السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية
نشر في شبكة الشروق يوم 30 - 11 - 2010

تصدى المفكر والكاتب الفرنسي روجيه جارودي في عدة كتب لنزعات التزمت في الأديان، فمن خلال كتابين هل (نحن بحاجة إلى الله) و(نحو حرب دينية)، تصدى لنزعة التزمت في المسيحية.
وفي كتابه (عظمة الإسلام وانحطاطه) تصدى لنزعة التزمت في الإسلام، أما نزعة التزمت الصهيونية فقد تصدى لها من خلال هذا الكتاب (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية).
ويعتبر جارودي أن هذا الكتاب مساهمة في النقد السياسي للتاريخ المعاصر, الذي لا يعتبر كتاباً بالمعنى التقليدي بل قام بنسج الحقائق، كما قال مقدم الترجمة العربية محمد حسنين هيكل.
وقد بذل جاردوي جهداً خارقاً لتوثيق تلك الحقائق من مصادرها الأصلية ووصل بها إلى الغاية الطبيعية وهي كشف الحجب التي تتستر بها السياسة الإسرائيلية.
وقد أشار المؤلف إلى أكثر من 400 مصدر بهدف إدانة التعمية الفكرية التي تتستر بها السياسة الإسرائيلية.
التوظيف السياسي للأسطورة
يتكون الكتاب الصادر عن دار الشروق من ثلاثة أبواب وعشرة فصول ومقدمة للطبعة العربية (1998) لمحمد حسنين هيكل ومقدمتين للمؤلف يجيب في إحداهما على سؤال لماذا هذا الكتاب؟.
ويناقش الباب الأول الخرافات اللاهوتية (الوعد, الشعب المختار, يشوع).
فيما يناقش الباب الثاني خرافات القرن العشرين (الصهيونية المعادية للفاشية, عدالة محاكمة نورمبرج, الملايين الستة, وخرافة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض).
أما الباب الثالث فيناقش التوظيف السياسي للأسطورة من خلال اللوبي الصهيوني في كل من أمريكا وفرنسا والمعجزة الإسرائيلية.
وكما يرى جارودي نفسه فإن هذا الكتاب يروي قصة بدعة تتمثل في إضفاء القداسة على السياسة من خلال قراءة حرفية وانتقائية لنص منزل.
وكونها بدعة فهذا ما أكده الحاخام هيرش عندما قال إن الصهيونية تريد أن تعرف الشعب اليهودي باعتباره كياناً قومياً.. وهذه بدعة.
ظاهرة وظّفت شعب
وكمدخل لهذا الكتاب ومن خلال مقدمة منهجية قدم جارودي تعريفاً للصهيونية باعتبارها الظاهرة التي وظفت الشعب والدين اليهوديين لتحقيق أهدافها المتمثلة في إنشاء (دولة إسرائيل)، حيث احلتها محل (إله إسرائيل)."
الصهيونية كمذهب سياسي وقومي لم تولد من رحم الديانة اليهودية بل من النزعة القومية الأوربية في القرن التاسع عشر
"
ويؤكد على أن الصهيونية كمذهب سياسي وقومي لم تولد من رحم الديانة اليهودية بل من النزعة القومية الأوربية في القرن التاسع عشر.
إذ أن مؤسسها ثيودور هرتزل لا يخضع لأي وازع ديني وإزاء معارضة أصدقائه اليهود المتدينين حول أسطورة العودة إلى واقع تاريخي (أن فلسطين هي وطننا التاريخي الذي لا ينسى).
وهي كذلك مذهب استعماري، حيث بعث برسالة إلى الاستعماري سيسيل رورس مؤسس جنوب أفريقيا أن مشروعي مشروع استعماري.
وهذا المشروع الاستعماري لا يكون بأي حال من الأحوال امتداداً للعقيدة اليهودية أو لروحانيتها وهذا ما أكده المؤتمر المركزي للحاخامات اليهود الأمريكيين (إننا نرفض رفضاً باتاً أية مبادرة ترمي إلى إنشاء دولة يهودية وأي مبادرة من هذا القبيل فهم خاطئ لرسالة إسرائيل..).
أما ألبرت أنشتاين فقد ندد بهذا التوجه وقال (إن إدراكي لجوهر اليهودية يصطدم بفكرة إنشاء دولة يهودية لها حدود وجيش ومشروع سلطة دنيوية حتى ولو كانت متواضعة).
وأعلن المجلس الأمريكي لليهودية أن اليهودية دين وليست قومية وهذا هو جوهر الصراع بين اليهودية والنزعة القومية الصهيونية، ومن هذا المنطلق فإن الصهيونية ارتكبت جرماً بحق الدين اليهودي والشعب اليهودي والعرب والشرق الأوسط.
الأساطير السبعة المؤسسة للسياسة الإسرائيلية
الأساطير اللاهوتية
1. أسطورة خرافة الوعد:
(سأعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش إلى النهر الكبير نهر الفرات) هذا ما ورد في سفر التكوين وتزمتت الصهيونية في قراءة هذا النص.
"
الروايات التقليدية حول الخروج والغزو والوحدة القومية الإسرائيلية لا تعدو أن تكون قصصاً خيالية، فالقصص التوراتية لا تعرض ما تقصه بل عمن يروونها
"وقال الجنرال موشى ديان في العام 1967م (إذا كنا نملك التوراة ونعتبر أنفسنا شعب التوراة فمن الواجب علينا أن نمتلك جميع الأراضي المنصوص عليها في التوراة).
وكان من بين تداعيات هذه القراءة المتزمتة قتل المصلين في صلاة الفجر في الحرم القدسي في العام 1994 من قبل متطرف صهيوني.
واغتيال إسحق رابين في العام 1995 لأنه تنازل للعرب عن يهودا والسامرا (الضفة الغربية) من قبل المتطرف الصهيوني إيجال عامير ابن الحاخام والطالب المتفوق الذي قيل عنه إنه معتوه فالأمر بالقتل جاءه من الرب، على حد تعبيره!.
وفي خضم هذا الصراع حول الأرض الموعودة فقد خلصت البحوث التاريخية، كما تقول فرانسواز سميث عميدة كلية اللاهوت البروتستانتي في باريس، إلى أن الروايات التقليدية حول الخروج والغزو والوحدة القومية الإسرائيلية لا تعدو أن تكون قصصاً خيالية، فالقصص التوراتية لا تعرض ما تقصه بل عمن يروونها!..
فالوعد بالأرض بمعنى الاستقرار ولم يكن بقصد غزو بلد بأكملها سياسياً وعسكرياً وإنما كان بهدف السكن في منطقة محدودة..
وهذا الوعد لم يكن من الإله (يهوه) بل من الإله المحلي الكنعاني أيل لأنه هو الذي يملك الأرض وهو وحده الذي يسمح للبدو الرحل بالاستقرار في أرضه!..
أما الحاخام المر برجر فيقول إن تراث الأنبياء يبين بكل جلاء أن قداسة الأرض لا ترجع إلى تربتها أو إلى وجود شعبها بمفرده في هذه المنطقة (فلسطين) ومن ثم فليس لدولة إسرائيل الحالية أن تدعي لنفسها أنها تجسيد لإرادة الله، فلا الارض مقدسة ولا الشعب وكلاهما ليس جديراً بأي ميزة روحانية.
2. أسطورة خرافة الشعب المختار:
(ثم قل لفرعون هذا ما يقوله الرب: إسرائيل هو ابني البكر قلت لك اطلق ابني ليعبدني ولكنك رفضت إطلاقه لذلك سأهلك ابنك البكر) هذا ما أورده سفر الخروج وقرأت الصهيونية السياسية النص بتزمت، إذ قال الحاخام كوهين يمكن تقسيم العالم إلى قسمين: إسرائيل من جهة، والأمم الأخرى من جهة أخرى، فإسرائيل هي الشعب المختار وهذه عقيدة أساسية..
"
الصهيونية السياسية مارست حسب منهجية يشوع وتفسير متزمت لنصوص مقدسة، حرب إبادة بالمعنى الحرفي للكلمة، في القرى والبلدات الفلسطينية
"
ولو لم يكن التحيز العرقي حائلاً فلماذا لا نعكف على تراث الشعوب والنصوص المقدسة والتي يعتبرها كل شعب بمثابة العهد القديم لديه، فمثل هذه الأساطير موجودة لجميع حضارات الشرق الأوسط وموجودة لدى قبيلة الازتيك المكسيكية، حيث أرشدها الإله إلى الوادي عبر طريق لم تمسه قدم من قبل وتوجد لدى تراث قبيلة قادر الأفريقية..
3. أسطورة خرافة يشوع:
(ثم تحرك جيش يشوع وجيش إسرائيل من لخيش نحو عجلون فحاصروها وحاربوها واستولوا عليها ودمروها وقضوا على كل نفس فيها بحد السيف) وهكذا أيضا يفعل بحبرون ودبير ولبنة وغيرها.
وفي 1948 أقدم مناحم بيجين على ارتكاب مجزرة دير ياسين وانتهجت إسرائيل أساليب العنف والترويع لإجبار الفلسطينيين للرحيل عن وطنهم واستمرت المذابح في صبرا وشاتيلا وعمليات القتل اليومي في القرى والبلدات الفلسطينية استناداً على استخدام التوراة كأداة لتبرير سياسة ما وتفسير متزمت لنصوص مقدسة..
إن الصهيونية السياسية تمارس حسب منهجية يشوع حرب إبادة بالمعنى الحرفي للكلمة..
أساطير القرن العشرين
4. أسطورة الصهيونية المعادية للفاشية:
ففي العام 1941 اقترف إسحق شامير جريمة لا تغتفر ألا وهي الدعوة إلى التحالف مع هتلر وألمانيا النازية، ففي الوقت الذي وقف فيه كبار القادة الصهاينة إلى جانب الحلفاء اتخذ الصهاينة الألمان موقفاً مغايراً فتعاونوا مع هتلر لمدة ثماني سنوات في أشد لحظات اضطهاد اليهود.
"
إسحق شامير دعا في العام 1941إلى التحالف مع هتلر وألمانيا النازية، حيث تعاون الصهاينة الألمان مع هتلر لمدة ثماني سنوات في أشد لحظات اضطهاد اليهود
"
وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها أصبح هؤلاء هم قادة إسرائيل ولم يكن الهدف الأساسي للصهاينة إنقاذ أرواح اليهود بل إنشاء دولة يهودية في فلسطين وهذا ما قاله بن جوريون إنه لو خير بين نقل جميع أطفال اليهود من ألمانيا إلى إنجلترا أو ترحيل نصفهم إلى فلسطين لفضل الخيار الثاني.
وقال أبرز منظري الفكر النازي: يجب دعم الصهيونية بكل قوة لنقل أكبر عدد من اليهود إلى فلسطين سنوياً. وكشفت محاكمة إيخمان النازي في القدس عن جانب من هذا التعاون والتواطؤ مع النازية ولهذا اغتيل أمام المحكمة في القدس حتى لا يكشف مزيداً من الحقائق.
5. أسطورة عدالة محاكمة نورمبرج:
وكما قال المدعي الأمريكي في جلسة المحكمة إنها تعد استمراراً لمساعي الحلفاء أثناء الحرب، فهي أولاً محكمة عسكرية دولية أنشأها الحلفاء المنتصرون لملاحقة المنهزمين.
وينص قانون تأسيسها على أنها لن تتقيد بالمعايير الفنية المتعلقة بإقامة الأدلة ولن تكون مطالبة بإثبات الأدلة للوقائع المشهورة وتعتبر التقارير والوثائق الصادرة عن الحلفاء صحيحة ولهذا اعتبرت أن ألمانيا مسؤولة عن مذبحة درسدن التي راح ضحيتها مائتي ألف بولندي، حسب التقرير الروسي.
وكشفت التحريات مؤخراً أن السوفيت هم الذين ارتكبوها وهكذا غدت مسخاً قانونياً مشوهاً، فيما أوجب قانون صادر في فرنسا (1990) أن أحكامها معيار للحقيقة التاريخية.
وقد قوبلت الإجراءات المتبعة في محكمة نورمبرج باعتراضات شتى من قبل القاضي جاكسون الذي كان رئيساً لها ومن قبل القاضي ستروم رئيس إحدى دوائرها ومن قبل المحامي كريس.
وفي نورمبرج تلاعب المترجمون باللغة، حيث حرفوا كلمة (نقل) إلى قتل، وكلمة (إبعاد) إلى إبادة في الوقت الذي تحتفظ فيه اللغة الألمانية بكلمة محددة للإبادة الجماعية.
واعتبروا أن الحل النهائي للمسألة اليهودية هو شفرة لعملية الإبادة الجماعية في الوقت الذي كان يعني عند النازيين بوجود وطن قومي لليهود خارج أوروبا في مدغشقر أو الكونغو أو الشرق.
أما أداة الجريمة للإبادة وهي غرف الغاز فليس سوى غرفة واحدة بنيت على هيئة حمام للتمويه!
وأصدر معهد التاريخ المعاصر المعروف بميوله الصهيونية في العام 1960 بياناً قال فيه إنه لم يتم مطلقاً الانتهاء من غرف الغاز أو تشغيلها ومع ذلك فهناك من يغدق الأموال من أجل استمرار عملية المتاجرة بالإبادة.
أما سلاح الجريمة فهو غاز (زيكلون ب) الذي يتطلب أن تكون الغرفة محكمة ومكسوة بالصلب وأبواب المفاصل مصنوعة من الاسبستوس مثلاً وأثبت تقرير لوشتر أن هذه الغرف التي تعرض للسياح لا تصلح للقتل بغاز (زيكلون ب).
"
سجلات صور معسكرات الاعتقال النازي وسجلات الصور الجوية لهذه المعسكرات خلت من أي صور لعملية إبادة جماعية
"
وفيما كان الشهود يعترفون بأنهم يقومون بإفراغ الغرف من الجثث بعد مضي نصف ساعة من التهوية فإن التقرير العلمي أثبت عدم إمكانية، بل وخطورة الاقتراب من المكان قبل عشر ساعات! إذ أن ذلك يعني المخاطرة بالحياة!.
وخلت سجلات صور معسكرات الاعتقال النازي وسجلات الصور الجوية لهذه المعسكرات من أي صور لعملية إبادة جماعية..
أما لاجاس الخبير الكندي فقد فند عملية الإبادة الجماعية بالحرق وقال إنه بالإمكان حرق 184 يومياً وليس 4400 كما ادعى الشهود!
وهي تماثل تماماً أكذوبة حرق الصرب بالغاز في 1916 إبان الحرب العالمية الأولى.
6. أسطورة الملايين الستة:
كان من الضروري المبالغة في أرقام الضحايا، فالغرب يريد أن ينسى الجرائم التي ارتكبها في حق الإنسانية عبر التاريخ مثل إبادة 60 مليوناً من الهنود الحمر في أمريكا الشمالية وما بين 100 إلى 200 مليون أفريقي إبان الغزوات من أجل الحصول على الرقيق، فضلا عن جريمة درسدون وهيروشيما ونجازاكي وإخفاء عمليات القمع الوحشية الستالينية.
فيما ترغب الصهيونية في التعريف بأن اليهود هم أكثر الطوائف والقوميات معاناة من النازية والفاشية ولاعتبار إنشاء دولة إسرائيل هي الرد الإلهي على الهولوكست وهي الملايين الستة التي أبيدت إبان الحكم النازي.
استبدلت لاحقاً اللافتة الرسمية لمعسكر أوشفيتس أكبر معسكرات الاعتقال النازية والتي تحمل الرقم ستة ملايين أن عدد الضحايا هم فقط أكثر من مليون.
وقد أشار الكتاب الأمريكي اليهودي السنوي إلى أن عدد اليهود إبان التوسع النازي في أوروبا هو ثلاثة ملايين ومائة وعشرة آلاف ومائة واثنان وعشرون، والسؤال كيف يباد منهم ستة ملايين شخص!؟ إن من شأن التباين الصارخ في عدد الضحايا أن يزيد من الشكوك.
وتشير وثائق محكمة نورمبرج إلى أنه كان يقتل ألف شخص يومياً رمياً بالرصاص أو كانوا يدخلون بأعداد كبيرة في حوض سباحة ويموتون عبر الصعق الكهربائي أو من خلال غرف البخار الحارق، حيث حلت محلها بعد شهرين فقط من بدء الجلسات عبارة غرف الغاز!
7. أسطورة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض:
أو كما قالت جولدا مائير: (ليس هناك شعب فلسطيني ولم يكن الأمر أننا جئنا وأخرجناهم من الديار واغتصبنا أرضهم.. فلا وجود لهم أصلا!) وتستند الأيدلوجية الصهيونية إلى مسلمة بسيطة وردت في سفر التكوين (سأعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش إلى النهر الكبير نهر الفرات).
"
جولدا مائير قالت : ليس هناك شعب فلسطيني ولم يكن الأمر أننا جئنا وأخرجناهم من الديار واغتصبنا أرضهم.. فلا وجود لهم أصلا
"
ويذهب الملحدون منهم إلى القول أن الرب وهبنا هذه الأرض، وقد أشارت الإحصاءات الرسمية الإسرائيلية إلى أن المتدينين هم فقط 15% من مجموع السكان ولا ينخرط في صفوف الأحزاب الدينية سوى عدد قليل ومع ذلك فهي ذات تأثير كبير وحاسم وهي تستمد قوتها من الصهيونية والصهاينة المتدينين، إذ أن تماسك البنية الصهيونية لدولة إسرائيل يتطلب تقوية سلطة رجال الدين.
ويعتبر الصهاينة أن إسرائيل دولة حركية وقابلة للتوسع وعلى ذلك جاء رفضهم لقرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وفي ذلك الوقت كان اليهود يمثلون 32% ويمتكلون 5% من الأراضي وأصبحوا بموجب هذا القرار يملكون 56% من الأراضي.
ومارس الرئيس الأمريكي ترومان ضغوطاً هائلة من أجل الحصول على دعم عند التصويت النهائي على القرار ونتيجة لهذه القراءة الصهيونية المتزمتة وعن طريق الإرهاب والترويع وشراء الأراضي من الأفندية المقيمين بالخارج والقرارات الدولية وقوانين الطوارئ وقانون العقارات وقانون أملاك الغائبين حصل اليهود على 93% من الأراضي في العام 1982.
التوظيف السياسي للأسطورة
إن تأثير رئيس وزراء إسرائيل في الخارجية الأمريكية أكبر من تأثيره داخل بلاده وإن الصوت اليهودي حاسم في عملية الانتخابات الأمريكية ويحدد من يحصل على الأغلبية في انتخابات رئاسة الجمهورية.
وتعد لجنة الشوؤن العامة الأمريكية الإسرائيلية أقوى قوى الضغط المعترف بها في الكونغرس وقد انضمت اسرائيل إلى الأمم المتحدة بفضل هده الضعوط وقد أقر الرئيس ترومان بذلك: (اعذروني أيها السادة، فهناك مئات الآلاف من الناخبين ينتظرون نجاح الصهيونية وليس هناك آلاف الناخبين العرب).
وقد أقر رئيس الوزراء البريطاني بالقول أن المال اليهودي والصوت اليهودي شكلا ملامح السياسة الأمريكية في فلسطين.
"
رئيس وزراء بريطاني أقرّ بالقول أن المال اليهودي والصوت اليهودي شكلا ملامح السياسة الأمريكية في فلسطين
"
أما الرئيس جون كنيدي فقد أقر لبن جوريون بأنه (مدين لأصوات الشعب اليهودي الذي انتخبه فقل لي ما الذي يجب عليّ أن أفعله من أجل الشعب اليهودي!).
أما الرئيس جونسون فقد مضى إلى أبعد من ذلك في تأييده لإسرائيل إبان حرب الأيام الستة، إذ أمر برفع الحظر عن توريد السلاح لإسرائيل عقب حرب 1967 وزودها بطائرات فانتوم.
وبعد حرب 1973 نجحت قوى الضغط اليهودي في تسليح إسرائيل وتقديم معونة تبلغ ملياري دولار، ووصل الأمر بكارتر إلى القول أن بقاء إسرائيل لا يدخل في نطاق السياسة بل واجب أخلاقي.
غير أن بيع طائرات إف 15 إلى مصر قد قوض مكانته، فيما قام خلفه ريجان بمنح إسرائيل معونات تبلغ ملياراً ومائتي مليون دولار لسنتين وباع طائرات الأواكس للسعودية ب8.5 مليارات، شريطة ألا تستخدم بأي صورة من الصور في تهديد إسرائيل، وبعد أن تعهدت بعدم التحليق بها فوق الأجواء السورية والأردنية ومن ثم الإسرائيلية.
انطلق بيجن من حلم بناء إسرائيل الكبرى في سياسة بناء المستوطنات واعتبرها ريجان أنها تصب في وقف المطامع السوفيتية في نفط الخليج! واتفق شارون مع كاسبر وزير الدفاع الأمريكي على تعاون استراتيجي للتصدي لأي تهديد سوفيتي للمنطقة.
أما عملية غزو لبنان فقد كانت بموافقة وضوء أخضر من الإدارة الأمريكية بغرض فرض حكومة معينة من إسرائيل.
وخلال عشر سنوات 1984-1994 قدمت أمريكا دعماً بقيمة 28 مليار دولار.
وقد لخص فولبرايت رئيس مجلس الشيوخ الموقف بأن 70% من أعضاء المجلس لا يتخذون قراراتهم وفق ما يمليه عليهم ضميرهم، بل وفقاً لما تمارسه عليهم جماعات الضغط.
واعتبر بول فندلي صاحب من يجرؤ على الكلام وعضو مجلس الشيوخ لمدة 22 عاماً أن جماعة الضغط الصهيونية فرع للحكومة الإسرائيلية.
وفي فرنسا اعترف شارل ديجول بأنه توجد قوى ضغط موالية لإسرائيل وتمارس نفوذها في وسائل الإعلام على وجه الخصوص، ولم يجرؤ أحد غير ديجول على قول مثل هذا الكلام في فرنسا وهو ما زال صائباً حتى اليوم.
وقد تعرض كاتب (الأساطير) إلى تجربة شخصية جرت عليه سلسلة من المعارك بينه وبين الصهاينة في مجال الإعلام وأصبحت المطابع ودور النشر تعتبر النشر لرجاء جارودي مجازفة بمكانة المؤسسة في السوق.
وحتى عندما خسرت الرابطة الدعوى القضائية التي رفعتها ضده لم يجد ذلك الخبر محله للنشر إلا في بضعة سنتمترات في الصحيفة التي نشرت المقال محل الدعوى (لوموند)، رغم أن مدير تحريرها كان من ضمن المتهمين في القضية!.
المعجزة الإسرائيلية:
والمعجزة لم تكن سوى التمويل الخارجي الذي حظيت به إسرائيل، فقوة القبضة الإسرائيلية تأتي من القفاز الأمريكي والدولار الذي يبطنه.
"
المعونات الأمريكية لإسرائيل والعرب عند مقارنتها تجد أن الإسرائيلي يحصل على 435 دولاراً، فيما يحصل الفرد العربي على 36 دولاراً خلال الفترة من 1945-1967م
" بل ومن التعويضات التي فرضتها على ألمانيا لأنها استقبلت 500 ألف مهاجر يهودي فارين من النازية وتكلف عملية إدماج الفرد الواحد ثلاثة آلاف دولار، أي مليار ونصف المليار، وشكلت الأموال الألمانية عاملاً أساسياً في نمو إسرائيل، وخاصة قطاعات الزراعة والصناعة والاتصالات.
وعن طريق الابتزاز الإعلامي حصلت إسرائيل على مائة مليون دولار من النمسا في ذلك الوقت.
ولكي ندرك مغزى هذه الأرقام علينا أن نتذكر أن المعونات التي قدمت لأوروبا الشرقية في إطار خطة مارشال هي 13 مليار دولار، أي أن إسرائيل (أقل من مليوني نسمة) حصلت على نصف ما حصل عليه 200 مليون أوروبي شرقي.
وبنظرة على المعونات الأمريكية لإسرائيل والعرب نجد أن الإسرائيلي يحصل على 435 دولاراً، فيما يحصل الفرد العربي على 36 دولاراً خلال الفترة من 1945-1967م.
وخلال السبعينيات كان يهود الشتات هم المصدر الأساس لتزويد إسرائيل برؤوس الأموال، أما الآن فإن المعونات الأمريكية سنوياً (2.8 مليار) تفوق ما يدفعه يهود الشتات (900 مليون دولار).
وفي العام 1980 بيعت أسلحة بمبلغ مليار دولار أسقطت منها 500 مليون دولارعند التسليم، وعند العام 1983 أصبح تسديد الديون أمراً صورياً، وفي حرب العدوان 1956 تدفق السلاح على إسرائيل بموجب اتفاق سري ولا أحد يعرف قيمة هذه المعونات.
ووسعت الولايات المتحدة نطاق معوناتها لتشمل الجانب الاقتصادي وزادت بعد حرب 1973 ويبلغ نصيب الفرد من المعونات الأمريكية ألف دولار وهو يعادل ثلاثة أضعاف دخل المواطن المصري، وعليه فإن كل ما يهم الأمريكي هو الحفاظ على جيش من المرتزقة يرتدون زي الجيش الإسرائيلي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.