"ميتا" تهدد بوقف خدمات فيسبوك وإنستغرام في أكبر دولة إفريقية    بورتسودان وأهلها والمطار بخير    المريخ في لقاء الثأر أمام إنتر نواكشوط    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    مليشيا الدعم السريع هي مليشيا إرهابية من أعلى قيادتها حتى آخر جندي    ضربات جوية ليلية مباغتة على مطار نيالا وأهداف أخرى داخل المدينة    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزراء بلا وزارات وتصريحات بدون موضوعيات وقصص عنصريات ولا في الغراميات من سودان العجائب
نشر في الراكوبة يوم 10 - 07 - 2010


وزراء بلا وزارات وتصريحات بدون موضوعيات
وقصص عنصريات ولا في الغراميات من سودان العجائب
كمال الدين مصطفى / الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
تدعي ما تعرف بحكومة الإنتكاس الفهم والعمق السياسي وتنتهج الأكاذيب والغباوات بل السذاجات إلى حد يتعدى علم العوارات والجهالات....!! كيف وأنى يحتاج شعب تعداده لا يتعدى الأربعين من المليونات بأن يعين لخدمته ما يفوق السبعينات من الوزارات وكل وزارة ليها ظلالات ... ولا يستحون بأن يصرحوا بإعلان برنامج للتقشفات...!! فهل هنالك معناً غير المتعارف عليه لهذه المصطلحات، حسبنا الله في زمان يتحدث الناس دون فرملات ولا إستحياءات فهل هذا وباء أم إبتلاءات....! نسأل الله السلامة وحسن الخاتمات...!! وزير دولة! وزير حكومات! وأغلبهم ليس له حتى في الخفر أو الحراسات ناهيك عن التخصصات، اللهم إلا الواسطات والبيوتات والنسابات والموازنات...!! أليست ربيبتكم بل حليفتكم الجديدة أم البشر، وهي الصين بلد المليارات، والتي تمثل لكم سنداً في كل الخطوات، بل الأحرى هي من القدوات ... فلما لم تستفيدوا منها بالخبرات وتسألوها كيف تدير شئونها إن إستعصت عليكم الإدعاءات والمنهجيات، والتي لا تفقهون منها سوى تجارة الديانات، والتخديرات والشعارات وبرامج التسكينات .... أسألوهم كيف يحكمون هذا الكم من الناسات .... وإن إفترضنا جدلاً مفهوم الطرديات والنسب والتناسبات فكم نسبة ما لديهم من وزارات مقارنة بعدد سكانهم وحجم الولايات لكي يديرون دفة الحكم في تلكم القارات.... يا من تضحكون على أنفسكم قبل الآخرين وتعتقدون بأنكم تحسنون التصرفات .... ماذا يفعل كل هذا الكم من التعيينات...!! سوى هدر موارد البلاد وزيادة الإسرافات من مال لا يعلم أصحابهعن حجم المصروفات...!!! بل منهم من يبيتون دون عشوات، ناهيك عن أهل المعسكرات...!! ومن لم يجدون العلاجات...! وأنتم تمدون أهالي غزة كرماً وسخاءً أسلحة ومتفجرات وتبرعات، مؤكدين ولاءاتكم لكل ما يتعلق بالعروبات، والتي لم تتشرفوا بها (إن قمتم عبيد وإن قعدتم كذلك وتعلمون ما ينعتوكم به أصحاب العقالات من وراء ظهوركم وتخدعكم تلكم الإبتسامات التي تشبه الإبتسامة الأمريكية وهي لإتقاء الشر وكفايات..!!) فمنذ إنضمامكم لجامعة الدول العربية وإستماتتكم في كل الملمات وتقديم الخدمات والتنازلات بل تحمل الإساءات لأنكم تمثلونا لديهم المؤخرات والتكملات..!!!
فعودة إلى ما لديكم من المسرحيات...!! ومن ضمنها تصريحات وزير خارجيتكم الجديد عمر كرتىيهات..!!! وبغرض تثبيت الكرسي والخانات... كأنه له في تلكم المجالات... ونقول لكم يا سعادة الكرتيهات.... نحن فقدنا الثقة في كل الكمبارسات وإن كانوا مؤهلين فقد أصابتهم اللوثات وأصبحوا مواسير ما فيها جلدات .... ومهامهم فقط التصريحات والتسميعات، فهذا حقاً هو زمن المهازل والدونيات ... وطالما كبيرهم أبو الجهالات فلا يمكن أن نتوقع سوى الخيبات والإرتدادات، فعلى سبيل المثال \"إن نبتت زهرة في كومة من القاذورات... فمن الطبيعي لن نشتم منها سوى أنتن الروائح والعفانات\".... وإني أتساءل أنى لكم بالتصريحات عن معادلات علمها الشعب السوداني قبل الميلاد ..!! فهل هذا ما لديكم من فرملات؟! أم ما كتبوه لكم في الوريقات وأنتم تقومون بالتسميعات..!!! وكيف تصرحون بأن الإختلاف في نتائج الإستفتاءات سوف تؤدي لحرب غاية في الصعوبات\"....! والله غريب بأن نسمع منك هذا وأنتم تعلمون بأن الإستفتاء ليست إنتخابات...لغةً ومعناً ومصطلحاً... فهو تخيير بين إثنين....! لا ثالث لهما...!! فهل تقومون بقتل أم حبس وإعتقال شعب الجنوب في السجون أم الملاجئ..أم...!! إن كنتم فكرتم في تزوير النتائج...! فحقاً هذا قمة الغباءآت، وهذا هو تهديد بل هو تمهيد لما تكيدون... لكن لا أظن ستحالفكم النجاحات....! بل لا يمكنكم خداع الناس في كل المرات...! فهنالك الكثير من المتغيرات..! وإسطوانة أمريكا تعمل على فصل الجنوب، هي إسطوانة أكلتها الشرخات وأصبحت ما بتقوم طيارات... وممكن تفهم في مثل هذه الرندوقات...!! لكننا نعلم بإنكم لستم بأهل نزاهات وفي كل لكم خساسات... وقد ذهبوا مزوري الإنتخابات وجاءوا منظري ومهندسي الإستفتاءات...!فهل ياترى سيطبقون الأجندات..؟؟؟!!! فأنتم بمسلككم هذا تهيئون الرأي العام لتلكم التكهنات... بغرض التزويرات... لكن لكم ولكل من قبيلتكم في النظامات أن تعوا ....! هذا مشروع إنفصالات و قد تحدثنا وغيرنا فيه من قبل، وهي في الحقيقة إستقلالات .... دون أدنى شك وكل صاحب كرامة وكبرياء من أبناء الجنوب ينبغي عليه فهم هذه المعادلات .... وإن العمر الذي عاشه جنوبنا الحبيب كما تدعون في الخطابات...! كجزء من السودان، ومنذ الإستقلال ليس بقليل وكان محيطاً من الدماءات.... ولم نرى فيه سوى الذل والإهانات والحروبات وأشنع وسائل الدمارات .... وعرفت المنطقة بديار الكفر بل وتوجب على الكل القيام بالجبهادات والإستشهادات .... وفي تلكم الفترات كان الشمال والغرب والشرق يمثلون الشماليات من البلاد، وليكون كل الجنود والمقاتلين منهم خاصة منطقة دارفور وكردفان والشرق وطبعا منطقة الشمال يمثلون الضباط والقيادات...!! وهكذا مرت اللعبات وقتلتم من الإبرياء ما لا تحصيها العدادات.... وقد عشنا حيناً من الدهر، بجنوبنا المنكوب، ورأينا خلالها الهوايل والويلات في تلكم الفترات!!... ولم تسلم من آلياتكم حتى الدجاجات والبقيرات وتحرق القرى والمساكن وما بها من مخلوقات ودون رحمات... ناهيك عن الفارين منها إلى عاصمة المثلثات ولكنهم للأسف... فهم إن جلسوا عبيداً وإن قاموا عبيداً ... فهل يا ترى ... جاءت اللحظات وكفرتم عما قمتم بها من عمليات .... (ودارفور ليست ببعيدة عنكم أم إمتسحت لديكم الذاكرات...!!) وإن ما يقوم به تلفزيون النظام الأعرج من البرامج الموجهة والأغنيات وأناشيد المناسبات، فهي لا تسد تلكم الفرقات، أو تنسي الناس المآسي وتلكم الظلاميات... أليست زيارة أبوجهل المطلوب للعدلات إلى دارفور عند صدور المحكامات من الجنائيات كانت من اللعبات...! ومنها قيام الدورة المدرسية بالفاشر فهي كانت من المخططات....!!! ولا سيما إستقبال أهالينا له بأرض النضالات، وإكرامهم له، هو حسن نوايا وقمة في الأخلاقيات بل بيعتهم ومساندتهم له بتلكم السذاجة، كان حقاً يستحق حسن الثناء ورد الإعتبارات أو على الأقل بعض التقديرات....! لكن للأسف ما كان منه سوى كيل الإساءات في أغلى ما نملك وهن الأمهات والأخوات والزوجات، بل هدر للكرامات، ولم نسمع منه حتى حينه إنكار تلكم الإدعاءات...! و كأن شيء لم يك، بل قام نظامه بتدبير أكبر النصبات، فيما يعرف بسوق المواسير والسرقات، من أجل زيادة الإذلالات، وهذا إنما ينم عن سوء الخلق والخيانات وليست لهم في العهودات...!!! وفي خلال زيارته المشئومة تلكم الأيام أصبح تلفزيون اللانظام دارفوري المزاج والهوي بالميلاد..!!! ولكن لم تتعدى سوى أيامات وعادت ريمة لما لديها من عادات .... ولم نسمع بدارفور وكأنها إختفت في السوناميات....!! فإن عدتم عدنا... وليتكم تفهمونها وتفوتوا عليهم الفرصات...!!!
فهذه الأيامات تلفزيون المناسبات وكعادته أصبح جنوبي الهوى والمزاج وبإمتياز لتمرير المخططات وسرعان ما ينفض العرس وتتوالي هزائم المسلسلات، وهذا جزء مما لديهم من العادات ولا يمكن أن يسجلوا عنها الإستغناءات وإلا وسوف تقل لديهم السعادات..!!
أعزائي أهالينا بجنوب السودان ...!! إن التاريخ لن يصنع نفسه والفرص لن تكرر نفسها، فهذه حقائق.!! بل الإنسان هو الذي يصنع التاريخ ..!! نحن شعب أفريقي مأصل في الأفريقيات.. ومن كل الناحيات لغات وألوان وثقافات...!! ويجب ألا يضحك علينا في كل المرات ونباع ونشترى في المزادات.... والإنسجام أصبح من المستحيلات... فهنالك جيل بأكمله لا يعرف عن محيطه بل مسكنه ومدينته وقد أكمل الجامعات ولا يعرف حتى كتابة أبسط الخطابات... هنالك جيش من الجهالات وكم كبير من الجامعات ولها أنواع من المسميات، وكأنها بقالات ولا نعلم ماذا يخرجون للبلاد وهم من المغلوبين ون على أمرهم وأبناء الهامشيات...!! فأبنائهم يدرسون بالخارج في أرقى الجامعات والمهمشون يجندون للعمالات والمهنيات لزوم أكل العيش وكفى تنويراتن بل يبرمجون على أدنى المستويات وحتى لا يناكفوا أبناء الذوات، وألا يفهموا أو يتبحروا في السياسات أو حتى يهتمون بحكم أو إدارة البلاد..!! وكمثال أسألوا عن عدد المنح المهداة من دولة الصين للبلاد فهي تتعدى الألوفات....!!! فلعلكم تتحروا كم من المهمشين تمكنوا من الإلتحاقات....! والله إن علمتم قد تشيب رؤسوكم وتذهلون من الصدمات...!! هنالك الكثير والكثيرات... فكيف لهذا الجيل معرفة السودان فهو جيل لا يعلم ماذا جرى للجنوب في الغابر القريب والقريب من الزمانات، ولا يعلم ماذا يجري في دارفور....! فأنى له أن يتعامل مع الجايات.... وهو رضع من هذا النظام دماً ومفاهيماً وعنصريات وقبليات...!! ومن النكات الطريفة في آخر الإحصائيات لعدد الطلاب بالجامعات والمعاهد السودانية فقد إعتمد على الأساس القبلي في التعدادات \"ما هي قبيلتك؟\" وليس الإقليم أو المنطقة على الأقل...!!! فماذا تكون هي التوقعات...!
حكاوي بلد العجائب وكيف كانت تدار المخططات..!!
ومن أمثلة تلكم الحكاوي وكما أذكر عندما تقدمت إلى كلية الشرطة في العام 1985، في عهد الحكم الإنتقالي... وهذه من الحوداث التي لم ولن تتمحي من الذاكرة ... وبتوفيق من المولى عز وجل فقد أكملت كل المعاينات المبدئية والكشف الطبي، وتبقت أمامي معاينة القائد....!! ففي ذلك اليوم وعندما دخلت المعاينة كان مكتباً فخماً ...! وتتلألأ فيها النجوم والنياشين والعلامات الحمراء وتلكم البزز الرمادية، وقد كانت لها من الهيبة والوقار مكانات والتي لم نرها هذه الأيامات ...!! فوقفت أمام عدد من الضباط الكبار، وكان يتوسطهم مدير شرطة الخرطوم آنذاك (طيب الله ثراه ورحمه)...! وكان يحيطه عدد من كبار الضباط في رتبة لواءات وعمادات، و من الشمال واليمين... فبادرني سعادته، بأول سؤال.. \"ما إسمك؟، فأجبته وما كان منه إلا أن قال لي \"ما جنسيتك؟؟!!!!!!!!!\" فإندهشت حقاً لكني قلت له سوادني..!!! فإرتسم على ملامحه بعض التضجر والضيق، فرد قائلاً \" إني أعرف أنك سوداني...! لكني أعني ما هي قبيلتك...! ومن تلكم اللحظة تيقنت بأن الموضوع هو تحصيل حاصل...! فلم أكترث إطلاقاً بالنتيجة...!! ولم أك متوقعاً مثل هذه الأسئلة...! فقلت له \"أنت قلت جنسيتك..!! فأنا سوداني... أما إن تريد قبيلتي فأنا زغاوي..!! فقال لي...! \"لماذا لم تقدم من مدينة الفاشر؟..!\" فلم أتردد في سرعة الإجابة عليه... وبكل جرأة ...\" ألم تك الخرطوم عاصمة قومية...!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فبلعها على مضض ...!!! وسألني مرة أخرى لماذا لا تدرس الجامعة ولديك مثل هذه النسبة؟ أجبته \"هنالك عدة دوافع وأسباب جعلتني أقرر الألتحاق بكلية الشرطة من ضمنها قراركم بتغيير الدارسة بالكلية لأربعة أعوام ومنح ليسانس قانون إبتداءاً من هذا العام، إضافة لاسباب أخرى..! فأومأ إلى من بيمينه.... فبدأ اللواء الذي كان بيمينه بتقديم سؤال إختباري عبارة عن \"متى تأسست منظمة الوحدة الأفريقية ومقرها وأهدافها\" وحقيقة لم نك نعرف التقصيرات في مثل تلكم الإختبارات فقمنا بالواجبات كأن شيئاً لم يك وإنتهت المعاينة..!! ولم يروق لهم ذلك..!! وكنت حينها غير مهتماً بالأمر .. واضعاً تلكم المقولة والحكمة التي تعلمتها من الوالد \" أطلب الحوائج بعزة النفس فإن الأمور تجري بالمقادير\" ...!! وعندما رويت ما جرى لزملائي بالخارج... فمنهم من نعتني بالجنون وتضييع الفرصة...! وبأنه ما كان ينبغي علي الرد بمثل تلكم الطريقة وخلافه...!!! ولكني لم أعر الأمر كبيراً من الإهتمام...! وكان ما كان... !! ومن المفاجآت وبعد حوالي شهر تقريبا تم قبولي بالكلية.... (وكما يقال وجه الحاجب غير عاجب) فقد رجعت إدارة الشرطة عن قرارها بمنح ليسانس القانون لوقت لاحق وإستمرارية نظام الدبلوم) كما فضلت أنا البقاء بالجامعة وإكمال دراستي...!! وكان لدي إحساس قوي بضياع مستقبلي إن إلتحقت بالكلية، رغم قبولي والذي إعتبرته عبارة عن زر الرماد على العيون...!!! أو كالشمار على الملاح...! أي تزيين الكعكة ببعض الكريمات...!! حتى ندعي القومية الجوفاء....! ناهيك عن سياسة الحد الأعلى للرتب العسكرية بالنسبة للمهمشين وبعض الفئات، علاوة على سياسية الإحالة للمعاشات والتي تتبرهن في البعض منهم، والذين تراهم يعلو الشيب رؤسئهم وذقونهم وتتلحل الأحزمة على أوساطهم ويترحلون في المشي بل يتوكعون في القيام والجلوس ... ولا يتمكنون من الهرولة وليس الجرى.... أي هم بعيدين كل البعد عن العسكرية، وما يفترض توافرها من إمكانيات...! ولكن تجدهم ما زالوا يضعون النجوم والنياشين والعلامات في الأكتاف والديباجات الحمراء وخلافها ويستريحون في المكاتب والفخامات...!!! ويعمرون فيها دون حسيب ولا رقابات، كأنهم في قطاع خاص وليست قوات نظامية ضاربين بالأنظمة والقوانين عرض الحائط...!!! بينما نحن وبقية المهمشين يحالون للمعاشات من أول الوهلات ....! ولا يعرفون بشأننا الإستئناءات وإن علونا علماً ودرجات....!!؟؟ وهذا هو ديدن كل ما لدينا قوات نظاميات...!! وهي دون شك من الإستراتيجات العليا لكل ما سبقت من حكومات، بل هي من المخططات، ناهيك عن قطاع السجون فذاك علم آخر وفنيات، ولن تسمح له المساحات ولنا معه عودات..... وللعلم كان هنالك في تلكم الدفعة عدد محدود من أبناء الفاشر لا يتعدون الثلاث وأنا من ضمنهم، على ما أذكر...!! وأصبحوا من ضحايا الصالح العام في فترة وجيزة للغاية....!!! هذه أحدى الرويات وهنالك الكثير الكثير...!!! لكن الكثيرون تعلموا الصمت وأصبحت عادة وكأن شيء لم يك وهذا هو العيب والقبول بالدونيات، لكننا نقول لقد إنتهي عهد الصمت والإستكانات، ولا بد من المواجهات ولا تهم العاقبات...!
وكما يزعمون هم (اللي بيتشابهوا بيطيروا) فنحن لسنا بيننا وبينهم تشابهات فلما الرضى بالهم والهم عامل عنكبات ...!!؟؟ ولا يمكن أن نتوقع من أناس هم أفارقة ولهم في الزنجيات ولكنهم يدعون العروبات، ويموتون في هذه الإنتماءات وهذا يخالف الواقعيات، فنقول لهم إن إدعيتم بأنكم إعراب ودلفتكم هاهنا رياح الهجرات....!!! فلتعود بالعكسيات وتلك هي سنة الحياة.... خاصة إن لم ترق لكم المنزلات أو ضقتم بما فيها من عباد... وحسب ما دونتم في المزور من التأريخات وبرمجتموها من شعارات وإجتهادات درستموها للأجيال بغرض تلكم المخططات وما للعروبة من بوابات ودعوات وخلافه من خرافات... واليوم تتحدثون عن التوحيدات مع أفارقة وهم أصحاب البلاد...!!! وأنتم تنعتونهم بالعبوديات ...!! أليست هذه من التناقضات ويستحي منها حتى علم اللاممكنات....
فيا وزيرهم الأجدر بكم قبض المرتبات ، ومحاولة جمع ما تيسر لكم من قريشات، وكب الزوغات وهذا هو ديدن ما لكم من وزارات والكمبارسات وقبل ما ترحلون إلى الصالح العام وتفوتون المولد بدون حمصات... سبحان الله في هذه الإيامات أصبحت السرقات والمحرمات من الفهلوة والإسمارتات وإنتهاز الفرصات وإلا الجماعة ينعتوكم بالعباطات والدقسات إن إنتهجتم التقوى وحسن النيات.... ونود أن نذكركم في تلكم الفترات والحروبات كان هنالك جيش منظم ومدرب وله في حب البلاد ولكن اليوم إنتهت اللعبات فدارفور لا تتوقعون منها تلكم الإجتهادات والإنصياعات لأن أبنائها فهموا الدروس والعبرات... وكردفان على الخط ولن يدخلوا في حروب ليست لهم بها قناعات سوى حماية الأنظمة الفاسدة وأقوام النفاقات...!! وأهالينا في الشرق تعلموا الدرس مما جرى لدارفور والجنوب وهم عاملين إستعدادات والكرة لا تفرق بين الناسات متى ما إقتضت المصلحات..!
فأقولها لكم أي حرب تدعيه يا سعادة الكرتيهات فسوف تحارب أنت وبشيرك وعثمانك وسبدراتك وباقي الجرادات ... وطبعاً كلكم ضباط ولواءات ومركبين النجيمات فاذهبوا وحاربوا ... وسوف لن تكون هنالك حرب وكالات ونقول لكم أذهبوا وحاربوا بإنفسكم وحققوا الإنتصارات... وعلى سبيل الحقائق التي واكبت هذا العصر الردئ ..... والجيش أصبح لديكم مليشيات وإحتياطي مركزي وليس هنالك قوات نظامية عسكرية، إن كنت تعلم فليحاربوا أبنائكم الذين أنخرطوا في الإحتياطي المركزي لما لهم بها إمتيازات، ناهيك عن الرتب والمرتبات...
عجائب اللانظام والإستراتيجيات والتخصص في العنصريات..!!
حكى أحد الأخوة والذي عاد مؤخرا من السودان، بأن الإحتياطي المركزي أصبح فئتان فالأولى منها كانوا يحملون الرشاشات ولونهم يميل للتفتيحات ويركبون اللاندكروزرات، ويتمركزون في ساحة بعيدة عن موقع التظاهرات، وليس بينهم من لونه شديد السمرة أو إختلافات أي هم من أهل الشماليات ومدعي العروبات...!! بينما المجموعة الثانية من ذوي شديدي السمرة وليس بينهم من يميل لونه للتفتيحات وهم طبعا يعتبرون من الغرابة ومن شاكلهم من مواطني الدرجات ...!! أي من الذين تعرضوا سالفاً للكشات...!! وكانوا يحملون العكازات وشوية دريقات، ولا حتى مطيوة للتهديدات لزوم الزنقات.... ويتمترسون أمام ساحة المظاهرات...!!! ولكم التفسيرات..!! وحسب الخطة هم الذين سيبدأون بمهاجمة المواطنين ويتعاركون معم ولا يهم إن يكون بينهم الخسارات... بينما المجوعة الأولى سالفة الذكر يمتكلون الرشاشات ولا خوف عليهم وعاملين أمانات.... ويتدخلون في الكبيرة من المواجهات ويطلقون الرصاصات...! وهذا ما حدث بمدينة الفاشر في قبل شهيرات...!! والتي أرسلوا لها أصحاب الرشاشات..!! وكما حدث في آخر مظاهرة والتي ضرب فيها الرفيق ياسر عرمان...!! هذا هو السودان الجديد أرض الأمجاد والذي تحول لقبليات وعنصريات.... فمن يا ترى يطبف العنصريات والتفرقات ... وعن أية توحيدات نشغل العالم ونكثر التدشقات...!! أين هي المؤسسيات ...!!
وكما أسلفنا فإن حكومة الإنتكاسات لم تساهم في تلكم الإنتصارات والتي لم تك لها أهداف....! سوى التحدث في الإعلام وحلاوة الوصف والقعاد في المكيفات...!! وعند الزنقات الهروب بالهلكوبترات إلى دول الأحباب والجوار ومرضة العروبيات والإدعاءات بحماية الإسلاميات وإمتداد العروبة في أفريقيا وأنكم أكبر البوابة ... ولكن يبدو بأنكم كنتم وما زلتم أكبر البلاعات، خاصة في الحرجة من اللحظات..!! فلينفصل الجنوب ويستقل ويحكم نفسه وسوف لا تكون بينهم هنالك عبوديات وكلهم مواطنين لا تفرقة في الدرجات...!!!! ويجب أن نقولها لكم ولأكثر من مرة ....!!! هذا ليس بغريب بل قلناه لكم من قبل ونعيده لكم لأن التكرار يعلم الشطار من أمثالكم ...!! هذا ما زرعتموه، هذا ما عملتم له منذ وقت بعيد، ومن حقكم بأن تحصدو تلكم الزراعات وتذوقون ما له من طعم ومذاقات....! والسودان لم يولد دولة وحدة في الواقع بل كانت شوية دويلات .... وعليه كل قرد فليصعد ما له من شجيرات وفضوها سيرات، وهذه ليست نهاية الدنيات، وليحكم بشأنها رب العباد، لأنكم هزمتكم التصرفات وقد ضاعت السانحات ولا داعيى لإزهاق المزيد من الرويحات وإنتهاك الحرمات أو أهانة الكرامات، إن سلمنا بأنها تاج الحياة ولا تعني سواها كل الشعارات والمجاملات أو التعويضات...!!
أما أنتم أتمنى أن تقبلكم الدول العربية وتعتمدكم ولن تجاملكم....!! وليمدوكم بشحنات من الكريمات لوزم التبيضات لإكمال ما تبقى لكم من إنضمامات للعروبة والإنتسابات...لأنهم لا يحبون السواد من اللونيات بل يجتهدون هم دوما للتشقر والتبيضات...!! ولستم بعزيزين من عنتر بن شداد والذي كان حارسهم وفارسهم ويفوقهم لغة وشعراً ولكنه لم يسلم من الدونيات...!!!
ورداً على أحد الأخوة حين علق على ردنا على أبو جهل في إساءته إلى الغرباوية ...!! قائلاً بكل بساطة وتبجح \"فلتغور دارفور والجنوب وليتركونا في حالنا\" ... أقول له يا عزيزي ...! فعلاً كما قيل \"ديك الخلاء بيطرد ديك الحلة\" لأنك يمكن أن تفهم في هذا على ما يبدو ....!! وأقول لك وكل من شاكلك...! فلتذهبوا أنتم ولتكونوا دولة شمال السودان العربية....!! أو ما شئتم من مسميات واتركوا أهل السودان للزنج والزنجيات... !!! ويمكنكم الإستعانة بتحسين النسل، كبرنامج أمميات، حتى تأكدوا الناقصات فليس ذلك بجديد عليكم ... بل لتساعدكم منبر المفاوضات أوغيرها، كما دوما تفعل ودون ترددات أو تحفظات... هذا المنبر الذي لا يعلم عن دارفور سوى إسمه بل لا يكن لأهل دارفور أية قيمة ولا مكانات ولا تعترف بالحقائق وكل تلكم المعانات، ومع الأسف ليس همها سوى عمل المؤتمرات، وكيفما تكون النتائج أو المحصلات....! فقط بغرض الدعايات والشيفونيات، وتحقيق إنجازات على جماجم بشر لهم في الإسلام أكثر مما يعملوه هم وربائبهم وكل الدونياتيات .... ونقول لكم أمنحوا شوية ديناراتكم لحكونة الإنتكاسات ونحن في غنى عنها.... لأن الشعوب لا تشترى بالمال بل هي تصنع المال والعمار ... وهي لن تنسى ولن تغفر مثل هذه الإستخفافات وسيأتي يوم التساؤلات حيث لا ينفع الندم والحسرات.... وللعلم الحكم لا يدوم وإن طالت السنوات .....
ولنا عودة.....!!!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.