إستفهامات أقرع سعر الدولار يا د.صابر أحمد المصطفى إبراهيم من إنجازات البنك المركزي الذي على قمته الدكتور صابر محمد الحسن، من إنجازاته التي فخر بها كثيراً بل طويلاً (ليس هذا المبنى الجميل من الداخل والخارج) بل ما فخر به تثبيت سعر الصرف لفترة طويلة في سنوات ما قبل الأزمة الاقتصادية – نقول العالمية أم الأمريكية، كلو واحد. في تلك الفترة التي ساد فيها ثبات سعر صرف الدولار عند 2.1 – 2.2 جنيه سارت الحياة سيراً مطمئناً وما عاد يشغل الناس ارتفاع سعر أو انخفاضه، لأن كلا الارتفاع والانخفاض مربوطان بالعرض والطلب والمواسم الزراعية.ولكن منذ انخفاض سعر النفط العالمي من 140 دولار للبرميل الى نصف المبلغ، انكشف ظهر أسواقنا الهشة وعاد إليها كل قبيح من تعدد الأسعار وعودة السوق الأسود خصوصاً في العملات. ما تسأل عن سلعة إلا وتجد زيادة كبيرة في سعرها، وإجابة لماذا دائماً: يا أخي أنت عارف سعر الدولار كم؟ بالأمس قلت أسأل من سعر هذا الدولار الذي دخل في كل مسام اقتصادنا – حتى بائعة الشاي مربوطة بسعر الدولار، حيث يستورد الشاي من كينيا وزاد سعره في الأيام الماضية، وطبعاً السيد السكر تسيطر عليه مافيا الاحتكار عن عمد، أنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من احتكر على المسلم طعامه ضربه الله بالجذام والإفلاس)، وروي:\"الجالب مرزوق والمحتكر ملعون\". بالمناسبة اللعن هو الطرد من رحمة الله. سعر الدولار بأسواق الأمس القريب بين 2.8 و2.9 يعني يقترب الى ثلاثة جنيهات كأعلى سعر بلغه في تاريخ الجنيه السوداني، وانعكس غلاءً في الأسواق بسرعة شديدة، وتأثر به كل مستهلك مما يتطلب وقفة في هذا الاقتصاد السوداني المشوه. اقتصاد سوداني لا يبشر بخير، الاستيراد يجب أن يكون بقدر الحاجة، والحاجة المفيدة للجميع، ما معنى استيراد كل صغيرة وكبيرة دون التفات لإنتاج محلي ولا حاجة ولا ضرورة، لماذا هذه السلع التي لا تهم إلا حفنة مترفة قليلة إن وجدوها ما شكروا وان فقدوها ما ماتوا. أخي صابر مطاردة باعة الدولار المتجولين ليست حلاً كما رشح من معالجاتكم المرتقبة ولا الصرافات ولا السماسرة، كل هؤلاء كانوا موجودين يوم استقر سعر الصرف لعدة سنوات أبحث عن علة أخرى قد تجدها في مكان آخر بل أحسبك تعرفها تماماً، ولكنك لا تستطيع الجهر بها لأن في فيك ماء. ما لم تتوازن الثروة في السودان ويتعافى القطاع الزراعي – الذي عليه المتعافي - بشقيه النباتي والحيواني حتى نأكل ويأكل معنا جيراننا من خيرات هذه الأرض، لن يرى هذا الاقتصاد الخرطومي عافية. الآن عليك أن تقرع سعر الصرف يا صابر كيف؟ أنت أدرى. وإن بلغ ثلاثة جنيهات ما عليك إلا الاستقالة. التيار