لا تفترون على بعضكم بل كونوا كالجسد الواحد...! فإن لم تحلوا خلافاتكم فأنسوا عدوكم الحقيقي....! وخلافاتكم تحل بالحكمة وليس بأن يتجلبن البعض على الآخر وهي نظرية الجلابة أي الصفوية والتعالي، وكل من تعلم فك الأحرف منكم نراه تمختر وتعالى على غيره وإعتقد بأنه سيبويه أو إفلاطون زمانه...! فليس هكذا ترد الأبل...! يا مستنيري دارفور والهامش...! لا تكونوا جلابة على أهاليكم وأبواقاً تسمعُون من بعض ما حفظتموه من مستعمريكم الجدد، فنحن لن نخونكم...!! ولكننا ننبهكم بألا تقعوا فيما وقع فيه من سبقكم من بعض أبناء الهامش والذين عملوا لصالح مؤسسية الجلابة بتفاني وأخلاص بدواعي القومية والوطنية التي تبيدكم اليوم وأنتم مغشيون، وإذا بهم اليوم قد ضاعوا وأضاعوا أبنائهم، والذين يتنكرون لأصلهم (ونحن نعلمهم) بحجة أن بعضاً من أمهاتهم ليسوا من الهامش، فعمدن بتغيير أسماء أبائهم بعد أن تيتموا...! ودون أن يدروا بذلك، فهي لا شك جريمة ضد الإنسانية..! ونحن نذكركم وألا تنسون أنفسكم...! فتشطحون ضرباً على أهاليكم باليمين والشمال معتقدون بأنكم تحسنون صنعاً....! ولكن ليعلم الجميع بأن الحتمية هي أن تتعادل الكفتان المركز والهامش وهذا يتطلب الكثير (قصاص فيه حياة وحقوق تسترجع وكل ما يلزم) ومن ثم يمكن أن يكون هنالك أمل...! ولكن خلاف ذلك فلا توافق قد يرجى....! ففي كثير من المنابر يحاول البعض بأن يستخدم أسلوب التطبيع والذي لا مجال له من الاعراب في الوقت الراهن، وذلك فيه بأنهم يحاولون فيه التساوي بين الكسيح والسوي وبين الجاهل والعالم بل وبين المريض والمتعافي.! ولكن لا يمكن أن نجمع بين الإضداد، كالجائع والشبعان، وليطلبون منهم أن ينشدون نفس النشيد والذي لا يمكن أن يستوعبه عاقل..! فالأحلام الوردية التي تطمنون بها أنفسكم بل يستمتع بها البعض في التنظير، فهي خلاف الحقيقة المرة..! وهى بأننا لم نزل بصدد الشتات المزري والواقع المهين..! ولم نرقي لمرحلة النظرية! فالأفراد لم ولن تنجز الثورات ولكنها العُصب هي التي تحقق الإنجازات....! فنرى من يتحدث عن الديمقراطية ودولة القانون...بينما البشكير يقل أرفعو السلاح...! أليس هذا بعد السماء للأرض أو كمن يحلم بنيل الثريا..! وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد إبن المركز يحاورك وهو متخوم شبعاً ويتنعم بكل ما يريد، بينما أنت في الهامش تتضور جوعاً، وتقطع المسافات على قديمك التي فترت، بل تكابد وتقاسي إيجاد فرصة للدخول على النت..! وقد لا تدري كيف سيكون يوم غد، أو أين تنام وكذا حال أهلك أسوء من ذلك...! وللأسف أراك تتحدث نفس النغمة "دولة القانون والتحاور والديمقراطية والمصطلحات الرنانة لتبهر الآخرين ولتنعت بأنك أبو الفهم والكمال ولتطرب بذلك...! وبأنك تفهم في السياسة والحساسة وكل تلك الخرابيط التي لا تأمن لقمة لجائع قد يموت..! وما شابه ذلك من نظريات وفلسفة تنظيرية وفارغة المضمون..! فهل يا ترى تخلصت من مشاكلك الشخصية والاسرية والمجتمعية والمحلية والأقليمية وبدات تطول القومية...!!! ولتطول ما لم يك في مقدورك..! وهل من هم بالهامش والمعسكرات يفتهمون معنى الديمقراطية وفائدتها بالنسبة لهم في وضعهم الحالي..! أي قبل الأكل والشراب والمأوى والعلاج..! علماً بأن العافية درجات، وهل يمشي الطفل قبل أن يحبى أم العكس...! فأولاً أخرجو أهاليكم من تهميشهم، وليتعلموا ويستنيروا ولكي تحققون ذلك فيلزمكم بأن تكونوا عصبة تضعفون عدوكم ومن ثم تعلون عليه بشروطكم وليس بشروطهم...! وقبله لينصب جهدكم واليوم في الحاجات الأساسية من أمن وأكل وشرب وعلاج ومأوي ومن ثم تعليم ولنتحدث بعدها عن الوطن الكبير والذي لم يفهموا عنه شيء هم الآن...! فهل تتوقعون محاوريكم في الفيس من أبناء المركز هم سيرفعون معكم السلاح...! أو يحرصون على تعليم ابنائكم...! فهل هم أغبياء لهذه الدرجة، وماذا يجبرهم على فعل ذلك...! ألم تك هجليج اختبار لتلك الأوهام التي ظلوا ينافقون بها...! فهم لم تسعفهم شجاعتهم بأن يخرجوا الشارع فهل يا ترى يساندونكم...! بل خرجوا في مسيرات فرحاً وطرباً بإستشهاد الخليل، هم وهم وهم لا تعد أو تحصى مغالطاتهم...! ألم تستشفون طوال هذه الفترة أسطواناتهم المعتادة بأنهم غير مقتنعين بالسلاح كوسيلة للتغير.!؟؟ فماذا تودون أن تسمعوا بعد ذلك.!؟؟ لكني عجبت لكم وأنتم تتفننون في محاربة بعضكم بل تفندون ما لديكم من مشاكل وعلى مسمع ومرأي كل من هب ودب، خادعين أنفسكم بأنكم تمارسون الديمقراطية...! أي ديمقراطية لإنسان مستعبد...! فأنتم لم تمتلكون الحرية بعد...! فأي ديمقراطية تتحدثون عنها....! أنتم تلوكون ما لا تعلمون...! فهل كل من دون على الفيسبوك حرفاً أم كلمة فهو حر طليق...! ليتكم تفقهمون عما تتحدثون عنه...! فالحر فقط من يمتلك قراره، وليست الحرية بأن تك في مكان آمن لا يطولك أحد، ولتقل ما تشاء..! كلا فالحرية بأن تك بأرض الوطن وتخرج في الشارع العام وتقل وتفعل ما تشاء ودون المساس بحرية الآخرين، وألا يتعرضك أحد... فتلك هي الحرية ولها أشراط عدة لا يتسع لها المجال...! وهذه أبسط المبادئ التي ستأتي بالديمقرطية وحرية الرأي وهملجرا...! ولا يخدعونكم بحلو الحديث وتجميله ...! فكلنا نفهم في أن نردد النظريات ولكن ليست وقتها الآن، فالعملية تحتاج لمراحل.! وكل مرحلة لها محدداتها وليست مصادفات فقط...! فالقومية التي يتحدثون عنها فقد وأدوها هم واليوم عندما حانت قيامتهم فهم يبحثون عنها...! فأن قيض الله لها بأن تحيا، فلابد أن تحى الضمائر أولاً.! وقد علمتم بأنه لا يستوى الأعرج والصحيح...! فوضعنا في الهامش ودارفور تحديداً عُرج اليوم، ومن الصعب أن نركض مع أنسان المركز..! فدعونا نصُح ونُعالج عرجتنا، ومن ثم الوطن موجود ولن يرحل..! ولنحدد مشاركتنا فيها، وأنتم تعلمونها تماماً. وبالتالي الجلابة هم يودون أن يقطعون عنا الطريق، والذي اخترناه وهو طريق جرد الحساب والقصاص وإستردار الحقوق والذي لابد منه، وهو ما لا يتأتي باللين والتفاوض والتطبيع، وعلى قرار ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا كما أخذ فالعنصرية هي إحدى الأدوات والوسائل التي يستخدمها النظام فلماذا يخشى بأن نستخدمها نحن...! فهل حلال لهم وحرام علينا...! لا أعتقد ذلك...! فالعنصرية المضادة هي العلاج الناجع اليوم وحتى اشعار آخر..! فترفقُوا أخوتي بأهاليكم وأصلحوا من حالهم ولا تعنفوهم فأنتم بهم لكم شأنُ وسواهم لا تسوون شيئاً...! كمال الدين مصطفى الولاياتالمتحدةالأمريكية ولنا عودة....!