بإعلان مدفوع الثمن يشغل مساحة كبيرة بإحدى الصحف اليومية ، قامت مجموعة تسمي نفسها " رفقاء صلاة الصبح دون توصيف أو تعريف " في إشارة لأشخاص يؤدون صلاة الصبح بالمسجد مع د . عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم ، قامت بنشر تهنئة أسمتها " تهنئة وتحية بدافع الوفاء " عدد " الرفقاء " فيها محاسن وأعمال " الخضر " الخيّرة من سعيه لأداء صلاة الفجر في " الظُلَم " دون حراسة أو حاشيّة أو سائق وملاطفته للشباب ومداعبته للأطفال ومسحه على رؤوسهم وزيارتة للمرضى عقب الفجر ، ولايغادر المسجد مهرولاً كما يفعل البعض بل يقف يحادث الناس ويتبسط مع الجميع ، وأعرب " الرفقاء " عن قلقهم لتداعيات الأخبار وتوالي الإتهام وتوسيع دائرة الظن حتى طالت صاحبهم ( على حد قولهم ) الذي حسبوه انه فوق الشبهات لم يعرفوا عنه إلا دماثة الخُلق ووضاء السيرة ونقاء السريرة فهم يعرفون عنه ما لايعرفه الإعلام المتربص لايتقصد غير الإثارة ولايرى الكوب إلا فارغاً كما جاء ( بالتهنئة ) . وختم الرفقاء ( إعلانهم ) أو بيانهم بالتهنئة للرجل الذي توج بأن نثرت الرئاسة كنانتها فعجمت عيدانها فوجدته الأصلب والأنقى والأكثر إنجازاً فجددت ثقتها فيه . فشكراً فخامة الرئيس ومساعده وليوفق الله الأخ د . عبدالرحمن الخضر للقيام بأمانة التكليف . وفي ختام " التهنئة " نشروا صوراً " للخضر " يقف فيها مع بعض المصلين وأخرى يزور فيها المرضى . أستطيع أن أقول بكل " تأكيد " وجزم أن " الرفقاء " لم يصيبوا فيما أرادوه من رسالتهم ، من خلال ردود الفعل على محتوى الرسالة بمواقع التواصل أو صداها في الشارع العام ، فالإعلام سلاح ذو حدين إن لم تحسن إستخدامه سيرتد إلى نحرك ، وما عادت الرسائل المباشرة تخدم هدفها ، وإنما هناك رسائل " ذكيّة " تستطيع أن تحقق بها ماترجوه ، ماذا يعني أن د . الخضر يأتي للصبح في " الظُلم " دون حراسة وماذا تريد أن تقول من مسحه لرؤوس الأطفال قبل أن ينصرف وزيارته للمرضى من جيرانه ، هذا ماهو معروف وسائد في معظم أفراد المجتمع السوداني وفي معظم المسؤولين إن لم يكن "جميعهم " بل أننا نضيف أن بعضهم لم يترك صيام الإثنين والخميس منذ عقود ، ولكن السؤال الأهم ماهذه الرسالة " الضحلة " التي يريد أن يبعثها " الرفقاء " إلى الرأي العام أو رأس الدولة ، إن د . عبدالرحمن إن أدى فرضه وصام دهره وزار مرضاه هذا عمل بينه وبين ربه يبتغي به وجه الله وليس ( وجه الناس ) حتى يتم نشره بصفحة ( الإعلانات ) ، ما تنتظره الرعيّة من الوالي أن يرعى مصالحهم ويحفظ مالهم وان لايقصر فيما أُستُعمَل فيه . عمر الفاروق.. وما أدراكما الفاروق فهو الذي فرق بين الحق والباطل. وهو الذي يخشى على نفسه عند لقاء ربه, فكان يقول.. يا ليت أم عمر لم تلد عمر ( وهو المبشر بالجنة ) فما بالك بنحن منه !! قال: ماذا تقول لربك غداً.. عندما أنطلق يجري وراء بعير انطلق من مربطه وهو من صدقات مال المسلمين, فقال قولته المشهورة: والله لو أن عنزاً ذهبت بشاطئ الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة . صعد المنبر يوماً فقال: يا معشر الناس.. ماذا لو مِلتُ برأسي إلى الدنيا هكذا.. فتقدم أحد الرجال يشق الصفوف.. فوقف أمامه ولاح بيده كأنه يحمل سيفاً ممشوقاً وقال: حينها نقول هكذا.. فقال عمر: أياي تعني ما تقول, قال الرجل: إياك أعني بقولي.. فقال له عمر.. يرحمك الله, والحمد لله الذي جعل فيكم من يقّوم عوجي, فكان يتهلل وجه فرحاً عندما يقول له شخص( لا) أو يبدئ برأي شجاع.. وكان يبغض المجاملين والمداهنين. ماذا يفيد الرعيّة إذا كان للوالي " رفقاء " يمجدّونه ويمدحونه ويذكرون محاسنه ، هذا " شأنهم " ، أما شأن الرعيّة هو ماذا فعل فيما أُستعمِل فيه ؟ وماذا إختار من " بطانة " لاتخون الأمانة ؟ وماذا فعل حينما قصّر في حماية " مال " رعيته وفساد بعض بطانته ؟ ماذا قال ابن الخطاب لأبنه عبد الله ( أ لأنك أبن أمير المؤمنين قالها عندما رأى جِمال عبد الله سمان ترعى, فسأل الناس من جِمال هذا قالوا له جِمال عبد الله بن عمر, فقال إليّ به حالاً فسأله من أين لك بها قال اشتريتها ب حُرِ مالي وأسمنها ثم أبيعها, قال له بيعها الآن وخذ رأس مالك وضع الربح في بيت مال المسلمين . ( إن القرابة والبطانة عنده لا تعني الأثرة والحظوة إنما تعني الشظف..ّ؟) أما كان " أولى " أن يذكِّر " الرفقاء " صاحبهم بقولة عمر بدلاً عن هذا ( الإعلان ) الباهظ الثمن ؟ ( والله لو أن عنزاً من مال المسلمين ذهبت بشاطيء الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة ) !. بقلم : محمد الطاهر العيسابي [email protected]