العصرية وأنت في موقف إستاد الخرطوم، أول ما يلفت انتباهك الجموع الغفيرة من الشباب في انتظار مواصلات القُبة (اللفة قديماً)، ولكن تبدأ المعركة الحقيقية عندما تتوقف هايس يكون التحدي من جهتين، جهة الركاب الذين يفكرون في كيفية خوض معركة النزول وسط تلك الفوضى العارمة التي تهاجمهم ممن يحملون هم الوصول إلى بيوتهم، ومن جهة أخرى تواجه كل من يريد أن يحجز مقعداً في تلك الزحمة، فالكثير من الفتيات لا يجيدن الفنون القتالية في المواصلات للفوز بمقعد بالمقارنة مع الأولاد ومن هنا ظهر بطل قصتنا الذي تعده البنات (سوبرمان أو منقذاً) كما يسمونه العديد من الفتيات. ممنوع ركوب الأولاد أسطورتنا التي نتحدث عنها هو (كومسنجي) يعمل بخط الكلاكلة اللفة وشرق بالإستاد يحجز الحافلة للبنات ولا يدع أي ولد يركب وتسمعه ينادي بأعلى صوته (القبة بنات)، فعندما تكون وسط الزحمة وتجده فاعلم جيداً أن ما سينقذك هو نوعك فقط، ولهذا السبب يكرهه الأولاد لدرجة اسموهو (النمر الظالم)، وكما يقول المثل (مصائب قوم عند قوم فوائد) وعندما يكون غائباً تجد البنات والأولاد يتساءلون أين هو اليوم، وكل يسأل لغرضه الخاص، فالأولاد يريدون أن يطمئنوا بأنه لن يظهر لهم ويدمر عليهم يومهم، أما البنات فيبحثون عنه ليضمنوا مقعدهم . أسطورة لا يمكن نسيانها تقول تقوى حسن بأن هذا الرجل يساعد الفتيات كثيرا في وسط هذه الزحمة التي لا تعرف أي رحمة. ففي الأوضاع الحالية يأتي الشاب ويجلس في مقعدك، وكأن شيئا لم يحدث، ويمارسون في كثير من الأحيان سياسة (اللز)، ولكن يختلف الأمر مع وجود هذا الرجل، فهم لا يتجرأون أن يقتربوا من الحافلة اما مصعب حامد، فكان له رأي مختلف بالتأكيد لأنه يقول بأن البنات أصبحن يحجزن مثلهن مثل الأولاد، فما الضرورة لشحن خط كامل للبنات فقط، نعم هذا يحدث أحيانا ولكنه غير منصف، توافقت الآراء أو اختلفت، فهذا الرجل يظل أسطورة فتيات (خط القبة بنات) التي لايمكنهن نسيانها. صحيفة اليوم التالي