افتتحوا "ماراكانا" الذي ستجري على أرضه مباراة النهائي بكأس العالم هذا العام، ليكون جوهرة مونديال 1950 الذي نظمته البرازيل لعدم قدرة أي دولة أوروبية على استضافته ذلك العام بسبب ما حل بالقارة من دمار في الحرب العالمية الثانية، وتمنت لو لم يقع اختيار "فيفا" عليها لتستضيفه، ففيه حدثت أكبر "نكبة" بتاريخ البرازيل الكروي، وفي "ماراكانا" بالذات. ماراكانا، من كلمتين بلغة الهنود الأصليين: "مركا" بالفتح و"نّا" بشدة، ومعناهما معاً "الطائر الأخضر" أي الببغاء، ثم يتغير المعنى إذا كانت "مركانا" كلمة واحدة، ليصبح "الشبيه بالحشرجة" أو الخشخشة، بحسب ما طالعت "العربية.نت" في مصادر برازيلية عن الملعب الذي يسع الآن نصف سعته حين بنوه، ومنها أن لفظه ليس "ماراكانا" بطيئة بمد الميم والراء بالألف، بل "مركانا" سريعة وبالفتح لجميع الحروف. أما لماذا هذه الكلمة بالذات، فلأن المنطقة حيث بنوا الملعب في ريو دي جنيرو، استمدت اسمها من نهر صغير فيها يحمل الاسم نفسه، واستمده النهر بدوره من طيور اتخذت ضفتيه وأشجاره مهوى تتجمهر عندها وتعشعش فيها، ويسمونها Maracanã-guaçu ومعناها "الطائر الأخضر الكبير"، ولو رغبت بفيديو عنها في "يوتيوب" لوجدته بسهولة. ملعب ماراكانا، بنته البرازيل لمونديال 1950 وفيه حدثت أكبر نكبة كروبة بتاريخها ماراكانا ليس الاسم الرسمي لماراكانا في الفيديو ستستمع إلى "ماراكانا- غواسّو" يطلق صوتاً فيه بحة خشنة تشبه الخشخشة، أو الحشرجة.. حشرجة الموت، ومن صوت الطائر جاء معنى "ماراكانا" ككلمة واحدة أطلقوها شعبياً على الملعب الذي لا يعرف إلا عدد قليل جداً من البرازيليين أنه ليس اسمه الرسمي، لأن الرسمي مختلف تماماً. اسمه "ستاد الصحافي ماريو فيليو" وكان كاتباً وصحافياً، تخصص بأخبار الرياضة وأصدر أول صحيفة يومية رياضية سماها "أو موندو سبورتيفو" أو "العالم الرياضي" واعتبروه أب الصحافة الرياضية، لأنه أسسها في 1931 حيث لم تكن الرياضة على أنواعها جاذبة للاهتمام كما هي حالياً. لكنهم قاموا بتكريمه وهو حي عندما بنوا بعامين الملعب الأكبر والأشهر في العالم للآن، خصيصاً لمونديال 1950 في البرازيل، وأطلقوا عليه اسمه قبل وفاته في 1966 بعمر 58 سنة، ودشنوه في 16 يوليو/تموز قبل يومين من بدء كأس العالم ذلك العام، وهو بعرض 75 وطول 110 أمتار كملعب يسع حالياً بعد تقليص مدرجاته 87 ألفاً من المتفرجين، لكنه يحتل مساحة تزيد على 186 ألف متر مربع. يوم حدثت في "ماراكانا" أكبر نكبة لكن "ماراكانا" بقي الأقرب للقلوب، فلفظه جميل وسلس وله رنة وموحيات رياضية أيضاً، لأن من يسمع الكلمة يتذكر سريعاً فعل "ماركار" بالبرتغالية، ومعناه يسجل. أما حين استخدامه كروياً فمعناه يسجل الهدف، ولا تسحر البرازيلي كلمة غيرها سوى "بولا" ومعناها كرة قدم، أو "كوبّا دو موندو" ومعناها كأس العالم. أما "مونديال" فتأنفها الآذان البرازيلية بعض الشيء، لأنه هكذا كان اسمه حين حدثت النكبة وسجل لاعب الأوروغواي، ألثيدس غيغيا هدف الفوز لمنتخبه، كما يظهر من الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" فخسرت البرازيل 1-2 بنهائي كأس العالم 1950 على أرضها في "ماراكانا" وبكى معظم 183 ألفاً كانوا على مدرجات "الماراكانا" آنذاك، ومعهم ملايين سمعوا النتيجة من الإذاعات في البيوت والنوادي والمقاهي، وغيرها الكثير، وكانت "كارثة" يألم منها كبار البرازيليين عمراً للآن، ويخشون أن تتكرر بالمونديال الحالي. واللاعب غيغيا، البالغ عمره 88 سنة، هو الوحيد الذي مازال على قيد الحياة من منتخبه الفائز بمونديال 1950 في الماراكانا، وهو الآن في البرازيل لمتابعة مباريات المونديال الحالي، ووعد أن يكون في الملعب يوم المباراة النهائية على أرضه، ولا أحد يدري كيف ستكون مشاعره وهو يتذكر فيه هدفه الشهير. العربية.نت