حديث المدينة من أين جاء.. هؤلاء ؟؟ عثمان ميرغني شكراً للإخوة في منبر السلام العادل الذين أهدوني (برهاناً) جديداً على ضلال فكرتهم التي بها يعمهون (لعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ).. في مناظرة بمقر حزبهم في شارع الحرية.. شارك فيها الأمين العام للمنبر الأستاذ البشري والعميد (م) ساتي سوركتي والأستاذ أحمد عبد الرازق من حزب المؤتمر الشعبي.. والأستاذ على ياسين الكاتب المعروف بصحيفة الانتباهة.. والذي كتب أمس في عموده (معادلات) يختصر الفكرة في أنّ مطالبتهم بفصل الجنوب ليس إلا لتوفير سبل الحياة الكريمة للشمال والجنوب معاً.. وأنّ (الانفصال) مطلب جنوبي.. يؤيده حزب منبر السلام العادل.. والحقيقة الأليمة أنّ الانفصال الذي يطالب بعض أو غالبية الجنوبين به ليس هو الانفصال الذي يدعو له منبر السلام العادل (بدعم رسمي قوي).. للجنوبين الحق في تقرير مصيرهم، والتعبير عن إحساسهم بالظلم و المطالبة بوطن منفصل يتيح لهم التخلّص من الإحساس الثقيل بأنّ الشمال يعتلي ظهورهم .. (حمل المتظاهرون الشباب في قلب جوبا قبل أيام قلائل رسماً كاريكتورياً يظهر فيه شمالي يلبس الجلابية وهو يعتلي رقبة جنوبي عريان.. ويقول له بكل استعلاء.. يا أخي يجب أن نظل متحدين هكذا).. لكن الذي يطالب به منبر السلام العادل هو أقرب إلى روح الوضع الذي كان عليه نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا (الأبرتايد).. فهي دعوة ل(طرد) الجنوبيين من وطن هم يملكونه من نمولي إلى حلفا تماماً مثل أي شمالي.. والأشنع من كل ذلك.. أنّ دعوة منبر السلام العادل ليست مجرد دعوة سياسية تهدف لتقسيم (الجغرافيا) إلى وطنين.. هي دعوة عنصرية ممعنة في النظرة الاستعلائية للجنوبيين بالصورة التي سمحت لأحدهم أن يجد الشجاعة ليقول أنّ ( الجنوبيين يجب أن يفصلوا ولو دخلوا كلهم في دين الله أفواجاً).. عنصرية تتعدى حتى على أصرة الدين إن وُجدت. لكن المشكلة ليست في دعوة عنصرية مثل هذه أن تجد من ينطق بها أو تجد من يصدقها ويدعمها ويتبعها.. ففي العالم كثير من الدعوات المجنونة التي وجدت من ينتمي إليها. لكن المشكلة في وطن يقبل أن تتسمى فيه مثل هذه الدعوة وتلبس ثوباً شرعياً تحت ضياء القانون وفي رابعة نهار السيادة الوطنية.. سيأتي يوم.. وتذكروا كلماتي.. يحاسب فيه كل من اقترف إثم الانتماء إلى هذا المنبر.. التاريخ لا يرحم.. يوم تنظر الأجيال إلى صحائف الماضي وتجد في بلدنا من كان يقسمها إلى دار عز.. ودار إذلال.. حرمات الوطن لها ثارات.. وعلى رأي دريد لحام في فيلم (التقرير).. انتظروا (كلو جاي في التقرير)..!! التيار