أنا لا أحب السودان !! عبدالرازق محمد يحيى [email protected] جاءني إبني منكسرا ذليلا و على خديه بقايا دموع فسألته عما به فرد بثقة مؤكدة بأنه لا يحب السودان و لا كونه سوداني !! الغربة لا تعادلها إلا الغرابة و لكن هل هي هروب أم ملاذ؟ للغربة طعم مر مفروض عليك تجرعه .. كل شيئ غريب حتى طعم الماء ... لون السماء و المشي في الطرقات ... الغربة سانحة أخرى لرؤية بلادك و لكن بعيون الآخرين .. نحن الكبار نفهم و نستوعب و لكن الأبناء لا يفعلون فوق السجن المضروب على الأسرة السودانية في الغربة فإن الأطفال يدفعون ثمنا باهظا لغيرما ذنب جنوه و لكن لقرار مفروض عليهم .. قرار سلبهم أن يعيشوا طفولتهم كما ينبغي لهم و الأسوأ أن هذه الصور القاتمة تستصحبهم طوال حياتهم لتكوّن لهم في الغالب شخصيات منهزمة شخصيات ذيلية في الراتبية بدءا من إجلاسهم في آخر الصفوف في الفصول الدراسية و مرورا بلعب دور المتفرج في تقسيمات الأنشطة الرياضية و إنتهاء بممارسة الصمت لدرجة الإدمان في أيما أمر يخص إهتمامات الطفولة لأن الآخر لم يأذن له بالتعبير عن نفسه .. و بغير إرادته يسكنه التردد و فقدان الثقة بنفسه هذا إذا لم يصل لدرجة أن يحتقرها و يحتقر توابعها التي تتمثل في الأسرة و الدولة التي ينتمي إليهما لعجزهما في توفير الحد الأدنى من متطلبات الطفولة ...أن يعيشها كما ينبغي لها أن تُعاش. أكثر إهتمامات مجتمع الطفولة هي الرياضة و في الرياضة كرة القدم ... كل طفل يتفاخر بإنجازات بلده من بطولات و فوز .. دول دخلت في الألعاب الإلكترونية ...و غياب كامل لدولة السودان فيضطر الطفل السوداني إلى تشجيع دولة لا يمت إليها بصلة شأننا نحن الكبار في المونديال الأخير ... ينزوي الطفل السوداني بعيدا حين تدور عجلة الكلام عن الرياضة لأنه ليس لديه إلا الهزائم و أقرانه الذين يحفظون أسماء منتخبات كاملة و لاعبيها لا يعرفون عنا إلا السودان... نهر النيل.. الهلال .. المريخ .. هيثم مصطفى و العجب!! جاءني إبني منكسر ذليلا و على خديه بقايا دموع فسألته عما به فرد بأنه لا يحب السودان و لا كونه سوداني !! ما السبب؟ أجاب ابني بأن الفرق السودانية دائمة الإنهزام و الجميع بالمدرسة يضحكون عليه لهذا السبب و عندما يلعبون يختار كل منهم إسم لاعب من بلده و عندما أختار هيثم أو العجب يضحكون أكثر بل يقترحون أسماء لاعبين محليين لبلادهم لأختار منهم .. بالله عليكم هل لإبني و من في شاكلته الحق بحب السودان؟ أحكموا و لكن بعقولهم لا بعقولكم