المستشار العسكري الجديد لمرشح الرئاسة الأمريكية - الجنرال سكوت قريش- الذي يتحدث اللغة السواحلية ينظر الى المرشح الرئاسي أوباما بأنه (مانديلا أميركا) وللجنرال وجهات نظره القوية الخاصة به مثل قوله (أعتقد أنك لو استطعت التخلص من جميع الأسلحة النووية فإن هذا العالم سوف يصبح عالماً مدهشا). وقد كان جميع الذين انخرطوا في حملة باراك أوباما شديدي التعلق بالرجل نفسه وكان أكثرهم تعلقاً على الإطلاق جوناثان اسكوت قريشن، هذا اللواء المتقاعد حديثاً من القوات الجوية الأمريكية والذي أدلى بصوته في انتخابات العام 2000 للرئيس بوش وقد رافق أوباما في جولة إفريقية استغرقت (15) يوماً خلال شهر أغسطس 2007 شملت زيارة معسكرات لاجئي دارفور في تشاد، وقال إنه قد حدث له تحول كامل خلال تلك الرحلة. وعندما سافر الإثنان الى كينيا موطن والد أوباما أقدم مرشح الرئاسة الأمريكية مباشرة على مواجهة الرئيس مواي كيباكي بشأن الفساد المستشري في بلاده. ووصف قريشن في وقت لاحق هذا الموقف بأنه (لايصدَّق) وعندما توجه الرجلان الى جزيرة روبن - وهي المكان الذي زجت فيه سلطات جنوب إفريقيا العنصرية نيلسون مانديلا لفترة تقارب الثلاثة عقود، أحس قريشن بالانبهار عندما رأي كيف تمكن مانديلا من إنقاذ بلاده متخطياً العقبات العنصرية والعرقية والتنوع الثقافي في بعض الأحيان. وكيف أفلح في نهاية المطاف من فتح صفحة جديدة في زمن عاصف. وقال قريشن معلقاً على ذلك (إن هذا هو ذات الشئ الذي يفعله السيناتور أوباما) وقال قريشن خلال حواره مع نيوزويك العام 2007(إن أوباما يسخِّر تجاربه لفتح صفحة جديدة في أمريكا ليس فقط من أجل لمِّ شمل هذا الوطن ولكن أيضاً ليعطينا صورة مختلفة خارجياً). ولم يكن من المستغرب أن تبدأ حملات أوباما بإرسال قريشن في رحلات خطابية شملت (13) مدينة في ولاية إيوا خلال شهر يونيو 2007في مسعى لتحسين صورة (قلة خبرة) السيناتور أوباما في مجال الأمن القومي. وأسهم قريشن أيضاً ببعض الأفكار التي تضمنها حديث أوباما يوم الأربعاء الماضي حول الحرب ضد الإرهاب عندما احتل حديث المرشح الرئاسي العناوين الرئيسية في الصحف الأمريكية حين قال إنه كرئيس قد يغزو المناطق القبلية في باكستان (على الولاياتالمتحدة أن تكون راغبة في مطاردة هؤلاء الإرهابيين الى حيث يخططون عملياتهم اللوجستية) وقال قريشن في هذا الصدد إنه شعر بخيبة أمل كبيرة تجاه أولئك الذين دأبوا على نسج القصص وركزوا فقط على لغة أوباما العدائية تجاه باكستان، وقال قريشن (إن هذا الكلام ظل يتردد منذ وقت طويل وهو ليس استجابة لهاليري كلينتون أو أي شخص آخر). وقال بيل بيرتون السكرتير الصحافي لأوباما إن قريشن قدَّم (مصداقية) إضافية للمرشح الرئاسي الذي لم يخدم قط في الجيش الأمريكي حين قال عنه (لديه القدرة على توعية الناخبين بهذا القائد الأعلى القادم- بطريقة لا يستطيعها سوى القلة). وفي الحقيقة قد لا تكون آراء قريشن متطابقة تماماً مع أفكار أوباما، فهو قبل كل شئ يرى أن أمريكا لديها ترسانة تحوي أعداداً هائلة من الأسلحة النووية- كما أن بعض دول العالم الأخرى لديها كميات كبيرة منها، ويرنو قريشن الى الإسراع بتنفيذ معاهدة موسكو للعام2002 التي دعت واشنطون وموسكو للعمل على تقليل رؤوسها الحربية التي يتم نشرها استراتيجياً بحيث لايتجاوز عددها الكلي (2000) رأس بحلول العام 2012، وقال قريشن (لم تعد قوتنا النووية رادعة على النحو الذي كانت عليه في وقت من الأوقات الى جانب أن هذه الأسلحة النووية والمواد القابلة للإنشطار تشكلان تهديداً كبيراً، وفي رأيي أنه طالما لم تعد هذه الأسلحة تؤدي مهمتها في الردع وأنها تشكل تهديداً إذا تحصل عليها الإرهابيون فإن من الواجب علينا تقليص أعدادها الكبيرة.) وأضاف (عندما تكون لديك ما بين «15000» الى «16000» رأس من هذه الأسلحة في أماكن عديدة في العالم أعتقد أنه بوسعك أن تخفض أعدادها الى حد كبير. كما يجب التأكد من أنه لم يعد هناك أي شخص يشعر بالحاجة الى الحصول على أسلحة نووية. وأعتقد أنه إذاما استطعت أن تتخلص من كل هذه الأسلحة النووية فإن هذا العالم سوف يصبح عالماً مدهشاً). وبالرغم من ذلك يقول قريشن إنه (براغماتي) وقال (إنني كطيار مقاتل كنت أقف على أهبة الاستعداد النووي. وقد فهمت أننا كنا خلال الحرب الباردة في حاجة الى ذلك وكنت أدافع عن أمريكا خلال تلك المرحلة، ولكن الأمور قد تغيرت الآن، وينبغي علينا أن نقوم بذلك على نحو متعقل. فأنا لست الشخص الذي يقول: تخلصوا من كل ما لديكم بطريقة أحادية). ويقول قريشن الصديق الشخصي لأوباما (إن وجهات نظرهما تتشابه الى حد كبير وبالرغم من أن أوباما لم يخدم في صفوف الجيش الأمريكي إلا أن لديه إعجاباً واحتراماً هائلين بالعاملين في الجيش - وقال قريشن إنه لديه مشاركة شخصية كبيرة في قضايا قدامى المحاربين ولا يعتقد بأن هناك مرشحاً رئاسياً يهتم بقضاياهم على النحو الذي يحدث من أوباما). قد ولد سكوت قريشن لأبوين يعملان مبشرين في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقال (عندما تعلمت الكلام كانت أول جملة نطقت بها باللغة السواحلية وقد ظللت أتحدث السواحلية طوال حياتي وهذا ماجعلني متفرداً بين كبار قادة الجيش الأمريكي). وأضاف (خلال حرب الكونغو تم إجلاؤنا ثلاث مرات وفقدنا خلال تلك الفترة كل ما نملك وأصبحنا ضمن اللاجئين. غير أن جدتي لوالدتي قدمت لنا عدداً من الأبقار والأغنام ومكنتنا بصنيعها ذلك من الوقوف على أقدامنا مرة أخرى). ويقول والد قريشن واسمه جون هو الآن بروفيسور متقاعد في جامعة ديتون بولاية إلينوي إن ابنه نتيجة لتلك التجربة نشأ وملء نفسه احترام جميع الناس من شتى الألوان والثقافات بطريقة طبيعية جداً). وعندما عادت أسرته الى الولاياتالمتحدة خلال حرب فيتنام - وبالرغم من التحاقه بالقوات الجوية الأمريكية لم يستطع نسيان إفريقيا أو تركها وراء ظهره، فقد كان في بعض الأحيان يطلب إجازة من العمل ليعمل في مشروعات في القرى الأوغندية أو غيرها في بقاع إفريقيا وأصبحت له شبكة علاقات واسعة في القارة الإفريقية. ومن المفارقات في حياة الجنرال جوناثان اسكوت قريشن أنه كان موجوداً خلال التفجير الذي استهدف أبراج الخبر بالسعودية، كما كان في مبنى البنتاجون حينما اصطدمت به الطائرة في 11 سبتمبر، وفي هذا الصدد يقول قريشن مازحاً (يبدو أنني لم أكن رجلاً طيباً لوجودي إبان هذين الحدثين) تقرير: ميشيل هيروش/ترجمة: محمد رشوان (مجلة نيوزويك 2 أغسطس 2007):الراي العام