هناك فرق من يجرؤ على الكلام ..؟! منى أبو زيد نابليون قال (فتش عن المرأة) .. أما في السياسية – من الصراع على مياه النيل .. إلى انفصال الجنوب .. إلى أزمة الرَّجالة - ف (فتش عن إسرائيل) ..! قبل نحو ربع قرن من الزمان أصدر محامي أمريكي يدعى \"بول فندلي\" كتاباً بعنوان (من يجرؤ على الكلام ) .. استعدى عليه الدوائر الصهيونية التي جابهته بحملة شرسة كان من بين نتائجها الحتمية : عدم صدور طبعة جديدة للكتاب .. وسكوت مؤلفه عن الكلام المباح (لم يصدر له أي كتاب آخر في هذا الشأن) .. إضافة إلى عدم تمكنه من مزاولة مهنته مرة أخرى ..! لماذا ؟! .. لأن كتاب \"فندلي\" تحدث علانية عن ما كان يضمره الكثيرون في نفوسهم سراً .. تحدث عن أساليب اللوبي الصهيوني في أمريكا .. وعن سيطرته على كافة الأجهزة الفعالة في المجتمع الأمريكي .. وأولها بالطبع أجهزة الإعلام .. أما اليوم فما كان يعتبر سراً في أيام صدور ذلك الكتاب، أصبح اليوم ممارسة علنية .. سلوكاً جماعياً .. وعلى عينك يا تاجر .. و(الراجل يقول بغم) ..! ثم جاء الكاتب وباحث الاستراتيجيات والمفكر الفرنسي المعاصر (باسكال بونيفاس) ليحمل الحقيقة في وجه القوة – ثانية - ويقول (بغم) ..! أصدر \"بونيفاس\" قبل نحو خمس سنوات كتاباً بعنوان : (هل من المسموح نقد إسرائيل في فرنسا؟) .. فماذا جرى ؟! .. عاقبته الأغلبية المؤيدة لإسرائيل في فرنسا .. وبفضل سياسة \"الردع الاستباقي\" – على وزن ضربة بوش الاستباقية - رفضت سبعة دور نشر في فرنسا قبول الكتاب .. وتعرض مؤلفه للتهديد .. و وصل الأمر باللوبي الصهيوني إلى محاولة إيقاف الدعم المالي الذي تمنحه الشركات والمؤسسات لمعهد العلاقات الدولية والإستراتيجية الذي يشرف عليه \"بونيفاس\" حتى يقول (الروب) ..! ف على الرغم من كون \"إسرائيل\" دولة تنتهج النظام الديموقراطي في سياساتها الداخلية إلا أنها الدولة الوحيدة في العالم التي يسهل نقدها من الداخل (من قبل مواطنيها وفي إطار سياساتها الداخلية) ويصعب - حد الاستحالة - نقدها من الخارج ..! ذات الحرب الضروس يقودها المتطرفون الصهاينة ضد كبار المثقفين والمفكرين اليهود الذين يناصرون القضية الفلسطينية أمثال المفكر اليهودي \"إدغار موران\" صاحب كتاب \"العالم الحديث والمسألة اليهودية\"، والذي أُهين وجُرجِر إلى المحاكم واتُّهم بالخيانة بسبب مقالة نشرها في جريدة (لوموند) الفرنسية أدان فيها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ..! و مع ذلك .. ما يزال في عالم الغرب مثقفون شجعان يقولون (بغم) .. ويحملون الحقيقة في وجه القوة .. و يدفعون الثمن ب (رجالة) .. ف أين مثقفونا ومفكرونا (نحن) من مسلمات مجتمعاتهم الخاطئة التي تحتاج إلى مراجعة .. أين هم من تلك المفاهيم الثابتة (المغلوطة) التي ينبغي أن تصحح ؟! .. أين هم من أزمة (الرجالة) ؟! .. أين هم من تلك ال \"بغم\" ..؟! التيار