القاعدة في السودان ومصارف صحي النظام حسن ابراهيم فضل [email protected] طالعتنا الصحافة بالأمس عن هروب من أدينوا في مقتل مسئول المعونة الأمريكي جون قرانفيل وسائقه السوداني عبد الرحمن عباس مطلع رأس السنة عام 2008 , عبر مجاري الصرف الصحي من سجن كوبر بالخرطوم بحري , والشيء المثير في القضية ليست عملية الهروب الدرامي فحسب , بل الطريقة التي صاغها أجهزة النظام كأسباب للهروب وهي مجاري الصرف الصحي ( إن وجدت طبعاً) من المعروف وبكل أسف المؤسسات العامة في الخرطوم وخاصة الإصلاحيات العامة كالسجون وغيرها عندما تقترب منها تحسبها مصرف للصحة بحد ذاته , بروائحها النتنة لقدم هذه المجاري بل ولضيق هذه المصارف بل وان موت قطة في إحداها وهي كثيرة الحدوث تقفل المجرى وتقلب المكان لبحيرة من المياه النتنة وهو سبب كافيي لدحض فرية أن الهروب تم عبر هذه المجاري. وهذا ليس كلامي بل حديث مهندسين ذو دراية بخبايا موقف التصريف في ولاية الخرطوم بشكل عام. فليكن رواية الأجهزة السودانية صحيحة , ألا يطرح عملية الهروب هذه تساؤلات عدة حول من الذي يقف وراء العملية ؟؟ ** وهل العملية تمت دون تواطوء ممن يحرسون السجن ؟؟ ** ألا يطرح مقتل عنصر من الشرطة التي تطارد المجموعة بغرب أم درمان بالسلاح الناري سؤال عن حجم الخطر الذي يمثله هؤلاء ومن خلفهم ؟؟ ** ألا يعتبر عملية مراقبة أنشطة الجماعات الأصولية في السودان وما تدرسها هذه الجماعات خاصة الأجنبية منها التي تديرها شوام ومغاربة في السودان أمر في غاية الأهمية ؟؟ عملية الهروب هذه تعيد للأذهان كثير من الأحداث التي دلت بوضوح على نشاط المنظمات المتطرفة في السودان , بداء بالكتابات التي ظهرت في جدران بعض المؤسسات والمحال مرورا ببيان القاعدة في السودان في أكتوبر من العام 2008 عن تبني هؤلاء الأربعة و مسئولية عناصرها عن مقتل مسئول المعونة الأمريكي جون قرانفيل وسائقه في الأول من يناير / كانون الثاني عام 2008م ، وأن جهادها وقتالها ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها من \"الصليبيين والكفار\" سيتواصل , الأمر الذي يؤكد دور القاعدة في عملية هذا الهروب. فضلا عن الفتاوى التي أصدرتها ما يعرف بالرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان ، التي أصدرت بياناً بتاريخ الخميس 20/8/2009 يتضمن فتوى دينية تدعو لمنع النشاط القانوني للحزب الشيوعي السوداني بالعنف . وأردفت الرابطة القول بالعمل فأرسلت مجموعة من الشباب مسلحة بأسلحة بيضاء لتوزيع بيانها في دار الحزب الشيوعي بالجريف غرب ، ولفض الاحتفال المقام بمناسبة افتتاح تلك الدار , بالإضافة إلى احتفال بعض المنظمات الإيرانية لأول مرة جهرا في السودان بطقوسها . كل هذه المعطيات تنبئ عن تنامي التطرف الأصولي في السودان , وان لم تضح بعد عن تنسيق ما بينها ولكنها في المحصلة الأخيرة تخدم أجندة أصولية تضيق الحريات العقدية وحرية التعبير كحق كفله الدستور في بلد متعدد ومتنوع مثل السودان , كما يثير البغض بين مكونات السودان . الوجهة التي سلكها الهاربون غرباً دليل آخر يضاف إلى التقارير التي تحدثت عن نشاط للقاعدة في ولايات السودان الغربية خاصة منطقة كردفان ودارفور واستفادة هذه المليشيات من الفراغ الأمني في تلك المناطق , فضلا عن استخدام النظام لبعضها كمرتزقة للقتال نيابة عنه في قتال التمرد. مما يدل على أن هناك مساعدات لوجستية في انتظار الهاربين في تلك المناطق لإكمال المشوار نحو الصومال التي تعتبر معقل القاعدة والإرهاب في أفريقيا. هروب هؤلاء يضع المجتمع السوداني أمام حقائق مهمة ,عن المستقبل المظلم الذي يلوح في الأفق عبر أنشطة إرهابية تدار في البلد بعلم أو بدون علم النظام, المهم هناك أنشطة لم تنتهي بتلك الشاحنات التي قصفت في ساحل البحر الأحمر بعلم دولة جارة وبتكتم سوداني لولا تسريبات إسرائيلية , ولا بهروب عناصر قتلة قرانفيل. بل هناك حاجة ملحة لمراقبة أنشطة الجماعات التي تنشط في السودان وما هية الأنشطة والأفكار التي تدرس خاصة وان بعض هذه الجماعات خرجت أحد قتلة قرانفيل إن لم يكن جميعهم خريجي مدرسة معروفة من الأصولية في السودان.