[email protected] الرجل الأوروبي له من الصفات الكثيرة والعديدة والتي يتفوق فيها على الرجل العربي، فالسلوكيات التي نشأ عليها الأوروبي وظل يمارسها تختلف عن تلك السلوكيات التي يتبّعها الرجل العربي، فظروف النشأة والتربية والبيئة وحتى المناهج التعليمية لعبت دوراً كبيراً ومقدراً في جعل الهوة كبيرة بينهما... فالأوروبي إنسان بسيط في تعامله مع الآخرين، صادق في حديثه، فهو لا يجيد أسلوب المراوغة والكذب و(اللف والدوران)، فالأمر لا يخرج عن كونه أبيضاً أو أسود (وبين بين دي هم ما ناسا)، الأوروبي لا يهتم بالمظهر الخارجي ونوعية ما يرتديه من ملابس، فقد تجده يرتدي (فنيلة وشورت مع حذاء رياضي) عند مغادرته من دولة لأخرى ممسكاً بكتاب يقوم بتصفحه متى ما سنحت له الفرصة خلال ساعات الرحلة، ولا يهتمون بمراقبة الناس والتمعن في أشكالهم، وهم لا يفضلون الثرثرة و(الكلام الكتير) الذي لا يجدي نفعاً ويميلون للحديث المختصر ذو الفائدة، وعند سؤال احدهم، يكون الرد بحجم السؤال لا أكثر ولا أقل، الأوروبي له سلوك حضاري في جعل بيئتهم نظيفة ويندر أن تجد منهم من يلقي ورقة أو كيساً على جوانب الطريق، وتعتبر مخالفة جسيمة في حالة إلقاء النفايات في الشارع العام، إنهم يتقنون العمل ومخلصون في عدد ساعاته، ولا يتقاعسون ويهربون من العمل بحجج مرضية وأعذار واهية، فكما يأخذون حقهم كاملاً يخلصون إخلاصاً تاماً فيما وُكلت لهم من أعمال، لهم دقة مواعيد متناهية، عندما يقول لك التقيك في تمام الواحدة، فتأكد أن الواحدة إلا خمسة هو في انتظارك... الرجل العربي يحمل من المتناقضات ما يحمل، وله أخطاء وسلوكيات عديدة، ولا ننفي تأثير البيئة والتربية على تلك السلوكيات، فهو يعشق الثرثرة و(الكلام الكتير)، حديث لا تستفيد من شيئاً فقط ضياع للوقت وصداع مزمن، كسول، العربي يفقد صفة الصدق إلى حد بعيد، ولا يبالي كون أن يظهر أمامك صادق أم غير ذلك، في المطارات وعند انتظارهم للرحلات لا تجدهم يتصفحون ويستفيدون من وقتهم بل يتحملقون في الناس ويراقبون تصرفاتهم ولا يملوّن من ذلك، إن كانت هناك علامة أو تحذير من عدم التدخين لا يحترمون ذلك المنع ويصّرون على التدخين ولا يهم إن كان هناك أطفال أو مرضى أو كبار سن، في الشارع غير مستغرب أن تجد أحدهم يلقي كيساً من نافذة سيارته .. الرجل العربي يهتم بالمظهر أكثر من جوهره فقد يرتدي أجمل الثياب في ذات الحين تجد عقله خالي لا يحمل فكراً أو علماً أو ثقافة كأنما يغطي بلبسه الجهل المتمترس فيه، العربي لا يهتم بالوقت والزمن، وإن وعدك يخلف في الغالب، ولا يجيد أسلوب الاعتذار فالأمر عنده سيان إن التزم بالموعد أو خالفه، ثقافة العربي العامة ضحلة، ولا يميلون للقراءة العامة وحياتهم غير منظمة وأهدافهم مبهمة.... لذلك تفوق الرجل الأوروبي على الرجل العربي في كل مجالات الحياة، وقد كانت للنشأة القدح المعلا في نجاح الأوروبي وتقاعس العربي.