بشفافية السرورية.. خطوة سارة حيدر المكاشفي فاجأتنا بالأمس الصحافية المثابرة صباح أحمد بخبطة صحفية مدوية كشفت من خلالها محصلة الزيارة السرية لشيخ الجماعة السرورية محمد سرور بن نايف زين العابدين السوري الأصل والبالغ من العمر حوالي ال «57» عاماً، حيث قضى يومين بالخرطوم أنفقهما في لقاءات حصرية بالجماعات السلفية بمختلف مسمياتها والتقى أثناءهما وحاور وتفاكر مع قيادات هذه الجماعات ومن أبرزهم الشيخ محمد عبد الكريم والشيخ عبد الحي يوسف والشيخ الامين الحاج والدكتور علاء الدين يوسف واربعتهم ممن عرفوا في أوساط الرأي العام بالغلو والتطرف واستسهال إصدار الاحكام التكفيرية، إضافة إلى الشيخ سليمان أبو نارو، وقد أثمرت لقاءات الشيخ سرور الذي تنسب إليه الحركة السلفية السرورية لغلبة تأثيره الفكري والحركي والتنظيري عليها باكثر من حظ وكسب بقية إخوانه مؤسسي هذا التيار الذي لا يحبذ بعض مؤيديه ومناصريه تسميته بالسرورية ويفضلون عليها إسم السلفية الاخوانية أو السلفية الحركية ولكن سرى عليه اسم السرورية رغم رفض الشيخ سرور نفسه لهذه التسمية، أثمرت لقاءات الشيخ عن جملة من التفاهمات مع قادة وشيوخ التيار السلفي السوداني حول قضايا وهموم العمل الاسلامي والتحديات التي تواجه الأمة الاسلامية وتوحيد صف الجماعات الاسلامية كما جاء ذلك على لسان أحد القادة السلفيين بحسب خبر صباح الصبوح الذي عنَّ لي في البداية أن أجعله عنواناً للعمود هكذا «خبر صباح الصبوح» ولكني عدلت عنه لاحتفظ للسرورية بحقها أولاً ثم ثانياً لأن ما إنتهت إليه مجهودات شيخها كان خطوة سارة، غير أن أحلى ثمار المراجعات الفكرية التي تمت بين الشيخ وممن يعدون في خانة مريديه أو تلامذته كانت هي التواضع على نبذ الغلو والتطرف والتخلي عن نهج التكفير الذي كانت جماعاتنا المحلية تكثر من التلويح به ولها سجل حافل ومليء بصكوك التكفير التي طالت كثير من الشخصيات والاتجاهات والأحزاب بل لم تنجو منها حتى الصحافة والصحافيين، ما إختلفت هذه الجماعات مع أية جهة من الجهات أو قال أحد برأي لم تستسغه إلا وسارعت لكنانتها التكفيرية المعبأة واستلت منها نصاً ورمت به في وجه مخالفيها أو من تخالفهم، وأن تتخلى الآن هذه الجماعات على الأقل من السهولة التي كانت تصدر بها أحكامها التكفيرية وأن تعلن نبذها للغلو والتطرف، فذلك ما يجلب السرور ويستحق الاحتفاء والاطراء.. لا أدري لماذا أحيطت زيارة بمثل هذه الأهمية بسياج من السرية والتكتم، لماذا لم تعلن، ولماذا لم تذع أخبار لقاءات زعيم التيار السروري بالعالم العربي والاسلامي، ثم وبعد أن إنتهت الزيارة إلى هذه النهاية السعيدة ما الذي يمنع نشر تفاصيلها على الرأي العام الذي طالما قرأ وسمع فتاوى التكفير من هذه الجماعات وآن له الآن أن يقرأ أكثر عن توافقها وتواضعها على نبذ الغلو والتطرف والتخلي عن نهج التكفير الذي لم تعد له جدوى في زمن التفكير حين يصبح العقل بلا معنى ويصير التفكير مجرد عبث في زمن التكفير. ثمة كلمة قصيرة في الختام حول علاقة زعيم السرورية ب «ثورة» الانقاذ، فمن المعروف عنه أنه لم يكن في يوم ولن يكون على وفاق مع الدكتور حسن الترابي بسبب آرائه واجتهاداته وهذه مفروغ منها، ولكنه فيما يخص الانقاذ لم يكن يعارضها ولكنه لم يكن من المتحمسين لها في بدايتها حين كان أمرها غامضاً، ثم أصبحت بالنسبة له صدمة عندما عرف أن من صنعها هو الترابي، ثم أخيراً أصبح من المهتمين بأمرها وأعاد نظرته فيها وتخلى عن مواقفه السلبية تجاهها... الصحافة