صدر عن المركز العربي للدراسات الغربية بالاشتراك مع دار الفارابي كتاب "من يجرؤ علي نقد إسرائيل" للكاتب والباحث الإستراتيجي الفرنسي باسكال بونيفاس، ترجمة الصحفي والباحث أحمد الشيخ. يحكي الكتاب قصة الردع الاستباقي الذي يمارسه اللوبي الصهيوني في المجتمعات الغربية لإفشال أي نقد يوجه لإسرائيل، لاسيما في فرنسا، ويقدم المؤلف توثيقا هاما يعكس تطور الوعي السياسي الفرنسي والأوروبي تجاه إسرائيل، مع ازدياد قمعها للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وردود أفعال غلاة الموالين لإسرائيل علي هذا التغير في مواقف شرائح كبيرة داخل الرأي العام الفرنسي والأوروبي لغير صالح إسرائيل. يرصد بونيفاس في كتابه الوقائع والأحداث والتصريحات، وبعضها يتعلق بما عايشه شخصيا، وبعضها الآخر ينتمي إلي مجال التحليل السياسي والاستراتيجي لأزمة الشرق الأوسط وتداعياتها. كما يروي قصة صراعه مع غلاة الموالين لإسرائيل، وكيف بدأ الصراع بمذكرته السياسية التي أرسلها إلي قادة الحزب الإشتراكي الفرنسي قبل انتخابات الرئاسة الفرنسية مباشرة، والتي حذر فيها قادة الحزب من أن دعمهم المطلق لإسرائيل، سيؤثر علي نجاحهم الانتخابي، وأن أبناء الطائفة العربية والمسلمة المقيمين بفرنسا والذين يملكون حق التصويت، ينظمون أنفسهم الآن، وينبغي أن يؤخذوا في الاعتبار، وأن الساحة الفرنسية تشهد تراجعا وانحسارا للتعاطف مع إسرائيل بالقياس إلي ما كان عليه الأمر في الماضي. ويقول بونيفاس أن القيامة قد قامت، فقد انطلقت حملة شرسة قادها سفير إسرائيل السابق في باريس إيلي بارنافي ، الذي وصف بونيفاس في جريدة لوموند بأنه يقف علي حدود العداء للسامية، ثم تطورت الحملة في الصحف والمجلات والاذاعات والقنوات التليفزيونية، الي عمليات تشويه وتشهير، وتلقي تهديدات بالقتل، ومورست ضغوط كبيرة لإقصائه من عمله كمدير لمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، كما مورست نفس الضغوط علي أصدقائه ورؤسائه للتخلي عنه. ويحلل بونيفاس أحد أشهر آليات الضغط الصهيونية وهي الاتهام بمعاداة السامية، ويناقش الكتب الجديدة التي تناولت معاداة السامية في الوقت الراهن، ويناقش كذلك الإحصاءات التي أعدها المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا. ويؤكد بونيفاس أن التركيز علي فزاعة العداء للسامية يخدم أغراضا أخري قد لا تكون لها علاقة مباشرة بقضية معاداة السامية، فإسرائيل أمام التحدي الديموغرافي الذي يواجهها، تقوم -كما يري المؤلف- بتصعيد الشعور بالخطر لدي يهود فرنسا حتي تجبرهم علي الهجرة الي إسرائيل، كما يسمح لها الحديث عن العداء للسامية في فرنسا بالتهرب من الحوار مع الفلسطينيين والذي تؤيده وتدعمه السياسة الفرنسية. يقدم الكتاب أيضا صورا غير معروفة عن الإعلام الفرنسي الذي عادة ما ينظر له في واقعنا العربي علي أنه موال لإسرائيل، بينما الوقائع والأحداث التي يشير اليها المؤلف تقدم صورة مغايرة إلي حد ما ، حيث نجد دعاوي قضائية ضد بعض الإعلاميين وضد أجهزة الإعلام التي لا تسير في فلك الرؤي والمواقف الإسرائيلية. المصدر: الراية القطرية + مواقع أخرى