عام على الحرب فى السودان.. لا غالب ولا مغلوب    يمضي بخطوات واثقة في البناء..كواسي أبياه يعمل بإجتهاد لبناء منتخبين على مستوى عال    الخطوة التالية    السيارات الكهربائية.. والتنافس القادم!    واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر    اللواء 43مشاة باروما يكرم المتفوقين بشهادة الاساس بالمحلية    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    سوق الابيض يصدر اكثر من عشرين الف طنا من المحاصيل    الأكاديمية خطوة في الطريق الصحيح    شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الننقة : ورحل ملك الرميات

ﺭﺣﻞ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻓﻴﻨﺎ، ﺑﻌﺪﻣﺴﻴﺮﺓ ﻋﺎﻣﺮﺓ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻻﻣﺘﺎﻉ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ 1939 ﻡ( ﺣﺘﻰ ) 2014ﻡ ( ﺗﻨﻘﻞﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﺘﺮﺯﻱ، ﻓﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﺓﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻃﻴﻠﺔ (75) ﻋﺎﻣﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺪﻉﻭﺍﻻﻣﺘﺎﻉ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻭﺳﻘﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﺍﻻﺻﻴﻞ ﻭﺍﻟﻠﺤﻦﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﺭﺗﻮﻳﻨﺎ.
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻣﺘﻔﺮﺩﺓ ﻧﺎﻟﺖﺇﻋﺠﺎﺏ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﻴﺚ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻼﻣﺎﺕﺍﻟﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏﻋﻠﻰﻛﻞﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻨﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﻦﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺟﻮﻻﺗﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﻋﻜﺲﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮﺭ ﺭﺍﻗﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻋﻦﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﻋﻦﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻭﺭﺳﻢ ﻟﻘﻄﺎﺕ ﺳﺘﻈﻞ ﺧﺎﻟﺪﺓ ﻓﻲﺍﺫﻫﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻻﻧﻪ ﺗﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻓﻦ ﺍﻟﻄﻤﺒﻮﺭ
ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻫﻠﺘﻪ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ.
ﺗﺨﺼﺺ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﻧﻢ ﺑﻬﺎﻛﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﻻﻏﻨﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ﺣﻴﺚ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﻤﻠﻚﺍﻟﺮﻣﻴﺎﺕ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻟﻬﺎﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭ ﻛﻴﻨﻮﻧﺘﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﻭﻧﺎﻗﺸﺖ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺗﺸﻜﻠﺖ ﻟﻮﻧﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺎﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎً، ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺎﻭﻥﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺤﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﻢ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺣﺴﻦ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺪﺍﺑﻲ ﻭﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻨﻌﻮﻑ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺴﺮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﺧﻴﺮﺍً ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺧﺮﺍً ﺳﻴﺪﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﺤﺮﺩﻟﻮ ﺣﻴﺚ ﺷﻜﻞﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺑﻼﺩﻱ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﺠﻴﺔ ﺍﺧﺮﺟﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﻓﻨﻲ ﺑﺪﻳﻊ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻠﻤﺴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻟﺘﻜﺘﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻟﻮﺣﺎﺗﻬﻢ.
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻐﻨﻮ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﺑﺪﻉ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺪﻣﺎً ﻟﻨﺎ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺧﺎﻟﺪﺓ ﺷﻜﻠﺖ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ، ﻭﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻳﻪ، ﻣﻘﺪﻣﺎً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺟﻬﺪﺍً ﺧﺎﻟﺼﺎً ﻭﻫﺒﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻣﻦ ﺍﺟﻠﻪ ﻭﻻﺟﻠﻪ.
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻛﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻨﺎﻧﺎً، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻋﻔﻴﻒ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻳﺤﺐ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﻴﺲ ﻟﻬﻢ، ﻭﻓﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻔﻜﺎﻫﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻠﺔ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻳﺘﺤﻠﻘﻮﻥ ﺣﻮﻟﻪ ﻟﻼﺳﺘﻤﺎﻉ ﺑﻄﺮﺑﻪ ﺍﻻﺻﻴﻞ ﻭﻗﺒﻠﻪ ﺍﻟﺘﺸﺒﻊ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ
ﺍﻟﻤﺮﺣﺔ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻔﺎﺭﻗﻪ ﺭﻏﻢ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻵﻟﻢ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ ﺣﻴﺚ ﻇﻠﺖ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ.
ﻛﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻣﺠﺎﻣﻼً ﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻋﻪ ﻣﻊ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﻜﻠﻮﻱ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﺳﺮﺗﻪ ﻭﻣﻨﻄﻘﺘﻪ ﻭﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﻋﻤﻮﻣﺎً، ﺣﻴﺚ ﻇﻞ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮﺍﻙ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﻋﺰﺍﺀ ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺮﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺯﻳﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﺧﺮ، ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻘﻠﺒﻪ
ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﻭﺣﺒﻪ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻻﻫﻠﻪ ﻭﺍﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﺍﺣﺒﺎﺑﻪ.
ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻠﺔ ﺣﻴﺚ ﺭﺣﻠﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﺑﻤﺴﺸﺘﻔﻰ ﺳﺎﻫﺮﻭﻥ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺻﺒﺮ ﻭﻣﺼﺎﺑﺮﺓ ﻉ ﺍﻟﻤﺮﺽ، ﻭﺣﺎﻝ ﺳﻤﺎﻉ ﻣﻌﺠﺒﻴﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻭﻋﺎﺭﻓﻲ ﻓﻀﻠﻪ ﻟﺨﺒﺮ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺍﻟﻔﺎﺟﻊ، ﺗﺤﻠﻘﻮﺍ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ
ﻟﻴﻘﻮﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺩﺍﻋﺎً، ﻭﻟﻴﻘﻮﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻧﻢ ﻫﺎﻧﺌﺎً ﻓﺮﺻﻴﺪﻙ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﺠﺎﻣﻼﺗﻬﻢ ﻭﻗﻠﺒﻚ ﺍﻟﻨﻈﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺣﺎﺟﺒﺎً ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﺑﺪﺕ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺭﺿﻴﺖ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ، ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻀﺠﺮ ﻭﻛﻨﺖ ﺭﺍﺿﻴﺎً ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺤﺘﺴﺒﺎً ﻟﺬﻟﻚ، ﻧﻢ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻣﻘﺎﻣﻚ ﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ﺑﺈﺫﻥ
ﺍﻟﻠﻪ.
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻻﺻﻴﻞ ﺍﺑﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻻ ﺍﻥ ﻳﺒﺎﺩﻝ ﻣﻄﺮﺑﻬﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺼﺪﺕ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﺍﻣﺲ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﺍﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﺣﺐ ﻭﻭﺋﺎﻡ ﻟﺮﻭﺡ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺮﻣﻴﺎﺕ ﻓﻘﺪ ﺿﺎﻗﺖ ﺟﻨﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺑﺎﻟﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺖ
ﻟﺘﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﺩﺍﻋﻪ ﺑﺘﻮﺳﻠﻬﻢ ﻭﺩﻋﺎﺋﻬﻢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﻃﻴﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺑﺎﻻﺧﺮﺓ.
عمود منحنيات / يكتبه الصحفي محمد الننقة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.