻻﻡ ﺭﺟﺲ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺎﺟﺘﻨﺒﻮﻩ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﻔﻠﺤﻮﻥ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻊ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﻤﻴﺴﺮ ﻭﻳﺼﺪﻛﻢ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻬﻞ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻨﺘﻬﻮﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻳﺴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻲ ﺇﺫ ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺭ ﻭﺃﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ؛ ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺷﺨﺺٌ ﺍﻷﻗﺴﺎﻁ ﺯﻣﺎﻧﺎً ﻃﻮﻳﻼً ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﺝ، ﻭﺭﺏ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﻻ ﻳﺴﻴﺮﺍً ﺛﻢ ﻳﺼﺎﺏ ﺑﺪﺍﺀ ﻋﻀﺎﻝ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻋﻼﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻝ ﻛﺜﻴﺮ، ﻳﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺩﻓﻌﻪ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ.
ﻭﻟﻮ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯﻩ ﺑﺄﻥ ﻓﻴﻪ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻻ ﻟﺠﻠﺐ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺗﻜﺜﻴﺮﻫﺎ ﻭﺩﺭﺀ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﻭﺗﻘﻠﻴﻠﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻻ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻬﺎ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻟﻢ ﺗﻠﻐﻬﺎ ﺇﻻ ﻟﻐﻠﺒﺔ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ، ﻭﺇﻥ ﺑﺪﺍ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ؛ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﻤﻴﺴﺮ ﻗﻞ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺇﺛﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺇﺛﻤﻬﻤﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﻌﻬﻤﺎ ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﻤﻴﺴﺮ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﺮﺟﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ. ﻭﻟﻮ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻘﺎﻋﺪﺓ )ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺗﺒﻴﺢ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭﺍﺕ( ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﻃﺮﻗﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮَّﻡ، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ ﺷﺮﻋﺎً ﺗﻠﺠﺊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﺮَّﻣﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ. ﻭﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﻜﻴﺮ ﻓﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺈﺑﺎﺣﺘﻪ!! ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻻ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﺍﻏﺘﺮﺍﺭ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﻦ ﻓﻴﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ ﻭﺇﻥ ﺗﻄﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﻀﻠﻮﻙ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻳُﺸﺠَّﻊَ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩﺍً ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻲ، ﻭﺗُﻌﻤَّﻢَ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺍﺩ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺍﺩ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺗﻬﺎ ﻣﻨﻪ؛ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺴﻢ ﻟﻠﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ، ﻭﺁﺧﺮ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ، ﻭﺛﺎﻟﺚ ﻟﻠﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﻮﻟﻴﻦ، ﻭﺭﺍﺑﻊ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭ، ﻭﻫﻜﺬﺍ. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ.
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.